الخميس 2 مايو 2024

5 أمراض شيخوخة تصيب الشباب!

.

20-6-2022 | 18:00

كتبت : أمانى عزت

مع كثرة الضغوط اليومية وسرعة وتيرة الحياة وانتشار العادات الصحية السيئة أصبحنا نرى أمراضا يعانى منها الشباب كانت فى الماضي تصيب كبار السن فقط.
فما هى هذه الأمراض؟ و كيف يمكن السيطرة والتغلب عليها؟
ضغط الدم المرتفع
يقول دكتور محمد خطاب أستاذ أمراض الباطنة  بكلية طب جامعة عين شمس : إننا لا نعرف سبب ارتفاع ضغط الدم فى 95% من الحالات، وبالتالي السبب المباشر فى ارتفاع ضغط الدم فى الأغلبية العظمي من الحالات مازال مجهولا والنسبة القليلة الباقية تكون مرتبطة بمرض مثل مرض ضيق فى الشريان الكلوي أو قصور فى وظائف الكلي وتضخم أو أورام الغدد وخاصة الغدة الجار كلوية  أو بسبب بعض اختلالات الغدة النخامية فى المخ كل هذه الأمراض تسبب ارتفاعا فى ضغط الدم وهي فى الغالب تصيب صغار السن من هم أقل من 30 عاما،  ولكن تظل الغالبية العظمي غير معروف سبب إصابتها بالضغط المرتفع ، ولذلك نطلق عليه ارتفاع ضغط الدم التلقائي، ولكن كما قلنا إن هناك بعض العوامل قد تزيد من فرص الإصابة به ولا نستطيع أن نغفل دور العامل الوراثي فى ارتفاع ضغط الدم، ولكن لا نعتبره من الأمراض الوراثية.
وأكد أن 13% من الوفيات سنويا علي مستوي العالم يموتون بسبب مرض ارتفاع ضغط الدم الذي يعد من أمراض القلب والأوعية الدموية لأن  ارتفاع ضغط الدم يؤثر علي الأوعية الدموية ويزيد من تسارع  عملية تصلب الشرايين ويؤثر علي الدورة الدموية فى الأعضاء الحيوية مثل المخ والقلب، وقد يؤدي ارتفاع ضغط الدم  إلي انفجار الأوعية الدموية محدثا نزيفا فى المخ مثلا لكن ارتفاع ضغط الدم لا يصيب الأوعية الدموية بالتهاب وإن كان عملية تصلب الشرايين فالعلم الحديث ينظر إليها علي أنها عملية التهاب فى حد ذاتها وهناك دراسة تقول إن  التأثير السلبي لضغط الدم علي المخ يجعله أكثر من عمره الحقيقي بأكثرمن7 سنوات، مما يصيب مخ مريض الضغط بالعجز مقارنة بالشخص الطبيعي، فمرض ضغط الدم المعروف  بالقاتل الصامت  يحتل المركز الرابع بين أكثر الأسباب المؤدية للوفاة.
موضحا أن مبادرة Ò100مليون صحةÓ تساهم فى القضاء علي مرض ضغط الدم، حيث إن 37% من المصريين لم يقيسوا ضغطهم من قبل و63% من المرضي ممن تم تشخيص إصابتهم لا يتناولون علاجا وأن 24% من المصريين مصابون بالمرض.
وعن من هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم يقول خطاب: إن المدخنين هم الأكثر عرضة وأن  عدم ممارسة الرياضة من أهم أسباب الإصابة وأن 72% من المصريين لم يمارسوا أي نوع من الرياضة ، ولديهم زيادة وزن وأن هناك 62% فى مرحلة ما قبل السمنة و31% يعانون من مرض السمنة وكل هذه الأسباب متوافرة فى نسبة ليست بقليلة من الشباب، بالإضافة إلي أن مرض ارتفاع الضغط يسبب الإصابة بأمراض أخري مثل الفشل الكلوي بجانب مرض تضخم وهبوط عضلة القلب وقصور الشرايين التاجية والجلطات القلبية والمخية ونزيف المخ  وتمدد الأورطي وشرخ بطانة الأورطي إذا أهمل علاجه.
ويؤكد أن الطريقة الوحيدة للتشخيص هي قياس ضغط الدم بدقة عدة مرات علي مدي أسابيع وربما لشهور بالإضافة إلي معرفة التاريخ المرضي التفصيلي والفحص الإكلينيكي الدقيق مع القليل من الفحوص المعملية.
