18-7-2022 | 15:35
حوار: نفيسة سعيد
*يعتبر الاكتئاب حالة نفسية سلبية تصيب الإنسان بشكل عام في أية مرحلة من مراحل العمر، أما اكتئاب الأطفال فكان غير معروف فى مجالات الطب حتى أثبتت الدراسات عكس ذلك، والتى تشير إلى أن الأطفال قد تصاب بالاكتئاب لعدة أسباب: اجتماعية ووراثية وأحيانا يصاب أطفال ليست لديهم مشكلات في الحياة، ولكن الإصابة بالاكتئاب ناتجة عن خلل كيميائي فى الدماغ، وهو ما نتعرف عليه من خلال حوارنا مع الدكتور إيهاب عيد أستاذ الصحة العامة والطب السلوكي بجامعة عين شمس.
يقول الدكتور إيهاب عيد أستاذ الصحة العامة والطب السلوكي بجامعة عين شمس: دعونا فى البداية نعرف الاكتئاب فهو حالة نفسية تنتج عن ضغط نفسي مصحوب بمشاعر حزن وغضب، ولاسيما عند الاطفال مما يجعلهم غير مستمتعين بالأنشطة المعتادين عليها، كما يشير في الحقيقة إلى أن نسبة انتشار الاكتئاب عند الأطفال أقل منها عند الكبار، حيث يصيب الأطفال بنسبة من ١ إلى ٢ في المئة أما فى المراهقين تكون النسبة من 2 إلى 5 في المئة، وفى هذه المرحلة العمرية يصيب الذكور أكثر من الإناث، وذلك قبل سن البلوغ أما بعد البلوغ تكون نسبة الاكتئاب لدى الإناث أكثر من الذكور، أما الأطفال نادرا مايصابون فى المرحلة العمرية من 6 إلى١٢، والشيء بالشىء يذكر أن بعض المجالات الطبية النفسية حتى سنوات قريبة كانت لا تعترف بوجود اكتئاب عند الأطفال، ولكن الدراسات أثبتت إمكانية الإصابة بالاكتئاب من مرحلة الجنين أي وهو فى بطن أمه، لأن كثيرا من الأمهات يصبن بالاكتئاب خلال أشهر الحمل، فهذا الاكتئاب يمكن انتقاله للجنين، وهناك اكتئاب ما بعد الولادة أيضا ينتقل إلى الطفل ويتضح في عدم رغبة الأم في التعامل مع طفلها وعدم حمله ورضاعته، هنا أيضا ينتقل الاكتئاب للطفل وبعد علاج الأم تدرك أن طفلها مكتئب ونبدأ فى علاجه .
يشير أيضا إلى أن كثيرا من الأسر ترفض فكرة أن طفلها مصاب بالاكتئاب، وأى تصرف يصدر منه تعتبره إنه يلفت النظر إليه وهناك كثير من التساؤلات كيف اكتشف ان ابنى مصاب بالاكتئاب، هنا ننصح الأسرة باحتواء الطفل لأن إصابة الطفل بالاكتئاب فيه خطورة لأنه يؤثر على نمو الطفل، وإذا استمرت الحالة لسنوات طويلة تؤثر على العقل وعلى الحياة الاجتماعية وفي الغالب يصل بالطفل لحالات الانتحار، لذلك يجب على الأم الانتباه عندما تجد الطفل في حالة عزلة أو في حالة عدم اندماج مع أقرانه أو حتى أخواته بالمنزل، أيضا من الأشياء التى تعطى إنذارا بأن الطفل يعانى من الاكتئاب الرسم، إذا كان الطفل لديه موهبة الرسم نلاحظ أنه يرسم أفراد الأسرة كلها كبيرة وهو صغير، أو يرسم جمجمة وسكين والأب فى حالة غضب، أو يرسم لوحة متعلقة بالأسرة كلها فى مكان واحد وهو بعيد، أو يستخدم ألوان غير معتادة كل هذه رسومات معبرة عن الواقع الموجود بداخله والذى ينذر بالقلق، هنا نبدأ بالتحدث مع الطفل وإذا لم نجد نتيجة نستعين بأحد أفراد الأسرة أولا وإذا لم نجد نتيجة علينا بالذهاب للطبيب المختص، ويجب علينا أن نفرق بين الحالة المزاجية والاكتئاب؛ لأننا جميعا يمكن أن نستيقظ يوما والحالة المزاجية جيدة دون سبب، ويوم آخر نستيقظ ولدينا شعور بالحزن دون سبب، والطفل كذلك، وهذه الحالة يسهل الخروج منها، أما الاكتئاب عند الأطفال إذا استمر مدة لا تقل عن ستة أسابيع مع ملاحظة الطفل وإجراء كل المحاولات معه وحسب المقاييس المذكورة سابقا ( بكاء مستمر، انطواء، تأخر فى الدراسة، عدم الاندماج مع أقرانه ) هنا يجب الذهاب لطبيب مختص .