الإثنين 29 ابريل 2024

الدكتورة مهيتاب سمير عبد الوهاب:حمامات السباحة ضحك ولعب.. وعدوى!

.

16-6-2022 | 11:00

حوار : أحمد محمود

جميعنا يهرب من حرارة الصيف إلى حمامات السباحة للعب والمرح، والاستمتاع بالجو الجميل، والمياه المُنعشة.

لكن مع اللعب والاستمتاع بالمياه وتواجد أعداد كبيرة من الناس فى حمامات السباحة تحديداً، قد تظهر العديد من الأمراض الناتجة عن انتشار الميكروبات فى مياه الحمامات، خصوصا تلك التى تصيب الجلد والأذن والجهاز التنفسي.

فى هذا الحوار المهم مع الدكتورة  مهيتاب سمير عبد الوهاب الأستاذ المساعد بقسم الأمراض الجلدية والتناسلية  بالمركز القومى للبحوث،  نلقى الضوء على أسباب انتشار الأمراض والعدوى من جراء النزول فى حمامات السباحة ؛ وطرق الوقاية منها.. إلى نص الحوار.

- ما هى مصادر الميكروبات فى حمام السباحة؟

- مصادر الميكروبات فى حمامات السباحة كثيرة فقد تكون من  الزائرين (نزلاء حمام السباحة خاصة فى فصل الصيف سواء نساء، رجال ،كبار السن و خاصة الأطفال) ،مضخات المياه ، العاملين بحمام السباحة ،أسطح  ومحيط حمامات السباحة ، أحواض  غسيل القدم ودش الاستحمام ،غرف تغيير الملابس و دولاب الملابس بالإضافة إلى  بعض العادات غير الصحية مثل ( إلقاء النفايات ،تلوث المياه من اللعاب/المخاط).

- ما هى الأمراض التى تصيب نزيل هذه الحمامات؟

- يوجد العديد من الأمراض التى قد تسببها  الميكروبات  فى حمامات السباحة وتساعد على انتشارها وهى معدية  سواء كانت من بكتيريا، فيروسات، فطريات و قد تصيب عدة أماكن فى الجسم مثل الجلد، الأذن ،العين ،الجهاز التنفسى ،الطفح الجلدي.

     - سعفة القدم ( القدم الرياضي)  Tinea pedis هى عدوى فطرية تصيب القدمين وبين أصابع القدم . يمكن أن ينتشر الطفح الجلدى أيضًا ويظهر  فى الأيدى والأصابع، ويتميز بطفح جلدى متشقق متقشر يسبب الحكة ، تظل هذه الفطريات  تنمو فى مناطق دافئة ورطبة ، مثل محيط حمام السباحة وسطح حمام السباحة، وهى  معدية ويمكن أن تنتقل عن طريق الشخص المصاب والمناشف والملابس .

- وأيضا هناك بعض الجراثيم الموجودة فى حمامات السباحة الساخنة تميل إلى التفاعل مع الجلد وتسبب طفحا جلديا مثل التهاب الجريبات،  ويسمى أيضًا التهاب الجلد الزائف  بعد ملامسة المياه الملوثة بالبكتيريا.

-  التهاب الجريبات هو عدوى تصيب بصيلات الشعر سببها البكتيريا الزائفة الزنجارية ، التى تنمو فى المناطق الدافئة والرطبة، ويحدث التلوث عادة فى حمامات السباحة التى لا يتم الحفاظ عليها عند مستوى المطهر الصحيح وأحواض الاستحمام الساخنة. يظهر الطفح الجلدى فى غضون ساعات أو أيام بعد ملامسة البكتيريا وتظهر على شكل نتوءات حمراء مثيرة للحكة منتشرة على الجذع وتورم الجلد.

وهناك نوع آخر من الطفح الذى يمكن أن يصيب الجلد بسبب نزول حمام السباحة، وهو طفح الكلور، ويكون طفح الكلور باللون الأحمر، ويسبب الحكة فى غضون ساعات قليلة بعد السباحة فى حمامات السباحة المكلورة أو أحواض الماء الساخن، ويمكن أن يكون الطفح الجلدى بارزاً ومتقشراً، وقد يسبب تورم الجلد.

