الجمعة 19 ابريل 2024

راقبوا سلوك أطفالكم الأجهزة الإلكترونية .. جعلتني مدمنا!

راقبوا سلوك أطفالكم الأجهزة الإلكترونية .. جعلتني مدمنا

21-12-2022 | 11:47

كتبت: نهى عاطف
يعاني غالبية الآباء والأمهات من مفاجآت سلوكية غير سارة بسبب إدمان أطفالهم على الأجهزة الإلكترونية فى كل وقت: فُرط حركة ولا مبالاة، وعصبية زائدة، وعُزلة، وقلة التركيز فى المقررات الدراسية، هذه عينة من الأضرار، وباقي العينة نتعرف عليها من خلال آراء الأطباء والمتخصصين فى هذه القضية الأسرية التي تؤرق بال كل عائلة. الدكتور شريف عبد العال استشارى طب الأطفال بكلية طب جامعة القاهرة يعدّد أضرار الأجهزة الذكية على الأطفال والمراهقين بتسببها فى بطء التطور الاجتماعي والعاطفى لدى الطفل، وتراجع المهارات الاجتماعية، كما أن الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية فى الطفولة المبكرة قد يسبب تأخر النطق لدى الطفل. ويوضح أن استخدام الهاتف الذكي فى فترتي المساء والليل يسبب اضطرابات النوم، كما قد يؤثر استخدام الأجهزة الذكية فى الليل على الإنتاج الطبيعي للميلاتونين الذي ينظم النوم وإزالة السموم. فالضوء الأزرق المنبعث من شاشات الأجهزة الذكية هو عبارة عن أشعة تمنع إنتاج الميلاتونين فى حين يؤدي المكوث أمام الأجهزة الذكية إلى السمنة عند الأطفال والمراهقين، كما تضعف الذاكرة والقدرة على التحصيل. ويضيف “عبد العال” أن إدمان الهواتف الذكية يؤثر على العلاقات داخل الأسرة، ويسبب فجوة بين الأفراد لانشغال كل منهم فى جهازه الإلكتروني، دون توفر الوقت للتواصل والحوار والأنشطة المشتركة التي توثق الروابط الأسرية علاوة على زيادة العدوانية والعنف عند الأطفال بسبب التأثر بالألعاب الإلكترونية القتالية أو بأية برامج أو فيديوهات يتابعونها بشكل مستمر على أجهزتهم الذكية، كما أن وجود الجهاز الذكي مع الطفل أو المراهق بشكل مستمر يجعله على اتصال دائم بالإنترنت فى كل الأوقات، مما يمنحه القدرة على الوصول إلى أي نوع من أنواع المحتوى غير الملائم، كالمواقع الإباحية والفيديوهات الداعية إلى العنف والألعاب الخطيرة المسببة للإدمان، إضافة إلى التواصل مع الغرباء والشخصيات غير المرغوب بها، ما يجعله أكثر تعرضا لخطر التنمر الإلكتروني.ويبيّن أن هناك مشاكل صحية ونفسية يسببها الإدمان الشديد على الهاتف الذكي، ومنها:مشاكل الرقبة بسبب النظر المستمر إلى الأسفل باتجاه الهاتف - مشاكل فى النظر مثل جفاف العين والإجهاد وضعف النظر وغباش الرؤية-والصداع-وعلى المدى البعيد تزيد الأجهزة الإلكترونية من احتمالية الإصابة بمرض الباركنسون. - الكسل والخمول والهذيان الذهني.- الوميض المتقطع بسبب المستويات العالية والمتباينة من الإضاءة فى الرسوم المتحركة الموجودة فى الألعاب الإلكترونية يتسبب فى حدوث نوبات من الصرع لدى الأطفال، وحذر العلماء من الاستخدام المستمر والمتزايد لألعاب الكمبيوتر الاهتزازية من قبل الأطفال لاحتمال ارتباطها بالإصابة بمرض (ارتعاش الأذرع) كما أن المراهقون الذين يقضون على هواتفهم الذكية 5 ساعات أو أكثر يومياً، معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بأي عامل من العوامل المحفزة على الانتحار بنسبة 71%، مثل مشكلة الاكتئاب والأفكار الانتحارية كذلك تظهر على الطفل أو المراهق علامات مثل أعراض الانسحاب من المخدرات عند منعه من استخدام جهازه الإلكتروني؛ مثل الصداع والارتعاش والتعرق والغثيان وخسارة الوزن عندما ينصب كل اهتمام الطفل أو المراهق على جهازه الإلكتروني فلا يلتفت إلى الطعام الذي يوضع بجانبه! بجانب مشاعر قلق وخوف غير منطقية مرتبطة بالهاتف أو الجهاز الإلكتروني بالإضافة للعزلة الشديدة عن الأصدقاء والعائلة وعدم الشعور بالراحة إلا مع الجهاز الإلكتروني، مما يسبب مشاكل فى الصحة العقلية والنفسية للطفل مثل الاكتئاب والقلق. الدكتور محمود دسوقي استشارى طب وجراحة العيون بمستشفى القوات الجوية ومعهد الرمد والهيئة العربية للتصنيع يقول: إن الجلوس كثيرا أمام الأجهزة الإلكترونية يصيب العين بالالتهاب، حيث