الخميس 21 نوفمبر 2024

‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬سيد‭ ‬العويضي‭:‬ المبادرة‭ ‬الرئاسية‭ ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬الاعتلال‭ ‬الكلوي حصن‭ ‬أمان‭ ‬للمصريين

د . محمد سيد العويضي : المبادرة الرئاسية للكشف عن الاعتلال الكلوي حصن أمان لل

15-6-2024 | 10:41

أمانى عزت
نشر‭ ‬مركز‭ ‬المعلومات‭ ‬ودعم‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬عبر‭ ‬صفحته‭ ‬الرسمية‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل،‭ ‬تقريرا‭ ‬عن‭ ‬الجهود‭ ‬والنتائج‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمبادرة‭ ‬الرئاسية‭ ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬الاعتلال‭ ‬الكلوي‭ ‬المزمن‭.‬ وذكر‭ ‬المركز،‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬والسكان‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬نتائج‭ ‬جهود‭ ‬المبادرة‭ ‬الرئاسية‭ ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬الاعتلال‭ ‬الكلوي‭ ‬المزمن،‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إطلاقها‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2021،‭ ‬موضحا‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬فحص‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬13‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬فوق‭ ‬سن‭ ‬40‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬المعرضين‭ ‬للخطر،‭ ‬وهم‭ ‬مرضى‭ ‬السكر‭ ‬وارتفاع‭ ‬ضغط‭ ‬الدم،‭ ‬وتعالوا‭ ‬بنا‭ ‬نقترب‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭.‬ يقول‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬سيد‭ ‬العويضي‭ ‬أستاذ‭ ‬المسالك‭ ‬البولية‭ ‬بجامعة‭ ‬الأزهر‭: ‬إن‭ ‬المبادرات‭ ‬الرئاسية‭ ‬غيرت‭ ‬خريطة‭ ‬الأمراض‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر،‭ ‬مما‭ ‬ساعد‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬استجابة‭ ‬الحالات‭ ‬للعلاج‭.‬ وإذا‭ ‬تحدثنا‭ ‬عن‭ ‬مبادرة‭ ‬الكشف‭ ‬المبكر‭ ‬على‭ ‬الاعتلال‭ ‬الكلوي‭ ‬فهى‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المبادرات‭ ‬نظرا‭ ‬لأنها‭ ‬مرتبطة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬بمرض‭ ‬السكر‭ ‬والضغ‭ ‬،فلا‭ ‬يوجد‭ ‬بيت‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬به‭ ‬مريض‭ ‬سكر‭ ‬أو‭ ‬ضغط‭ ‬وخطورة‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬أعراضه‭ ‬لا‭ ‬تظهر‭ ‬مبكرا‭ ‬وتنتهي‭ ‬أحياناً‭ ‬إما‭ ‬بغسيل‭ ‬الكلى‭ ‬أو‭ ‬بالزرع‭ .‬ ‭ ‬وأشار‭ ‬العويضي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الكلية‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬ملايين‭ ‬الأوعية‭ ‬الدموية‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬كفلاتر‭ ‬مهمتها‭ ‬تنقية‭ ‬الدم‭ ‬من‭ ‬الفضلات‭ ‬ومع‭ ‬تدفق‭ ‬الدم‭ ‬عبر‭ ‬الأوعية‭ ‬الدموية‭ ‬تتدفق‭ ‬الجزيئات‭ ‬الصغيرة‭ ‬عبر‭ ‬الثقوب‭ ‬وتصبح‭ ‬هذه‭ ‬الفضلات‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬البول‭ ‬وتبقى‭ ‬البروتينات‭ ‬وخلايا‭ ‬الدم‭ ‬الحمراء‭ ‬في‭ ‬الدم‭ ‬بسبب‭ ‬كبر‭ ‬حجمها‭.