3-8-2024 | 12:44
أحمد فاخر
مرضى السكر والضغط هما الأكثر شيوعاً الآن، فلا تخلو أسرة من مُصاب بالضغط أو السكر أو الإثنين معاً، وقد زاد انتشار مرض السكر بين الشباب في الآونة الأخيرة، ولكن ما مدى تأثير درجة حرارة الطقس على مرضى السكر والضغط.. وكيف يمكن التعايش مع تلك الأمراض خلال فصل الصيف..؟
بدأت الحديث الدكتورة إيناس شلتوت أستاذ الباطنة والسكر والغدد الصماء فقالت إن مرض السكر عبارة عن زيادة في معدل السكر في الدم بشكل مزمن ودائم مما يؤتي بآثارٍ سلبية على صحة المريض البدنية، حيث يؤثر مرض السكر على كافة أجهزة الجسم على المدى الطويل خاصة مع عدم الاهتمام بالعلاج والتعايش معه بشكل سليم، ويتم تصنيف مرض السكر إلى نوعين وهما الأول والثاني، وقد ظهر حديثاً كثيرٌ من التداخل بين النوعين الأول والثاني من مرض السكر، فأصبحنا نرى النوع الأول يحدث في البالغين، أما النوع الثاني فيظهر وسط الشباب والأطفال، حتى أن الدراسات الحديثة أكدت أن واحداً من كل ثلاثة أطفال يولدون الآن في الولايات المتحدة الأمريكية سيصاب بالسكر في المستقبل.
وسبب انتشار مرض السكر من النوع الثاني في الشباب والأطفال هو انتشار السمنة والاعتماد على الوجبات السريعة «التيك أواي» والسندويتشات والبيتزا والمياه الغازية بشكل مبالغ فيه، حيث أصبحت ربة المنزل لا تطبخ في كثير من الأحيان، وأيضاً بسبب التغيرات الهرمونية المصاحبة لزيادة الوزن خلال سن البلوغ والزيادة السريعة في النمو بجانب التأثيرات النفسية المصاحبة لتلك التغيرات، بالإضافة لعدم اهتمام شبابنا وأطفالنا بممارسة الرياضة.
وأصبح الشباب والأطفال لفترات طويلة أمام التليفزيون والكمبيوتر وألعاب الفيديو جيم، وخلال تحليل مستوى السكر في الدم للشباب والأطفال المصابين بالسمنة نجد أن حوالي 20 % منهم مصابون بارتفاع في نسبة السكر في الدم.
وبالنسبة للأطفال والشباب المصابين بالسكر من النوع الثاني نجد أن 85 % منهم مصابون بالسمنة ولديهم تاريخ وراثي، وغالباً ما تبدأ الإصابة بعد سن العاشرة ولاسيما مع بداية مرحلة البلوغ، وينتشر بين الفتيات أكثر من الأولاد حيث تزيد نسب الإصابة بينهن بمرض تكيسات المبايض.
وسبب هذا النوع من السكر هو الاستعداد الوراثي والسمنة، وخاصة سمنة منطقة البطن التي تؤدي إلى زيادة مقاومة عمل الأنسولين في الجسم، وخطورة هذا النوع من مرض السكر في الأطفال والشباب هو احتمالية الإصابة بالمضاعفات على الأوعية الدموية في بداية مرحلة الشباب وانتشار المضاعفات على العين والكلى والقلب والأعصاب مبكراً، كما قد يصاب هؤلاء الشباب بمرض ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الدهون في الدم في مرحلة مبكرة.
ومع هجوم فصل الصيف يضيف الدكتور نادر وديع استشاري أمراض الباطنة والسكر أن على مريض السكر توخي الحذر أثناء فصل الصيف، حيث إن شهور الصيف ترتبط بالنشاط البدني بسبب ممارسة الأنشطة المختلفة من خلال الذهاب للنوادي لممارسة الألعاب والأنشطة الرياضية بالإضافة لكثرة السفر والرحلات والذهاب للمصايف، ولذلك على مريض السكر الاهتمام بتناول الأدوية في مواعيدها بانتظام سواء كانت على هيئة أقراص أو حقن مع التأكيد على عدم زيادة الجرعات دون استشارة الطبيب لأن الجسم يكون أكثر حساسية في فصل الصيف، هذا بالإضافة لضرورة تجنب الأطعمة التي تؤدي لارتفاع معدلات السكر في الدم بقدر الإمكان خاصة لمن هم معتادو الإقامة بالفنادق المختلفة، حيث تقدم تلك الفنادق كافة أنواع المأكولات الشهية والحلويات الشرقية والغربية في مطاعمها، ومع زيادة درجة حرارة الجو يفرز الجسم الكثير من العرق لترطيبه مما يجعل الإنسان في حاجة دائمة للسوائل حتى لا يصاب بالجفاف الذي يمكن أن يؤدي لتجلطات بالدم تصيب أي جهاز بالجسم لدى كلٍ من مريض السكر والضغط، وبالتالي يستدعي ذلك شرب الكثير من المياه لا تقل عن 3 لترات يومياً مع مراعاة عدم تناول العصائر الغنية بالسكريات مع تجنب تناول الفاكهة الغنية بالسكريات والأملاح مثل: المانجو والتين والعنب.