وينصح خطاب لتجنب ارتفاع ضغط الدم بالحفاظ علي ممارسة الرياضة والتقليل من تناول القهوة لأن الدراسات أثبتت أنها تزيد من ارتفاع الضغط والحفاظ علي والوزن والابتعاد عن الإكثار من الملح فى الطعام والإقلاع عن التدخين والإكثار من تناول الخضراوات والفاكهة والابتعاد عن تناول الكحوليات والحفاظ علي ضبط مستوي السكر فى الدم والأهم من هذا أن نشجع الناس علي قياس ضغطها لأن الاكتشاف المبكر يجنب المريض مضاعفاته.
مرض السكر
حسبما جاء فى إحصائيات الاتحاد الدولى لمرض السكري يوجد أكثر من 35.4مليون حالة إصابة بمرض السكري فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى عام 2015.
ويعتبر مرض السكر من الأمراض المزمنة، والتي تؤثر على قدرة الجسم على التعامل مع الجلوكوز فى الدم، ويعد النوع الثاني من مرض السكر النمط الأكثر شيوعا وانتشارا من هذا المرض، حيث يؤدي فى كثير من الحالات إلى حدوث مضاعفات مزمنة تشمل الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية، وأمراض الكلى، وأمراض الكبد، واعتلال الأعصاب. وينذر ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكر بتزايد خطر الإصابة بهذه المضاعفات.
هذا ما أكده الدكتور هشام الحفناوي أستاذ أمراض السكر والغدد الصماء موضحا أن معدلات الإصابة بالنوع الثاني من السكر فى المنطقة يعد مصدر قلق بالغ؛ لأنه فى تزايد مستمر وأيضا بين الشباب، ومن المتوقع أن يصل عدد المرضي إلي 15 مليون مصاب وهناك 5 مليون حالة وفاة سنويا علي مستوي العالم بسبب مرض السكر ؛ حيث لا تقتصر مضاعفاته على الزيادة الكبيرة فى معدلات الإصابة بأمراض الكلى أو أمراض القلب والأوعية الدموية فحسب، بل تمتد تأثيراته السلبية لتشمل المجتمع وبأسره.
 ولقد بدأ المرضى فى التعامل مع مرض السكر كأحد الأمراض المرتبطة بنمط الحياة الذي يعيشونه، وذلك دون إدراك طبيعة المضاعفات الخطيرة الناجمة عنه، والتي لابد من السيطرة عليها كي لا تشكل تهديدا حقيقيا على حياتهم، ومن ثم وضعنا على رأس أولوياتنا مساعدة المرضى على فهم المرض واتخاذ الاحتياطات والتدابير الوقائية اللازمة.
أما عن النوع الأول من مرض السكري فمع الإعلان عن شفاء أول مريض من النوع الأول المعتمد على الأنسولين عن طريق زراعة خلايا البنكرياس المخلقة معمليا هذا يعني أن الشفاء من السكر أصبح ممكنا خلال أعوام قليلة قادمة.
أمراض القلب والموت المفاجئ
 ويقول الدكتور سامح شاهين أستاذ أمراض القلب بكلية طب جامعة عين شمس: إن أمراض القلب تمثل السبب الأول للوفاة كما فى معظم دول العالم حيث إن حوالي ثلث حالات الوفيات سببها القصور الحاد فى الشرايين التاجية والجلطات الدماغية.
وأضاف أن هناك عوامل متعددة تزيد من خطورة وحدوث أمراض القلب من بينها ارتفاع ضغط الدم ونسبة الكوليسترول والدهون بالدم والسكر والتدخين والطعام غير الصحي وقلة الرياضة وهم من الأخطاء التى يقع فيها بعض الشباب، وأشار إلي أن الخطوط الإرشادية الأمريكية لعلاج ارتفاع الكوليسترول أظهرت أن هناك 4 أنواع من المرضي يحتاجون لعلاج الكوليسترول منهم مرضي قصور الشرايين التاجية، السكتة الدماغية، وتصلب الأوعية الطرفية، مرضي السكر والمرضي الذين يعانون من ارتفاع شديد فى نسب الكوليسترول والمرضي الذين يعانون من ارتفاع متوسط فى  نسبة الكوليسترول مع وجود عوامل خطورة تجعلهم عرضة للوفاة خلال 10 سنوات. 
ويشير إلى أن القلب يتأثر مع التقدم فى العمر حيث يبدأ تصلب الشرايين التاجية بعد سن 45 عاما لكن قبل ذلك تكون الشرايين مرنة وصحية ويرتفع ضغط الدم وخاصة للمرضي الذين لديهم عامل وراثي وهناك إصابات للقلب نتيجة أمراض أخري مثل وجود مرض السكر، مشاكل فى الكلى  وهذه الإصابات تظهر بعد سن الأربعين ولذلك نجد الذبحات الصدرية تظهر بعد هذه السن فتصيب الرجال عند سن 45 عاما وتصيب السيدات فى سن 55 عاما. 