‬ وأوضح‭ ‬العويضي‭ ‬أن‭ ‬مريض‭ ‬السكر‭ ‬يعاني‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬من‭ ‬إصابة‭ ‬الأوعية‭ ‬الدموية‭ ‬الصغيرة‭ ‬في‭ ‬الجسم‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستويات‭ ‬السكر‭ ‬لديه‭ ‬،‭ ‬مما‭ ‬يقلل‭ ‬قدرة‭ ‬الأوعية‭ ‬الدموية‭ ‬الدقيقة‭ ‬في‭ ‬الكلى‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بوظيفتها‭ ‬في‭ ‬تنقية‭ ‬الدم‭ ‬وترشيحه‭ ‬من‭ ‬الفضلات‭ ‬،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تراكم‭ ‬هذه‭ ‬الفضلات‭ ‬في‭ ‬الدم‭ ‬،‭ ‬وهناك‭ ‬عدة‭ ‬مراحل‭ ‬لاعتلال‭ ‬الكلية‭ ‬السكرى‭ ‬يتم‭ ‬تشخيصها‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬فحص‭ ‬نسبة‭ ‬الترشيح‭.‬ وتابع‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عوامل‭ ‬خطورة‭ ‬للإصابة‭ ‬باعتلال‭ ‬الكلى‭ ‬السكرى‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬كالمدخنين،‭ ‬ومريض‭ ‬السكر‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬يتبع‭ ‬أنظمة‭ ‬غذائية‭ ‬خاصة،‭ ‬ومن‭ ‬يتناول‭ ‬الأطعمة‭ ‬الغنية‭ ‬بالملح‭ ‬،‭ ‬ولا‭ ‬يمارس‭ ‬التمارين‭ ‬الرياضية‭ ‬بانتظام‭ ‬ومن‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬السمنة‭ ‬وأمراض‭ ‬القلب‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬وجود‭ ‬تاريخ‭ ‬عائلي‭ ‬للإصابة‭ ‬بالفشل‭ ‬الكلوي‭ ‬أو‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬العمر‭.‬ وأكد‭ ‬العويضي‭ ‬أن‭ ‬أعراض‭ ‬اعتلال‭ ‬الكلى‭ ‬السكري‭ ‬لا‭ ‬تظهر‭ ‬مبكرا‭ ‬بل‭ ‬تظهر‭ ‬بعد‭ ‬تفاقم‭ ‬المرض‭ ‬وتطوره‭ ‬أي‭ ‬بعد‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الإصابة‭ ‬باعتلال‭ ‬الكلى‭ ‬،‭ ‬وتظهر‭ ‬أعراض‭ ‬الاعتلال‭ ‬الكلوي‭ ‬السكري‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬تورم‭ ‬اليدين‭ ‬والقدمين‭ ‬والوجه‭ ‬بسبب‭ ‬احتجاز‭ ‬السوائل،‭ ‬اضطرابات‭ ‬النوم‭ ‬أو‭ ‬قلة‭ ‬التركيز،‭ ‬فقدان‭ ‬الشهية،‭ ‬الغثيان‭ ‬أو‭ ‬القيء‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الضعف‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬الجسم‭ ‬والتعب‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬نقص‭ ‬الأكسجين‭ ‬في‭ ‬الدم‭ ‬وجفاف‭ ‬الجلد‭ ‬الحاد‭ ‬والحكة‭ ‬والنعاس‭ ‬وهذه‭ ‬من‭ ‬أعراض‭ ‬الفشل‭ ‬الكلوي‭ ‬لمرضى‭ ‬السكر‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬نبضات‭ ‬القلب‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬البوتاسيوم‭ ‬في‭ ‬الدم‭ ‬وارتعاش‭ ‬العضلات‭ ‬و‭ ‬قد‭ ‬يظهر‭ ‬دم‭ ‬في‭ ‬البول‭ ‬ويصبح‭ ‬لون‭ ‬البول‭ ‬داكنا‭.‬ ويعتمد‭ ‬تشخيص‭ ‬اعتلال‭ ‬الكلى‭ ‬السكري‭ ‬على‭ ‬أعراض‭ ‬وعلامات‭ ‬تعرف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأسئلة‭ ‬التى‭ ‬يسألها‭ ‬الطبيب‭ ‬للمريض‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬و‭ ‬طلب‭ ‬إجراء‭ ‬الفحوصات‭ ‬مثل‭ ‬فحص‭ ‬البول‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬بروتين‭ ‬الألبومين‭ ‬في‭ ‬البول‭ ‬من‭ ‬عدمه‭ ‬لأن‭ ‬الشخص‭ ‬السليم‭ ‬لا‭ ‬يحتوي‭ ‬البول‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬نسب‭ ‬من‭ ‬الألبومين‭ ‬،‭ ‬لذا‭ ‬فوجود‭ ‬كميات‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬الألبومين‭ ‬في‭ ‬البول‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬الإصابة‭ ‬المبكرة‭ ‬بتلف‭ ‬الكلى‭ ‬،‭ ‬أما‭ ‬وجود‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الألبومين‭ ‬في‭ ‬البول‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬الإصابة‭ ‬باعتلال‭ ‬كلوي‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬فحص‭ ‬الدم‭ ‬ويجرى‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬الكرياتينين‭ ‬في‭ ‬الدم،‭ ‬حيث‭ ‬يعتبر‭ ‬مؤشرا‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬كفاءة‭ ‬الكلى‭ ‬في‭ ‬تصفية‭ ‬الفضلات‭ ‬من‭ ‬الدم،‭ ‬ولذلك‭ ‬ننصح‭ ‬الأشخاص‭ ‬المصابين‭ ‬بمرض‭ ‬السكري‭ ‬بإجراء‭ ‬فحوصات‭ ‬الدم‭ ‬والبول‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬سنوياً‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬سلامة‭ ‬وظائف‭ ‬الكلى‭.‬ أما‭ ‬عن‭ ‬العلاج‭ ‬يقول‭ ‬العويضي‭: ‬إن‭ ‬العلاج‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬الطبيعية‭ ‬للجلوكوز‭ ‬في‭ ‬الدم‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬المعدلات‭ ‬الطبيعية‭ ‬لضغط‭ ‬الدم،‭ ‬ويشمل‭ ‬العلاج‭ ‬الدوائي‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تناول‭ ‬الأدوية‭ ‬الخافضة‭ ‬لضغط‭ ‬الدم،‭ ‬و‭ ‬يتم‭ ‬إعطاؤها‭ ‬غالبا‭ ‬لمرضى‭ ‬السكر‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬قراءات‭ ‬الضغط‭ ‬لديهم‭ ‬ضمن‭ ‬المعدلات‭ ‬الطبيعية‭ ‬لمنع‭ ‬حدوث‭ ‬مضاعفات،‭ ‬وتساعد‭ ‬في‭ ‬إبطاء‭ ‬تطور‭ ‬تلف‭ ‬الكلى‭ ‬مع‭ ‬تناول‭ ‬بعض‭ ‬الأدوية‭ ‬الجديدة‭ ‬للسكر‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الأدوية‭ ‬الأخرى‭ ‬الخافضة‭ ‬للسكر‭ ‬إذ‭ ‬تعمل‭ ‬هذه‭ ‬الأدوية‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬الكلى‭.‬ وأكد‭ ‬العويضي‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تجنب‭ ‬الأدوية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تضر‭ ‬الكليتين‭ ‬مثل‭ ‬بعض‭ ‬الأدوية‭ ‬المضادة‭ ‬للألم‭ ‬ومضادات‭ ‬الالتهاب،‭ ‬وكذلك‭ ‬بعض‭ ‬أدوية‭ ‬السكر‭ ‬شائعة‭ ‬الاستخدام‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تعد‭ ‬آمنة‭ ‬للاستخدام‭ ‬في‭ ‬الأشخاص‭ ‬المصابين‭ ‬بأمراض‭ ‬الكلى‭ ‬المتقدمة‭.‬ وأخيرا‭ ‬يعد‭ ‬غسيل‭ ‬الكلى‭ ‬من‭ ‬العلاجات‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تنقية‭ ‬الدم‭ ‬من‭ ‬الفضلات‭ ‬إما‭ ‬باستخدام‭ ‬جهاز‭ ‬خارجي‭ ‬يقوم‭ ‬بوظيفة‭ ‬الكلى‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وضع‭ ‬سائل‭ ‬خاص‭ ‬في‭ ‬البطن‭ ‬لامتصاص‭ ‬الفضلات‭ ‬من‭ ‬الدم‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬عبر‭ ‬الأوعية‭ ‬الدموية‭ ‬الصغيرة‭ ‬في‭ ‬تجويف‭ ‬البطن،‭ ‬ويكون‭ ‬العلاج‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬وصول‭ ‬المريض‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الفشل‭ ‬الكلوي‭ ‬أو‭ ‬زراعة‭ ‬الكلى‭.‬