ويحدث طفح الكلور عند تهيج الجلد بالكلور، وعادة ما يختفى خلال أيام قليلة، وتزداد فرص الإصابة بطفح الكلور كلما زادت مدة البقاء فى حوض الاستحمام المكلور، أو نتيجة زيادة نسبة الكلور فى الماء، كما أن الإصابة ببعض الأمراض الجلدية الأخرى تزيد من احتمالية حدوث طفح الكلور مثل الأكزيما والصدفية، حيث يكون الجلد أكثر حساسية وهى أول الأعراض، بالإضافة إلى جفاف الجلد وتقشره والشعور بحرقة، لا يعتبر الطفح الجلدى الناتج عن الكلور من الأمراض المعدية، وغالباً ما ينتج عن حساسية الكلور، وهى المادة التى يلزم إضافتها للحفاظ على حمامات السباحة من الميكروبات.

وهناك المليساء المعدية   (molluscumcontagiosum) وتعتبر مرضا جلديا من الأمراض المعدية الشائعة بين الأطفال، خاصة فى الجزء العلوى من الجسم: الجذع والوجه .

- ماذا عن مرض أذن السباح؟

أذن السباح مرض يظهر عندما تحبس المياه فى قناة الأذن الخارجية  لفترة طويلة من الزمن، مما يوفر بيئة رطبة لنمو البكتيريا يمكن أن تصاب بعدوى تسمى أذن السباح، وتظهر بعد أيام من ممارسة السباحة و تظهر على شكل حكة،وإحمرار، والتهاب الأذن، والألم عند الضغط، يمكن لأى شخص الإصابة بأذن السبّاح، ولكن غالباً ما تزداد فرص الإصابة بها عند الأطفال، وهى من الأمراض غير المعدية ولا تنتقل من شخص لآخر ، بالإضافة إلى التهاب وإحمرار العين نتيجة التعرض للكلور .

- وماذا عن الإسهال؟

يعتبر الإسهال من أكثر الأمراض التى يمكن أن تنتج عن نزول حمام السباحة، وذلك نتيجة تلوث الماء بالجراثيم وسهولة انتقالها من شخص لآخر،حيث تنشأ جراثيم الكريبتوسبوريديوم داخل حمام السباحة، وتبقى لمدة أيام مسببة إسهال للنزلاء  نتيجة وجود النوروفيروس وبكتيريا الجياردية المعوية والإشريكية القولونية بالجسم، وتحدث العدوى عند ابتلاع المياه، يمكن أن تعيش هذه الجراثيم من دقائق إلى أيام فى حمامات السباحة، وحتى إن تم الحفاظ على حمام السباحة جيداً، فبعض الجراثيم شديدة التحمل للكلور، وبمجرد أن يتلوث حمام السباحة بأحد هذه الجراثيم، يمكن أن يبتلع الشخص كمية صغيرة من الماء ليصاب بالعدوى التى تسبب الإسهال.

وأصبحت جرثومة كريبتو ضمن الأسباب الرئيسية لتفشى الإسهال المرتبط بأحواض السباحة، فيمكن أن تبقى على قيد الحياة لعدة أيام حتى فى حمامات السباحة التى يتم العناية بها جيداً، ويمكن أن تؤدى إلى إسهال يستمر لفترات طويلة .

- وما علاقة أمراض الجهاز التنفسى بنزول حمام السباحة؟

أمراض الجهاز التنفسى:Legionnaire disease.. يحدث نوع حاد  من أنواع الالتهاب الرئوى بسبب جرثومة الليجونيلا ، و قد تؤدى هذه الجرثومة إلى الإصابة بحمى بونتياك  تشبه أعراض الأنفلونزا وتتم الإصابة بهذه الأمراض عن طريق استنشاق رذاذ الماء داخل حمامات السباحة .

- ما هى الإجراءات التى يجب اتخاذها من قبل إدارة الحمامات لخلو حمامات السباحة من تلك الميكروبات؟

- بسبب المخاطر الصحية لحمامات السباحة، وللحماية منها من  الضرورى مراقبة جودة المياه فى حمامات السباحة لضمان سلامة المياه والامتثال للمعايير تتطلب السيطرة على مخاطر العدوى مراقبة مستمرة لنوعية المياه ، وتقييم كفاءة عمليات المعالجة والتطهير ، والتغيرات فى الخصائص الكيميائية والفيزيائية لحمامات السباحة وتقييم سلوك النزلاء، مما قد يؤثر على جودة المياه.

