الأحد 9 يونيو 2024

استطلاع رأي يتناول تأييد مواطني اليونان لروسيا

رئيس الوزراء اليوناني

عرب وعالم12-3-2022 | 12:34

دار الهلال

علق رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس خلال مناقشة برلمانية على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا قائلا "لقد كنا دائما على الجانب الصحيح من التاريخ" مما لا يدع مكانا للشك في موقف حكومته.

وأكد ميتسوتاكيس "نحن إما إلى جانب السلام والقانون الدولي أو ضده" معلنا عن إرسال قافلة مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا.

لكن بالنسبة للعديد من المواطنين في اليونان، وبعد قرون من العلاقات الدينية والثقافية وحتى الوجودية الوثيقة مع روسيا، فإن الخيار بين الطرفين ليس بهذه البساطة.

وأشار نيكوس مارانتزيديس، أستاذ الدراسات السلافية والشرقية والبلقانية في جامعة مقدونيا إلى أن "الرأي العام اليوناني له بعد مؤيد لروسيا تغذيه مشاعر جماعية ودية مرتبطة بالتاريخ، وثقافة مشتركة قائمة على المذهب الأرثوذكسي المشترك، وأيضا بالنسبة للبعض، عدم الثقة في الغرب".

ووفقا لاستطلاع رأي أجراه مركز أبحاث كابا، قال 20٪ من اليونانيين الذين تم استطلاع آرائهم بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا إنهم يشعرون بأنهم "أقرب" إلى موسكو بينما قال 45٪ منهم أنهم يؤيدون موقف كييف.

وبالكاد وعد 8٪ ممن شملهم الاستطلاع بمقاطعة المنتجات الروسية، بينما تعهد 2٪ منهم بتجنب كل اتصال مع الروس. وحتى إذا أدان 75٪ من الأشخاص المستطلعة آرائهم موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن أكثر من 60٪ ما زالوا ينتقدون نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

كما لاحظ نيكوس مارانتزيديس، أستاذ الدراسات السلافية والشرقية والبلقانية في جامعة مقدونيا أن "أقلية من المواطنين، ليست قليلة العدد وعديمة الأهمية على الإطلاق، ما زالت تنظر إلى بوتين بإيجابية".

ومهما كانت نتيجة الصراع، فإن "النواة الصلبة" المكونة من 10 إلى 15٪ من الناخبين "ستستمر في رؤيته كقائد عظيم"، حسب تقديرات الخبير.

ويذكر أن اليونانيين قد قاتلوا إلى جانب روسيا منذ القرن الثامن عشر، مع الدولة الأرثوذكسية الصديقة التي ينظر إليها تاريخيا على أنها قوة وقائية وموازنة قوية ضد الخصم التركي المجاور في ذلك الوقت. وفي عام 1827، انضمت روسيا إلى إنجلترا وفرنسا في معركة نافارينو، والتي كانت حاسمة لضمان استقلال اليونان عن الإمبراطورية العثمانية.

ولا تزال ذكريات قصف الناتو على الدولة الصربية الصديقة والمجاورة في عام 1999 أثناء حرب كوسوفو حية في الأذهان، كما أشار مارانتزيديس.

وكذلك فأن شعور العداء المتبقي لدى المواطنين ضد الغرب بسبب إجراءات التقشف التي فرضتها ألمانيا وحلفاؤها الأوروبيون خلال أزمة الديون اليونانية.

ويعتبر الروس أيضا عملاء ممتازين في صناعة السياحة، حيث يزورون اليونان كل عام بمئات الآلاف من الزوار.

وقبل عام، كان رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين ضيف شرف في احتفالات الذكرى المئوية الثانية للثورة اليونانية عام 1821. لكن بعد اثني عشر شهرا، تم تجميد العلاقات الثنائية وتظاهر آلاف اليونانيين ضد الحرب إلى جانب المواطنين الأوكرانيين الذين يعيشون في اليونان.

ومن جانبها انتقدت السفارة الروسية في أثينا هذا الأسبوع "التهديدات والإهانات" ضد رعاياها في اليونان، ودعت الشرطة إلى التحقيق في الأمر.

ويعد وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس هو من بين آخر وزراء الخارجية الذين التقوا بنظيره الروسي سيرجي لافروف قبل بدء العملية العسكرية في 24 فبراير.

لكن وفاة اثني عشر أوكرانيا من أصول يونانية في منطقة ماريوبول والتي يبلغ عدد من تعود أصولهم إلى اليونان بها إلى نحو 100 ألف نسمة، قد وجهت ضربة قاسية للعلاقات اليونانية الروسية.

بالنسبة لأثينا، فإن هذه الخسائر البشرية هي نتيجة الضربات الجوية الروسية، وهو ما تنفيه موسكو التي تتهم كييف بالمسئولية عن ذلك.

في 27 فبراير، دعت السفارة الروسية في أثينا السياسيين ووسائل الإعلام اليونانية إلى "التحلي بالعقلانية" والتوقف عن نشر "الدعاية المعادية لروسيا".

ورد المتحدث باسم الحكومة يانيس إيكونومو قائلا "اليونانيون ليسوا تاريخيا ساذجين ومتهورين لدرجة أنهم يتأثروا بالأصوات الخارجية" قائلا "لا أحد يستطيع زرع الفتنة بيننا".

على صفحة الفيسبوك الخاصة بالسفارة الروسية، يتبادل اليونانيون المؤيدون لروسيا وأوكرانيا الإهانات كل يوم.

وأصيب معظمهم بالصدمة من الهجمات الروسية على المدنيين، بينما لجأ أكثر من 7 الاف أوكراني إلى اليونان. وانتقدت ليلى روساكي العملية العسكرية قائلة "شعبكم قاوم وحارب النازيين وأنتم الآن تسيرون على خطاهم".

لكن كثيرين ما زالوا مؤيدين بشكل علني لبوتين.وكتب ستيليوس ماركو: "سيذكر بوتين في التاريخ كقائد عظيم وشجاع". ومن جانبه، قال إلياس كارافيتيس "أحسنتم، طاردوهم جميعا حتى ألمانيا، كما حدث في الماضي". وقالت نيلي إيجن "زيلينسكي يطالب أوروبا وحلف شمال الأطلنطي بالمشاركة في النزاع، إنه يحاول بدء الحرب العالمية الثالثة. دعونا نصلي أن يظل صامتا". وقالت تيريسيا ساكل "حفظ الله الرئيس بوتين وجميع الروس الذين يقاتلون من أجل الحرية".