يجب أن تكون هناك مسافة ذراع على الأقل بين الأجهزة والأطفال حتى لا يحدث لعضلة العين انقباض شديد، فمن التأثيرات التى تصيب العين أولا: زغللة وثانيا: رؤية مزدوجة، وثالثا: جفاف العين لأنه مع الجلوس لفترات طويلة تقل نسبة البربشة الطبيعية للعين وتلك البربشة هامة جدا لأن دورها تليين العين ومع اقتراب الأجهزة مباشرة للعين يؤدى هذا إلى إصابة العين بالإجهاد الشديد ومن الممكن أن يؤثر فيما بعد على الشبكية الخاصة بالعين موضحا أن هناك بروتوكول لتقليل حدوثها أولا: فلكل 20 دقيقة جلوس على الأجهزة يجب الراحة 20 ثانية، وللأطفال على مدار اليوم من ساعة ونصف إلى ساعتين متقطعين بحد أقصى. ويؤكد أنه إذا كان أى طفل لديه انكسار بالعين على الأقل ربع درجة فمن الضروري معالجته بمنظار “تصحيح الإبصار” حتى لا تسبب تلك الأجهزة مضاعفات لانكسار العين ، وأن تكون المسافة بطول ذراعه بينه وبين الهاتف أو الكمبيوتر . ويكمل د. محمود حديثه بأن هناك بعض الحالات من الممكن أن تصاب بالعمى، وذلك إذا جلس الطفل لفترات طويلة فى غرفة مظلمة أمام الأجهزة الإلكترونية فيؤدى ذلك إلى التأثير على الشبكية، وتعد الشبكية “الفيلم الحساس للعين” فهى التى تؤدى إلى وضوح الرؤية وتلقى التعليمات الموجهة للعين. وينصح الأشخاص المضطرين للجلوس أمام الأجهزة لفترات طويلة بأن يضعوا دموعا “قطرة” وأن توضع فى العين كل ساعة أو ساعة ونصف حتى تكون ملينا للعين والجفون لعدم حدوث حرقان وإحمرار، وهذا للأطفال أو البالغين. الدكتورة جيهان حمدى، مدرب صحة نفسية واخصائى نفسى ومرشد سلوكي تكشف لنا إحصائية أمريكية حول أن 75 % من ألعاب الفيديو التي يستخدمها الأطفال والمراهقون تؤدي إلى تعويدهم على السلوكيات العنيفة، كما أن إدمان هذه الألعاب يؤثر على هيكلة عمل الخلايا العصبية فى المخ. وفى الوقت ذاته قررت منظمة الصحة العالمية اعتبار الإدمان على العاب الفيديو مرضا آخر مثل أي إدمان آخر ويُضاف إلى قائمة الأمراض ويتصف هذا الإدمان بفقدان السيطرة وإعطاء قيمة كبيرة للألعاب، مما يؤثر على النشاط العام، وهذا من التبعات السلبية لكثرة ممارسة الألعاب الإلكترونية ويشترط أن يكون الشخص المدمن بشكل غير عادي لمدة سنة، حيث يكون المصاب بهذا الاضطراب لديه إفراز بغزارة لمادة الدوبامين، مما يعطى الشعور باللذة والمتعة الذي يدفع الشخص إلى اللعب مرة أخرى، وهذا كله يؤدي لاضطرابات النوم وعدم حصول الطفل على ساعات نوم كافية، وبالتالي يتأثر جهازه المناعي ويصبح أكثر قابلية للإصابة بالأمراض. كما تقول د. جيهان: إن الأجهزة الإلكترونية تسبب البطء فى التطور المعرفى وقصور الانتباه وحتى ضعف السمع، لذا فمنذ الوقت الذي يتعلم فيه طفلك كلماته الأولى يجب أن تكون أنت الشخص الوحيد الذي يقرأ ويغني أغاني الأطفال ويتحدث معه وليس بعض الشخصيات الخيالية على التليفزيون أو الجهاز اللوحي، كما أن إدمان هذه الأجهزة يؤخر النمو البدني حيث يجب أن يتجول الأطفال الصغار عند المشي أو اللعب بالمكعبات والألعاب الأخرى بدلا من لصقهم بالتليفزيون طوال الوقت. وتضيف أن زيادة الوقت الذي يقضيه أمام التلفاز أو الكمبيوتر يؤدي إلى زيادة تناول الوجبات الخفيفة وعادات الأكل التي لا تراعي الطعام الصحي علاوة على تعرض الطفل للإشعاع من حمل الأجهزة اللاسلكية بالقرب من الجسم، وهذا يمكن أن يزيد من امتصاص جسم الطفل لهذا الإشعاع والإصابة بالسرطان ومخاطر صحية أخرى، كما أن ممارسة الألعاب الإلكترونية يجعل تركيز الأطفال أقل فى الدراسة خاصة فى سنوات التكوين، ويساعد إدمان التكنولوجيا على الشعور بالعزلة. وتشدد على أن الطفل من عمر أقل من سنتين ممنوع تعرضه لأية أجهزة إلكترونية، والأطفال من عمر 18 سنة يجب على الآباء والأمهات وضع وقت معين بحيث لا يتجاوز ساعتين يوميا، كما يجب منع أفلام العنف وأن يكون هناك تفاعل مع الأهل حتى لا يشعر الطفل بالانعزال عن العالم الخارجي له ويتوحد مع الأجهزة، موضحة أنه كي يتوازن الطفل نفسيا وجسمانيا يجب التقليل من تأثير الألعاب الإلكترونية أو التقليل من آثارها للوصول للصحة النفسية.