وأيضًا تعتمد جودة المياه هذه على العدد الإجمالى للنزلاء فى حمامات السباحة فى أى وقت ، ودرجة حرارة المياه والظروف البيئية، ويجب التأكد من نظافة وتطهير حمامات السباحة باستمرار.

- ما هى الطريقة المثلى لتنظيف حمامات السباحة بشكل منضبط؟

أهم المواد والأدوات اللازمة لتنظيف حمامات السباحة هى العمود التلسكوبى ،وهو عبارة عن عصا طويلة يتم استخدامها لربط وتثبيت معظم الأدوات اللازمة لتنظيف حمامات السباحة،والشبكة الكاشطة: وهى من المواد المهمة لتنظيف حمامات السباحة وأكثرها استخداماً، حيث تستخدم لإزالة الحطام المتراكم على سطح الماء فى حوض السباحة وتحتّه مثل الأوراق، والأغصان، والحشرات،وفرشاة خاصة وتستخدم لتنظيف وإزالة الأوساخ عن الجدران، والأرضية، والسلالم الخاصة بحوض السباحة، ومكنسة كهربائية خاصة بحمامات السباحة وتستخدم لتنظيف أرضيات حمامات السباحة، وذلك عن طريق تثبيتها بالعمود التلسكوبى وأخيرا أقراص الكلور المعقمة وتستخدم أيضاً لتعقيم المسبح ومياهه ويتم الحفاظ على حمامات السباحة بمستويات الكلور الصحيحة والتحقق من حمام السباحة للتأكد من معالجته بالكلور بشكل صحيح قبل السباحة فيه لأسابيع.

- ما  عدد الساعات المطلوب نزولها فى حمامات السباحة وساعات محددة وأوقات محددة صباحا أو مساء لتجنب الإصابة بهذه الأمراض؟

وجد أن التعرض لمياه حمامات  السباحة الدافئة  والرطوبة العالية يساعد على  انتشار الأمراض المعدية، لذلك يفضل النزول فى  الصباح الباكر وتقليل النزول وقت  درجة الحرارة المرتفعة  والرطوبة العالية.

- هل هذه الميكروبات تصيب مراحل سنية معينة (أطفال ،نساء،رجال،شيوخ)؟

نعم توجد بعض الميكروبات والجراثيم بحمامات السباحة تصيب فئات عمرية معينة على سبيل المثال بكتيريا الليجونيلا تصيب الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماًأو أكثر.legionnaire disease ، والمليساء المعدية مرض جلدى منتشر بين الأطفال، وكذلك مرض أذن السباح  والتهابات العين أكثر شيوعًا لدى الأطفال أكثر من البالغين.

- ما المطلوب من قبل نزلاء  حمامات السباحة  من إجراءات وقائية و صحية قبل نزولهم؟

للحماية اليومية قبل السباحة وبعدها ، فإن اتخاذ الخطوات اللازمة لإصلاح الضرر الناجم عن الكلور مهمة، مع شطف الجسم والاستحمام بدش مياه نظيفة قبل نزول حمام السباحة، وشطف الجسم بمياه نظيفة بعد  الخروج من حمام السباحة ، ثم الذهاب إلى الاستحمام وتغيير ملابس السباحة سريعا بوضع واقى شمسى مناسب حسب نوع البشرة قبل نزول حمام السباحة بحوالى  20 دقيقة  للحماية من حدة أشعة الشمس فوق البنفسجية،  وأيضا وضع كريم مرطب أو طبقة رقيقة جداً من الفازلين على الجلد قبل نزول المسبح بحوالى 20 دقيقة، فهذا يعمل كحاجز إضافى بين البشرة والماء الذى يحتوى على الكلور وارتداء بونيه لحماية الشعر من الكلور والجراثيم  وارتداء النظارات الواقية لحماية العين من أية التهابات أو إحمرار من مادة الكلور وأخيرا  ارتداء سدادات الأذن أثناء السباحة للوقاية من  مرض أذن السباح.