أما بالنسبة للشباب المصابين بالسكر ويرغبون في ممارسة الرياضة أثناء الإجازة الصيفية نرجو منهم تجنب ذلك في الأماكن المفتوحة بل ممارسة الرياضة في صالات مكيفة تجنباً لزيادة حرارة الجسم بقدر الإمكان للاحتفاظ بالطاقة لأطول فترة ممكنة دون الشعور بالإرهاق، كما نرجو من أصحاب الأعمال والموظفين تجنب التعرض لضوء الشمس المباشر لفترة طويلة خلال فترة عملهم فى فصل الصيف مع الاهتمام بارتداء الملابس الخفيفة فاتحة اللون.
وأعراض هبوط السكر تأتي نتيجة نقص معدلات السكر في الدم عن الطبيعي وهي: إفراز الجسم لكميات كبيرة جداً من العرق مع سرعة ضربات القلب والميل للقيء وغياب الوعي ، في حين أن أعراض زيادة السكر أبرزها العصبية الشديدة والزيادة في معدل ضربات القلب وغياب الوعي، وبالتالي تتشابه أعراض زيادة السكر مع انخفاضه إلى حدٍ كبير ولكن هبوط السكر دون علاج سريع يمكن أن يودي بحياة المريض وبالتالي هبوط السكر أكثر ضرراً من ارتفاعه.
ومريض السكر أكثر عرضة للالتهابات الجلدية بسبب ضعف مناعته عن الشخص السليم، لذلك فإن ارتفاع حرارة الجو في فصل الصيف يؤدي لتكون الفطريات في بعض أجزاء الجسم غير المعرضة للتهوية وذلك مع إفراز العرق، ولتجنب ذلك يجب الاعتياد على الاستحمام يومياً مع العناية بتنشيف الجسم جيداً بعد التعرض للمياه عن طريق الوضوء أو الاستحمام لأن الجلد الرطب يعتبر بيئة خصبة لتكون الفطريات خاصة بين أصابع القدمين.
ويؤكد الدكتور حامد عثمان أستاذ الباطنة والقلب أن ضغط الدم يتأثر بدرجة حرارة الجو، لذلك يحدث اضطراب في ضغط الدم أثناء فصل الصيف خاصة لمرضى ضغط الدم والأمراض المزمنة، كما أن ضغط الدم يكون غير مستقر عند كبار السن بسبب قلة النشاط البدني وزيادة الوزن مع التعرض لأشعة الشمس وقلة تناول السوائل وعدم تعويض الجسم السوائل المفقودة بسبب الحر، وبالتالي يؤثر ذلك بالسلب على مرضى ضغط الدم حيث يعرضهم للشعور بالغثيان والإغماءات مع تعب شديد وضيق في التنفس ليصل إلى حد الأزمات القلبية.
وأخيراً ننصح المصابين بانخفاض ضغط الدم بتفادي التعرض لأشعة الشمس والمشي لفترات طويلة مع الالتزام بمواعيد تناول الأدوية مع الاهتمام بتناول السوائل والأطعمة الصحية، أما بالنسبة لمرضى ضغط الدم المرتفع نرجو منهم تجنب تناول الأطعمة الغنية بالأملاح مثل المخللات وغيرها، مع تناول بعض الفاكهة المفيدة مثل: الشمام والكنتالوب والموز بالإضافة للاعتماد على الخضر والثوم أثناء الطهي، هذا بالإضافة لمحاولة الالتزام بالنوم الصحي الذي لا تقل مدته عن 6 ساعات كاملة مع متابعة ضغط الدم مرتين يومياً من خلال الأجهزة المنزلية الخاصة بذلك، مع الذهاب لطبيب مختص في حالة حدوث أي اضطراب، وذلك لتجنب حدوث ارتفاع في ضغط الدم، فالوقاية دائماً خير من العلاج.