15-6-2024 | 10:41
أمانى عزت
نشر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار في مجلس الوزراء، عبر صفحته الرسمية على مواقع التواصل، تقريرا عن الجهود والنتائج الخاصة بالمبادرة الرئاسية للكشف عن الاعتلال الكلوي المزمن.
وذكر المركز، أن وزارة الصحة والسكان كشفت عن نتائج جهود المبادرة الرئاسية للكشف عن الاعتلال الكلوي المزمن، التي تم إطلاقها في سبتمبر 2021، موضحا أنه تم فحص ما يقرب من 13.5 مليون شخص فوق سن 40 عاما من المعرضين للخطر، وهم مرضى السكر وارتفاع ضغط الدم، وتعالوا بنا نقترب من هذه الجهود.
يقول الدكتور محمد سيد العويضي أستاذ المسالك البولية بجامعة الأزهر: إن المبادرات الرئاسية غيرت خريطة الأمراض في مصر، حيث تم الكشف على الكثير من الأمراض في وقت مبكر، مما ساعد في ارتفاع نسبة استجابة الحالات للعلاج.
وإذا تحدثنا عن مبادرة الكشف المبكر على الاعتلال الكلوي فهى من أهم المبادرات نظرا لأنها مرتبطة بشكل كبير بمرض السكر والضغ ،فلا يوجد بيت لا يوجد به مريض سكر أو ضغط وخطورة هذا المرض تكمن في أن أعراضه لا تظهر مبكرا وتنتهي أحياناً إما بغسيل الكلى أو بالزرع .
وأشار العويضي إلى أن الكلية تحتوي على ملايين الأوعية الدموية الصغيرة التي تعمل كفلاتر مهمتها تنقية الدم من الفضلات ومع تدفق الدم عبر الأوعية الدموية تتدفق الجزيئات الصغيرة عبر الثقوب وتصبح هذه الفضلات جزءا من البول وتبقى البروتينات وخلايا الدم الحمراء في الدم بسبب كبر حجمها.
وأوضح العويضي أن مريض السكر يعاني مع الوقت من إصابة الأوعية الدموية الصغيرة في الجسم بسبب ارتفاع مستويات السكر لديه ، مما يقلل قدرة الأوعية الدموية الدقيقة في الكلى على القيام بوظيفتها في تنقية الدم وترشيحه من الفضلات ، مما يؤدي إلى تراكم هذه الفضلات في الدم ، وهناك عدة مراحل لاعتلال الكلية السكرى يتم تشخيصها بناء على فحص نسبة الترشيح.
وتابع أن هناك عوامل خطورة للإصابة باعتلال الكلى السكرى في بعض الحالات كالمدخنين، ومريض السكر الذى لا يتبع أنظمة غذائية خاصة، ومن يتناول الأطعمة الغنية بالملح ، ولا يمارس التمارين الرياضية بانتظام ومن يعاني من السمنة وأمراض القلب أو في حالة وجود تاريخ عائلي للإصابة بالفشل الكلوي أو التقدم في العمر.
وأكد العويضي أن أعراض اعتلال الكلى السكري لا تظهر مبكرا بل تظهر بعد تفاقم المرض وتطوره أي بعد عدة سنوات من الإصابة باعتلال الكلى ، وتظهر أعراض الاعتلال الكلوي السكري على شكل تورم اليدين والقدمين والوجه بسبب احتجاز السوائل، اضطرابات النوم أو قلة التركيز، فقدان الشهية، الغثيان أو القيء بالإضافة إلى الضعف العام في الجسم والتعب الناجم عن نقص الأكسجين في الدم وجفاف الجلد الحاد والحكة والنعاس وهذه من أعراض الفشل الكلوي لمرضى السكر بالإضافة إلى ارتفاع نبضات القلب بسبب ارتفاع البوتاسيوم في الدم وارتعاش العضلات و قد يظهر دم في البول ويصبح لون البول داكنا.
ويعتمد تشخيص اعتلال الكلى السكري على أعراض وعلامات تعرف من خلال الأسئلة التى يسألها الطبيب للمريض إذ كان يعاني منها و طلب إجراء الفحوصات مثل فحص البول للتأكد من وجود بروتين الألبومين في البول من عدمه لأن الشخص السليم لا يحتوي البول على أي نسب من الألبومين ، لذا فوجود كميات قليلة من الألبومين في البول يدل على الإصابة المبكرة بتلف الكلى ، أما وجود كميات كبيرة من الألبومين في البول يدل على الإصابة باعتلال كلوي بالإضافة إلى فحص الدم ويجرى للتأكد من مستوى الكرياتينين في الدم، حيث يعتبر مؤشرا على مدى كفاءة الكلى في تصفية الفضلات من الدم، ولذلك ننصح الأشخاص المصابين بمرض السكري بإجراء فحوصات الدم والبول مرة واحدة سنوياً على الأقل، للكشف عن سلامة وظائف الكلى.
أما عن العلاج يقول العويضي: إن العلاج يهدف إلى الحفاظ على المستويات الطبيعية للجلوكوز في الدم والمحافظة على المعدلات الطبيعية لضغط الدم، ويشمل العلاج الدوائي عن طريق تناول الأدوية الخافضة لضغط الدم، و يتم إعطاؤها غالبا لمرضى السكر حتى لو كانت قراءات الضغط لديهم ضمن المعدلات الطبيعية لمنع حدوث مضاعفات، وتساعد في إبطاء تطور تلف الكلى مع تناول بعض الأدوية الجديدة للسكر بالإضافة إلى الأدوية الأخرى الخافضة للسكر إذ تعمل هذه الأدوية على حماية الكلى.
وأكد العويضي على ضرورة تجنب الأدوية التي قد تضر الكليتين مثل بعض الأدوية المضادة للألم ومضادات الالتهاب، وكذلك بعض أدوية السكر شائعة الاستخدام والتي لا تعد آمنة للاستخدام في الأشخاص المصابين بأمراض الكلى المتقدمة.
وأخيرا يعد غسيل الكلى من العلاجات التي تعمل على تنقية الدم من الفضلات إما باستخدام جهاز خارجي يقوم بوظيفة الكلى أو من خلال وضع سائل خاص في البطن لامتصاص الفضلات من الدم التي تمر عبر الأوعية الدموية الصغيرة في تجويف البطن، ويكون العلاج بهذه الطريقة في حال وصول المريض إلى مرحلة الفشل الكلوي أو زراعة الكلى.