وفى الآونة الأخيرة انتشرت الذبحات الصدرية، ولكن بأعراض مختلفة وخاصة إذا كانت الذبحة نتيجة قصور فى الشريان التاجي الخلفى والتي تأتى على صورة حموضة شديدة أو ارتجاع فى المرئ أو وجع فى فم المعدة.
وأوضح شاهين أن دقات القلب أيضا تختلف بعد سن الأربعين حيث من الطبيعي أن تقل ضربات القلب مع التقدم فى العمر، وهناك أشخاص يحدث لهم مشاكل فى كهربة القلب وتباطؤ شديد فى ضربات القلب وهؤلاء يحتاجون لتركيب منظم لضربات القلب.
وشدد علي ضرورة ممارسة الرياضة وبخاصة بالنسبة للشباب، لأنها مفيدة جدا للقلب، وتساعد علي تقليل أدوية الضغط لمرضي الضغط المرتفع، وتحسن الدورة الدموية فى الجسم كله وتقلل من ضربات القلب نتيجة لممارستها  وأيضا ضرورة الحفاظ علي الوزن وإتباع نظام غذائي كامل والإقلاع عن التدخين وعدم التواجد فى أماكن بها أشخاص يدخنون لأن التدخين السلبي أخطر من التدخين نفسه ولو المريض يعاني من ضغط أو سكر يجب عليه الحفاظ علي ضبطهما .
السكتة الدماغية
وفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية فى مصر، تتسبب السكتات الدماغية فى 13 % من الوفيات، وقد أدى المرض إلى وفاة 69 ألف شخص فى عام واحد ومن ثم يأتي هذا المرض فى المرتبة الثانية لمسببات الوفاة بعد مرض نقص تروية القلب ومرض تليف الكبد  ويوجد أكثر من 15 مليون ضحية للسكتات الدماغية علي مستوي العالم، و5 مليون حالة وفاة و5 مليون حالة إعاقة دائمة و210 ألف حالة إصابة جديدة سنويا.
ويقول الدكتور مجد فؤاد زكريا أستاذ ورئيس قسم المخ والأعصاب  بجامعة عين شمس: إن أسباب السكتة الدماغية تتمثل فى انقطاع الدم والأكسجين عن الخلايا الدماغية، انسداد فى الشريان ( جلطة دماغية أو فقارية) وتشكل ما يقارب 85% من الحالات، مما يؤدي إلي قلة مستوي التروية فى الدماغ و تتلف أنسجة الدماغ بسرعة خلال دقائق، وتهتك فى الشريان (نزيف دماغي).
ومن أهم علامات الإصابة بجلطة الدماغ  الإعياء المفاجئ، فقدان الإحساس فى مناطق الوجه، الذراع، الرجل أو جانب كامل من الجسم ،وقد يعانى المصابون من فقدان مفاجئ للقدرة على التفاعل، الإحساس، الكلام، إدراك معنى الكلام وإعتام مفاجئ للرؤية، وبصفة خاصة فى إحدى العينين بالإضافة إلى فقدان للتوازن وهو ما قد يصاحبه قئ،و شعور بالغثيان، وصعوبة فى البلع.
ويوضح مجد أنه طبقا للإحصائيات على المستوى الدولي فإن معدل الإصابة السنوي ٢٥٠ ألف مريض يتوفى منهم ٧٠ ألفا، ويظل عدد كبير من باقي المرضي يعاني من إعاقة دائمة.
وعن آلية التحرك عند الشعور بأعراض الإصابة بجلطة المخ قال الدكتور مجد: إنه يجب التوجه فورا إلى أحد المستشفيات مشددا علي ضرورة تلقي العلاج فى وحدة تذويب الجلطات فى الساعات الذهبية الأولي ومدتها ٦ ساعات يمكن خلالها علاج الجلطة عن طريق إزالتها بالقسطرة المخية، ويستفيد من هذه التقنية ١٥% من المرضى الذين يثبت أن الجلطة تسببت فى غلق شريان رئيسي بالمخ أما باقي الحالات ٨٥%فتستفيد من إذابة الجلطة عن طريق الحقن الوريدي بمذيب الجلطة فى الأربع ساعات ونصف الأولى لأن كل دقيقة تمر دون تدخل علاجي يفقد الدماغ ما يقارب 2 مليون خلية عصبية هذا يعني أن الدماغ يشيخ ما يوازي3-4 سنوات فى كل دقيقة تأخير.
