الأربعاء 1 مايو 2024

أبرزها التدخين وإتيان الزوجة.. طقوس الشيعة في نهار رمضان

ليلة القدر عند الشيعة

تحقيقات14-4-2021 | 22:51

محمد عاشور

يعتبر المذهب الشيعي أحد أهم المذاهب الإسلامية المعترف بها طبقاَ لفتوى الإمام محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر بشأن جواز التعبد بمذهب الشيعة الإمامية، إلا أن المذهب يتضمن العديد من الطقوس التي تثير السواد الأعظم من المسلمين على مستوى العالم خاصة أهل السنة والجماعة. 

وتباينت ردود أفعال علماء المسلمين حول طقوس المذهب الشيعي غير المألوفة، وخاصة فيما يتعلق بشهر رمضان المعظم، حيث يبيح رؤوس هذا المذهب التدخين بل وحتى داخل دور العبادة لديهم حيث نشر الموقع الإلكتروني للمرجع الشيعي السيستاني، فتوى أصدرتها المرجعيات الشيعية، مع حلول شهر رمضان، تبيح تدخين السجائر وإتيان المرأة، دون أن يبطل الصوم، ومضغ العلك "اللبان".

وعن  تدخين السجائر في نهار رمضان، أوضحت الفتوى، أنه يجوز للصائم تدخين السجائر في نهار رمضان، لأن دخانها لا يُفطر، وليس طعاماً يدخل الجوف، فيما اشترط المرجع الشيعي آية الله محمد صادق الصدر، ألا يدخن الصائم أكثر من 3 سجائر.

وبشأن مضغ «العلك» في نهار رمضان فقد أجازها السيستاني، وفي حين أجازت فتاوى أخرى إتيان المرأة، دون أن يفسد صومها، وليس عليها الغسل، وفقاً لباب النكاح في كتاب «الكافي»، وهو أحد الكتب الأربعة المعتمدة لدى الشيعة الاثنا عشرية.

وأما عن صلاة التراويح فقد منع وحرم فقهاء المذهب الشيعي أداء صلاة التراويح في ليل شهر رمضان، بحجة أن عمر بن الخطاب رضوان الله عليه هو من سنّها في الإسلام، وبطبيعة الحال هم يبغضونه رضى الله عنه بشدة، وكشف مؤرخون أن من غرس بغض بن الخطاب «فاروق الأمة» في قلوب أتباع هذا المذهب هم قادة الفرس، وذلك نقمة منهم على الفاروق رضى الله عنه لفتحه بلادهم آنذاك «بلاد فارس» وإخضاعها لحكم الإسلام.

في حين أن الشيعة تعوض صلاة التراويح بصلاة القيام، باعتبار مستحبة خلال الشهر الكريم، ولكن حتى صلاة القيام عندهم تختلف عن صلاة أهل السنة، حيث أنهم يرون أنها صلاة بين العبد وربه، ولذلك لابد أن تصلى فرادى ولا تصلى في جماعة مثلما يفعل أهل السنة، كما أنهم يحددونها بأن تكون 8 ركعات فلا يجوز أن يصلى الشيعي أكثر من ذلك خلال صلاة القيام.

وللإمام الأكبر محمود شلتوت، شيخ الجامع الأزهر الأسبق فتوى بشأن جواز التعبد بمذهب الشيعة الإمامية، وقيل له: إن بعض الناس يرون أنه يجب على المسلم كي تقع عباداته ومعاملاته على وجه صحيح أن يقلد أحد المذاهب الأربعة المعروفة وليس من بينها مذهب الشيعة الإمامية ولا الشيعة الزيدية، فكان رده: إن الإسلام لا يوجب على أحد من اتباعه اتباع مذهب معين بل نقول: إن لكل مسلم الحق في أن يقلد بادئ ذي بدء أي مذهب من المذاهب المنقولة نقلاً صحيحاً والمدونة أحكامها في كتبها الخاصة، ولمن قلد مذهباً من هذه المذاهب أن ينتقل إلى غيره، أي مذهب كان ولا حرج عليه في شيء من ذلك.