الأسباب:
يوضح الدكتور إيهاب فى الحقيقة أسباب الاكتئاب عند الأطفال أصبحت واضحة على سطح المجتمع، وهى ترجع للبيئة التى يعيش فيها الطفل أعنى لو الطفل يعيش مع أسرة منفصلة؛ الأب متزوج غير الأم والعكس، هنا يصبح الطفل مشتتا بينهما، لأن هناك أطرافا أخرى تتحكم فى العلاقة وهنا يصاب بالاكتئاب أو أحيانا يعيش الطفل مع أم وأب ولكن متفقين أنهما مع بعضهما من أجل الطفل فقط، هنا ينشأ ما يسمى بالخرس الزوجى، ولا يدركوا أن الطفل مخلوق ذكى يراقب تصرفات من حوله فهنا يمكن إصابته بالاكتئاب ... ولذا أنصح كل أم وأب متفقين على الحياة من أجل تربية الطفل عليكم برسم السعادة على وجوهكم حتى لا يصاب الطفل بالاكتئاب وأرجوكم ألا توصلوا أبناءكم أن يسألوا أسئلة ليست لها إجابة مرضية لهم .
ويضيف أيضا هناك أسباب أخرى لاكتئاب الأطفال مثل: تغيير المدرسة التي اعتاد الطفل عليها وعلى أصحابه، وفاة أحد أفراد الأسرة مرتبط به، عوامل وراثية، أمراض مزمنة، أعراض من بعض الأدوية، عدم احتواء الطفل وعدم الاستماع إليه فيما يريد التعبير عنه، المقارنة بينه وبين أخواته أو أقرانه، البيئة المختلفة التي يعيش فيها الطفل ويشعر أنه أقل من أصدقائه ).
الأعراض
*يؤكد الدكتور إيهاب أن الاكتئاب مثله مثل كل الأمراض له أعراض وهى: عدم الاستمتاع بالألعاب أو التنزه، البكاء المستمر، الغضب السريع، عدم الرغبة في الذهاب للمدرسة، فقدان الشهية، آلام بالمعدة، فقدان النشاط والوزن، بطء في الحركة، الأرق، زيادة فى ساعات النوم أو العكس، صداع .
العلاج
يؤكد الدكتور إيهاب على أن علاج الاكتئاب عند الأطفال يشمل أكثر من محور، فهناك علاج دوائي وعلاج سلوكي، العلاج الدوائي يبدأ بعد عرض الطفل على الطبيب المختص وتشخيص الحالة والجلوس مع الطفل، وعندما يثبت أنه يعاني من الاكتئاب هنا يبدأ الطبيب فى إعطاء أدوية الاكتئاب، ولكن بجرعات مناسبة وحسب مراحل المرض ، أما العلاج السلوكي ففى الحقيقة هو مشاركة بين الطبيب النفسى والأسرة لأن الأسرة عليها دورا كبيرا في العلاج .
الوقاية
* يقول الدكتور إيهاب فى الحقيقة دائما الوقاية خير من العلاج، لذلك أقدم لكل أم وأب عددا من النصائح لكى نقى أطفالنا شباب الغد :
_ضرورة تقليص عدد ساعات الجلوس على الإنترنت.
_ الاستماع للأطفال حتى ولو يتحدثون في أمور غير مهمة.
_ الحفاظ على الشكل الاجتماعي ودعم الطفل بالأصدقاء الأسوياء ولاسيما في وقت الأزمة.
_رسم السعادة والضحكة أمام الأطفال .
_احتواء الطفل واستيعابه .
_ ممارسة الرياضة.
_ مشاركة الطفل وتعوده على الحياة الاجتماعية من خلال التواصل الاجتماعى .