8-6-2024 | 11:58
أمانى عزت
مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة يتجه الكثير من الناس للترفيه عن أنفسهم بنزول حمامات السباحة هربا من حر الصيف ، وعلى الرغم أن النزول واللعب في حمام السباحة له متعة كبيرة إلا أنها متعة محاطة بالمخاطر في بعض الأحيان ، فهناك بعض الأمراض التى قد تصاب بها من حمام السباحة، كما نتعرف على هذا تفصيلياً.
يقول الدكتور خالد الوشاحى استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة: إن من أكثر المشاكل الشائعة فى حمام السباحة دخول الماء إلى تجويف الأذن والأنف وعلى الرغم من أن هذا أمر مؤقت والماء يخرج من تلقاء نفسه إلا أن هناك حالة سيئة يمكن أن تحدث عندما يحبس الماء في الممر أو قناة الأذن، مما يسمح للبكتيريا وبعض أنواع الفطريات بالنمو في الأماكن الرطبة، وهذه الالتهابات البكتيرية يمكن أن تختفي من تلقاء نفسها، و يمكن أيضا أن تسبب تورما وألما وحكة شديدة، كما أنها أكثر شيوعا لدى الأطفال من البالغين، وبالتالي فإن اتخاذ الاحتياطات أثناء السباحة أمر بالغ الأهمية .
وأضاف الوشاحى أن هناك ما يعرف بمرض «أذن السباحين» و يأتى للأشخاص الممارسين لرياضة السباحة، حيث تؤثر مياه حمام السباحة على قناة الأذن الخارجية والجيوب الأنفية، وتشمل أعراض هذا المرض وجع الأذن والصداع والحكة الشديدة في الأذن، وتحدث التهابات القناة السمعية الخارجية التي تسببها البكتيريا الموجودة في حمام السباحة من تسرب المياه إلى الأذن وتستقر بها ، ولذلك يجب ألا نهمل علاجها ،لأنها في بعض الحالات تكون خطيرة وقد تؤدي إلى الصمم لا قدر الله بالإضافة إلى التهاب الجيوب الأنفية من ناحية أخرى وهو يسبب الصداع وعدم القدرة على التنفس بشكل صحيح بسبب انسداد الممرات الأنفية.
وينصح الوشاحى بأنه يجب تنظيف الجزء الداخلي من الأذن بعناية خاصة أنه من غير المناسب جدا بقاء المياه الملوثة في الأذن ،كما يجب ارتداء سدادات الأذن عند استخدام المسبح ،أما بالنسبة لالتهاب الجيوب الأنفية ، فيجب تنظيف الممرات الأنفية بالكثير من الماء بعد مغادرة حمام السباحة، ويجب على الأشخاص الذين يعانون من الحساسية عدم إهمال استخدام بخاخات الأنف وينصح الأشخاص الذين لديهم واحدة أو أكثر من الشكاوى المذكورة بعدم استخدام المسبح إلا باستشارة الطبيب.
ويوضح الدكتور أسامة جمال استشاري أمراض العيون أن التهابات العين من حمامات السباحة لها أعراض مثل الحرق والاحمرار والحكة وضعف الرؤية بسبب المواد الكيميائية لحمام السباحة المضافة أكثر من الكمية المطلوبة وحمامات السباحة التي لم يتم تطهيرها تسبب التهابات في العين، ويمكن تقسيم التهابات العين إلى التهاب الملتحمة،التراكوما، التهاب القرنية الفطري.
وأكد أسامة أنه يمكن الوقاية من التهابات العين عن طريق ارتداء نظارات المسبح للحماية من التهابات العين، نظرا لأن الماء لن يتلامس مباشرة مع العينين وبالتالي حمايتهما من البكتيريا والجراثيم الموجودة في الحمام، ويتم تقليل تأثير المواد الكيميائية الموجودة في المياه.
ومن جانبه يقول الدكتور حسنى سلامة أستاذ أمراض الباطنة: إن أضرار حمام السباحة قد تصيب المعدة والأمعاء بنزلات معوية مسببة إسهال ،كما يحدث عندما تتناول طعاما فاسدا لأن نفس الجراثيم التي تسبب الكوليرا يمكن أن تلوث حمام السباحة وتؤدي إلى الإسهال حتى ابتلاع كمية صغيرة من الماء من حوض السباحة يكفي للإصابة بالإسهال ودخول البكتيريا إلى جسمك، كما يمكن أن ينقل المسبح أيضا الجراثيم المسببة لبعض الأمراض ، أما بالنسبة لأولئك الذين يعانون من اضطرابات في التنفس ومشاكل في الرئة فإن ضمان السلامة والنظافة في حمام السباحة أمر في غاية الأهمية، حيث يمكن لبعض الجراثيم مثل بكتيريا «الليجيونيلا» أن تتجمع في الزوايا والشقوق و حتى تتفرق مع بخار الماء يمكن أن يكون من السهل ابتلاعها، مما قد يؤدي بعد ذلك إلى مشاكل في التنفس، ولذا يجب على كبار السن والأطفال الصغار والنساء الحوامل والذين يعانون من الالتهابات المزمنة وانخفاض المناعة توخي الحذر الشديد.
ويقدم سلامة بعض النصائح للحماية من أمراض حمام السباحة يجب التأكد من نظافة حمام السباحة ،استحم مباشرة بعد الخروج من الحمام، يجب استخدام النظارات الواقية وسدادات الأذن في جميع حمامات السباحة، كما يجب على الأشخاص عدم استخدام حمام السباحة إذا تم تشخيصهم أو الاشتباه في إصابتهم بأي مرض خاصة الجلدية بالإضافة إلي أنه لا ينبغي مشاركة أية أغراض شخصية مثل المناشف والنظارات وسدادات الأذن ،كما لا ينبغي ابتلاع مياه المسبح وهذا مهم بشكل خاص للأطفال، وأخيرا يجب تطهير القدمين ،لأنها يمكن أن تكون الجراثيم والبكتيريا عالقة بهما ولابد أن نذكر أننا لا نمنع الناس من الذهاب إلى حمامات السباحة ، ولكن مع الأخذ في الاعتبار كل ما سبق ذكره لتكون تجربة سباحة أكثر راحة.