وعن مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الإمامية الاثنا عشرية أوضح أنه مذهب يجوز التعبد به شرعاً كباقي مذاهب أهل السنة، لافتا أنه على المسلمين معرفة ذلك، وأن يتخلصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة، فما كان دين الله وما كانا شريعته بتابعة لمذهب أو مقصورة على مذهب، ويجوز لمن ليس أهلاً للنظر والاجتهاد تقليدهم والعمل بما يقررونه في فقههم ولا فرق في ذلك بين العبادات والمعاملات.

ومع بداية شهر رمضان المعظم يصبح للكثير من المواطنين عادات وعبادات خاصة تختلف من شخص لآخر، ورغم ذلك تبقى هذه العادات والعبادات متشابهة بين الصائمين، إلا أنه عند الحديث عن الشيعة تنقلب الأمور إلى طقوس غريبة تضع الكثير من التساؤلات في عقول المصريين، عن ماهية الأفعال والطقوس الغريبة التي يمارسونها؟ وكيف يستطيعون الحياة بها داخل مصر؟ وما الاختلافات بينهم وبين أهل السنة؟

والمعروف أن الشيعة تختلف في العبادات عن أهل السنة، خاصة خلال شهر رمضان، فهم يؤخرون الإفطار لمدة ساعة كاملة، من باب عدم التشبه بأهل السنة، ويبررون ذلك بما جاء في الآية الكريمة من سورة الإسراء: «ثم أتموا الصيام إلى الليل»، فيعتبرون أن وقت الإفطار هو غياب النهار، وليس المغرب، هذا فضلا عن تقديمهم موعد السحور بحوالي 40 دقيقة، لأن وقت الصيام يبدأ لديهم قبل الفجر، وهذا ما يخالفون فيه قول الرسول، صلى الله عليه وسلم: "لا تزال أمتى بخير ما أخروا السحور وعجلوا الفطر".

كما أن ليلة القدر تختلف كثيرا عند الشيعة عن أهل السنة، فعلى الرغم من أنهم لا يحددون موعدا لها، أو يوما قاطعا لليلة القدر، إلا أنه رغم ذلك، فأنهم يحددون أيام محددة وتكون أيام «19، 21، 23»، حيث أنها لا تخرج من هذه الأيام، وليس في الأيام الأخيرة من الشهر مثلما يرى أهل السنة.

وعن حياتهم داخل مصر، فهناك العديد من الطقوس والأسرار التي يقومون بها في شهر رمضان، حيث إنهم يتجمعون في أماكن محددة بالقاهرة الكبرى، أبرزها الدقي والعجوزة ومدينة السادس من أكتوبر، كما أن هناك محافظات تزداد بها نسبة الشيعة في مصر، من بينها محافظات الشرقية والمنوفية وكفر الشيخ.

ويتجمع الشيعة داخل منزل ليمارسوا العبادات التي يقومون بها في مصر، حيث أن لهم أدعية خاصة خلال شهر رمضان، فضلا عن أن هناك دعاء لكل يوم مخصص في رمضان، كما أنهم ينشدون الأناشيد الخاصة بهم خلال تجمعهم داخل تلك البيوت في رمضان، ولا يصلون بها.

وجدير بالذكر أن لهم طقوس خاصة في ليلة القدر، حيث إن هناك أناشيد مخصصة لها فضلا عن الأدعية المخصصة لها، منها «الجوشن الكبير»، ودعاء رفع المصاحف، الذى يضع الشيعي القرآن الكريم على رأسه ويردد دعاء يتوسل فيه إلى النبي والسيدة فاطمة وعلي بن أبى طالب ونسلهم، ثم يسأل حاجته.

Dr.Randa
Dr.Radwa