سرطان الثدي
سرطان الثدي أصبح هاجسا لدي السيدات والفتيات حتي صغيرات السن منهن، ولذلك سرعت الدولة بإطلاق مبادرة Òالست المصرية صحة مصرÓ التي من خلالها يتم الكشف المبكر عن سرطان الثدي من عمر 18 عاما.
وتقول الدكتورة هبة الظواهري أستاذ الأورام بطب قصر العيني: إن سرطان الثدي هو أكثر الأورام انتشارا بين السيدات حيث يصيب واحدة من كل 8 سيدات، ولذلك ننصح فى البدء بالفحص الذاتي من 18 عاما ويبدأ الفحص بأشعة ماموجرام وسونار علي الثدي عند سن 40 عاما  مرة كل عام كنوع من الوقاية ومن هن تحت سن 35 عاما نجري لهن كشفا بالسونار فقط،  مشيرة إلى أن كل سيدة بعد نهاية الدورة الشهرية بالتحديد فى اليوم السابع عند الاستحمام تستطيع أن تفحص الثدي عن طريق فحص الثدي الشمال باليد اليمني والثدي اليمين باليد اليسري.
موضحة أنه يتم تقسيم الثدي بخط طولي وخط عرضي إلي أربعة مربعات بالإضافة للمنطقة الوسطية ومنطقة تحت الإبط، ولكن أساس الكشف الذاتي فى مقارنة بينهما من حيث حجم وشكل وسمك جلد الثدي وشكل الحلمة أمام المرآة هل هناك بقعة حمراء كبيرة موجودة فى الثدي بعد هذه المقارنة نبدأ بفحص الثدي باليد.لافتة إلي أن هناك خطأ شائعا عند السيدات أنها عند الكشف بالأشعة تجري الكشف علي ناحية واحدة من الثدي فهذا لا يجوز فالثدي مثل باقي الأعضاء لا يمكن الكشف علي عين واحدة لمجرد أن العين الثانية سليمة وأكدت أن الكشف الذاتي أهميته تكون فى ملاحظة أية تغيرات تحدث فى الثدي، ولكن ليس بالكشف الذاتي نكتشف ورما حجمه ملي أو 2 ملي ، وهنا تكمن أهمية الأشعة وخصوصا أن حجم الثدي لدي المصريات كبير فبالتالي الإحساس لا يكون دقيقا،  وشددت الظواهري علي أهمية إبلاغ الطبيب عند ملاحظة أي تغير فى شكل الحلمة أو وضعها أو شكل الجلد كوجود تجاعيد أو انتفاخات، احمرار، إفرازات وكذلك عند الإحساس بأي ألم أثناء الفحص أو الإحساس بأي تورم وأشارت إلي أن الفحص الذاتي لا يغني عن الكشف الدوري بالأشعة التي تستطيع اكتشاف الكتل الصغيرة بفترة طويلة قبل أن تكون محسوسة.
أما عن العلاج فتقول: إن هناك تطورا كبيرا حدث فى الفترة الأخيرة حيث أصبحت هناك بدائل للجراحة فى علاج أورام الثدي فهناك نوعان من طرق شفط الأورام النوع الأول هو شفط الورم عن طريق إبرة الشفط يتم إدخالها بالثدي وتقوم الإبرة بشفط الورم الليفى ونقوم بإرسال الورم إلي معمل التحاليل للتأكد من أنه ورم حميد أم خبيث ويستخدم هذا النوع من الشفط فى الأورام الليفية الصغيرة والأكياس الدهنية أو مع السيدة التي لديها حساسية من البنج لأنها تجري ببنج موضعي أما النوع الثاني فهو الشفط عن طريق إبرة التردد الحراري، حيث تقوم تلك الإبرة بقطع الورم ونستخدمه فى حالات الأورام الخبيثة، ولكن لا يصلح للسيدات الحوامل ولا للمرضعات لأنه يؤثر على اللبن.
بالإضافة لعمليات إعادة بناء الثدي مرة أخري وأن من حق كل سيدة أن تجري عملية بناء الثدي لأن هذا النوع من عمليات التجميل يحسن من الحالة النفسية للمريضة ويجعلها تقبل علي الحياة مرة أخري وهناك عدة طرق مختلفة لبناء الثدي فمن الممكن أن نستخدم حشو السليكون أو عن طريق استخدام الجلد الطبيعي الخاص بالمريضة سواء من منطقة أسفل البطن أو من أنسجة الظهر والأهم من ذلك هو الاكتشاف المبكر للأورام لأنه يجنبنا الكثير من المشاكل الصحية ويعطي نسبة نجاح أكبر بكثير.