16-12-2023 | 08:51
ندا يونس
مع دخول فصل الشتاء، تزداد فرص الإصابة بالأمراض المُعدية، ومن بينها الالتهاب الرئوي، وتنتقل العدوى من شخص لآخر بسبب انتشار الأمراض التنفسية مع تغير الفصول، ويعتبر الالتهاب الرئوي من مضاعفات الإصابة بالبرد والإنفلونزا.
لذا يجب معرفة كل مايخص الالتهاب الرئوي لكي يتم التعامل معه بشكل صحيح، هذا ما سيحدثنا عنه الدكتور فخر الدين سالم استشاري الصدر والحساسية فى السطور القادمة.
يقول الدكتور فخر الدين: كثيرا ما يسألني المرضى “التهاب رئوي ولا شعبي؟” ، فبمجرد إبلاغ المريض أنه مصاب بالتهاب شعبي أجده يسأل “ يعني أنا عندي التهاب رئوي ؟”، وتكون إجابتي دائما أن هناك فرقا كبيرا، فالالتهاب الشعبي مجرد التهاب محدود داخل الأنابيب المتشعبة التي يتحرك فيها الهواء داخل الرئتين، وهو مرض بسيط يعالج بالمنزل ولا يحتاج لدخول المستشفي، أما الالتهاب الرئوي فهو مرض يصيب الحويصلات الهوائية التي يتم من خلالها امتصاص الأكسجين إلى الدم وإخراج ثاني أكسيد الكربون إلى الهواء، مما يجعل وظيفة الرئتين في خطر.
والالتهاب الرئوي هو التهاب في الرئتين ينتج عنه تراكم السوائل والخلايا المناعية في الأكياس الهوائية الصغيرة في الرئتين، مما يعيق تدفق الأكسجين إلى الدم.
ويمكن أن يسبب الالتهاب الرئوي مجموعة متنوعة من الكائنات الحية الدقيقة، بما في ذلك البكتيريا والفيروسات والفطريات.
والبكتيريا:هي السبب الأكثر شيوعًا للالتهاب الرئوي لدى البالغين، ومن أشهر أنواع البكتيريا التي تسبب الالتهاب الرئوي: المكورات العنقودية الذهبية، المستدمية النزلية، والبكتيريا العقدية الرئوية.
أما الفيروسات هي السبب الأكثر شيوعًا للالتهاب الرئوي لدى الأطفال، ومن أشهر أنواع الفيروسات التي تسبب الالتهاب الرئوي: فيروس الإنفلونزا، وفيروس RSV، وفيروس كورونا.
والفطريات هي سبب أقل شيوعًا للالتهاب الرئوي، ولكنها أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
وهناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي، حيث تزداد فرص الإصابة بالالتهاب الرئوي مع تقدم العمر ومع الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل: مرضى السرطان ومرضى السكري ومرضى الإيدز، كما أن التدخين يضعف جهاز المناعة ويزيد من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي.
وتختلف أعراض الالتهاب الرئوي من شخص لآخر، وقد تتراوح ما بين الخفيفة إلى الشديدة، ومن أشهر أعراض الالتهاب الرئوي: السعال وهو أكثر أعراض الالتهاب الرئوي شيوعًا، وقد يكون السعال جافًا أو مصحوبًا بالبلغم، كما أن ارتفاع درجة الحرارة علامة شائعة للالتهاب الرئوي، وعادة ما يحدث ضيق التنفس وألم في الصدر عند التنفس أو السعال.
ويضيف أن فرص الإصابة بالالتهاب الرئوي تزداد في فصل الشتاء لعدة أسباب منها:
- انخفاض درجات الحرارة فيضعف جهاز المناعة، مما يزيد من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي.
- زيادة انتشار الفيروسات والبكتيريا لأنها تنتشر بسهولة أكبر في الهواء البارد الجاف، مما يزيد من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي.
- قلة التهوية في الأماكن المغلقة تزيد من خطر انتشار الفيروسات والبكتيريا.
- مضاعفات الالتهاب الرئوي حيث يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل:
- التهاب الشغاف، وهو التهاب في الأغشية التي تغطي القلب، وقد يسبب ارتفاع ضغط الدم.
- التهاب السحايا وهو التهاب في الأغشية التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي، وقد يسبب صداعًا شديدًا وتصلبًا في الرقبة.
ويشير إلى أن تشخيص الالتهاب الرئوي يعتمد على التاريخ الطبي للمريض والفحص البدني ونتائج الفحوص الطبية، ومن أشهر الفحوص التي يتم إجراؤها الأشعة العادية والمقطعية على الصدر، وتحليل صورة الدم وتحليل مزرعة البلغم، وينصح بعدم التهاون في حالة ما إذا اشتبه الطبيب المعالج في حدوث التهاب رئوي، فهو من الأمراض التي يجب أن تؤخذ بجدية ولكن دون ذعر أو قلق، فالعلاج بالمضادات الحيوية أو مضادات الفيروسات متوفر، ونسبة الشفاء عالية بفضل الله .