10-8-2024 | 11:30
نهى عاطف
عرف التقزم أو تأخر النمو بضعف أو اختلال نمو وتطور الأطفال وتراجعه بشكل كبير مقارنة بالمعدلات الطبيعية، ولتحديد ما إذا كان الطفل يعاني من التقزم (أو تأخر النمو) تتم مقارنة نموه بمعدلات النمو الطبيعية الخاصة بالفئة العمرية التي يندرج تحتها الطفل، فكيف يمكن حماية أطفالنا من التقزم وما هى أسباب الإصابة وطرق الوقاية؟
في البداية طرحنا عدة أسئلة على الدكتور محمد محروس الطنطاوي اخصائي جراحة العظام.
• ماهو التقزم ؟
التقزم يعني أن طول الطفل أقل من طول أقرانه من نفس الفئة العمرية، ويعاني من ضف النمو والعضلات، وهو ما ينقص من قدراته الذهنية ومعدل نشاطه البدني
• ماهي الأسباب ؟
هي حالة جينية وراثية.
وماذا عن نقص هرمون النمو؟
سبب حدوث النقص في هرمون النمو يعود أحيانا لطفرة جينية.
وهل يؤثر قصور الغدة الدرقية فى الأمر ؟
عدم نشاط الغدة الدرقية عندما يحدث هذا في سن مبكرة يسبب هذا العديد من المشاكل الصحية منها توقف أو نقص النمو إلى جانب مشاكل أخرى منها الكسل و الخمول و خلل في الإدراك و انتفاخ ملامح الوجه، وهنا يجب عمل فحص دوري روتيني على وظائف الغدة الدرقية في الأطفال حديثي الوالدة.
• وما هي أبرز أعراض التفزم؟
- عدم تناسب حجم الذراعين أو الأرجل مع حجم الجذع
- إمساك، أو جفاف الجلد والشعر، أو فقدان الطاقة وصعوبة الحفاظ على دفء الجسم إذا كان الطفل يعاني من نقص في هرمون الغدة الدرقية (Thyroxine)
- امساك، أو اسهال أو ظهور دم في البراز، أو القئ والغثيان إذا كان تأخر النمو بسبب أمراض المعدة او الأمعاء
وماذا عن طرق العلاج؟
تعتمد إمكانية علاج تأخر النمو على أسبابه، لذلك يجب تشخيص المشكلة الحاصلة في نمو الطفل والتعرف على أسبابها فورًا للبدء بالعلاج والمساعدة على نمو الطفل بشكل طبيعي، حيث يعطى الطفل حقن من هرمون النمو إذا كانت المشكلة بسبب نقص مستواه عن المستوى الطبيعي، وقد يعطى هذا الهرمون للطفل ثلاث مرات في الأسبوع وأحيانًا يحتاجه الأطفال بشكل يومي.
ويضيف الدكتور محمد عفيفي أخصائى التغذية العلاجية وعلوم الأطعمة بالمعهد القومى للتغذية، إن التقزم يمكن أن يكون نتيجة لعدة عوامل، بعضها وراثي وبعضها الآخر يتعلق بنقص العناصر الغذائية أو ظروف بيئية وصحية أخرى.
العوامل الوراثية
التقزم يمكن أن يكون نتيجة لأسباب وراثية تتعلق باضطرابات أو حالات طبية محددة، منها:
اضطرابات النمو الوراثية
- القصور في نمو العظام: مثل متلازمة تيرنر أو داء عديد السكريات المخاطية، حيث تؤثر هذه الحالات على تطور ونمو العظام.
- الاضطرابات الجينية: مثل متلازمة لورانس-مون-بييدل أو متلازمة نونان.
القصور في إنتاج هرمون النمو
- بعض الأطفال قد يعانون من نقص في إنتاج هرمون النمو بسبب عوامل وراثية، مما يؤدي إلى تقزم.
نقص العناصر الغذائية
سوء التغذية ونقص العناصر الغذائية الأساسية هما أسباب رئيسية للتقزم، خاصة في البلدان النامية. بعض العوامل المتعلقة بالتغذية تشمل:
نقص البروتين والطاقة
- عدم الحصول على كمية كافية من البروتين والسعرات الحرارية يمكن أن يؤثر على نمو الأطفال ويؤدي إلى تقزم.
نقص الفيتامينات والمعادن
- فيتامين D والكالسيوم: نقص فيتامين D والكالسيوم يؤثر على صحة العظام والنمو.
- الحديد والزنك: نقص الحديد والزنك يمكن أن يؤثر على النمو بشكل عام ووظائف الجسم الحيوية.
العوامل البيئية والصحية
إلى جانب العوامل الوراثية والتغذية، هناك عوامل بيئية وصحية أخرى تساهم في التقزم:
منها الأمراض المزمنة
- الأمراض المزمنة مثل العدوى المستمرة، وأمراض الجهاز الهضمي، وأمراض القلب يمكن أن تؤثر على النمو.
الحالات الصحية أثناء الحمل
- سوء التغذية لدى الأم، أو تعرضها لأمراض أو ظروف صحية معينة خلال فترة الحمل، يمكن أن يؤثر على نمو الجنين ويؤدي إلى تقزم
الصحة العامة والرعاية الصحية
- الحصول على رعاية صحية جيدة، والتطعيمات اللازمة، والعلاج المناسب للعدوى والأمراض يلعب دوراً في نمو الأطفال بشكل عام
وماذا عن أبرز طرق الوقاية وكذلك طرق التغذية اللازمة لمرضى التقزم؟
لا شك أن الهرم الغذائي يجب أن يركز على توفير العناصر الغذائية الأساسية التي تدعم النمو والتطور السليم، مع الاهتمام بشكل خاص بتغذية الأطفال في سنوات النمو الحرجة، وهنا أقدم نموذج للهرم الغذائي الملائم للأفراد الذين قد يعانون من قصر القامة:
قاعدة الهرم: الكربوهيدرات الكاملة
تضم الأطعمة: الحبوب الكاملة مثل الأرز البني، الشوفان، الكينوا، الخبز الكامل، والمعكرونة الكاملة.
الطبقة الثانية: البروتينات
تضم الأطعمة: اللحوم الخالية من الدهون (الدجاج)، الأسماك، البيض، منتجات الألبان، البقوليات، المكسرات والبذور.
الطبقة الثالثة: الدهون الصحية
تضم الأطعمة: الأفوكادو، المكسرات، البذور، زيت الزيتون، زيت الكانولا، والأسماك الدهنية.
الطبقة الرابعة: الفيتامينات والمعادن
تضم الأطعمة: الفواكه والخضروات المتنوعة، المكسرات، البذور، ومنتجات الألبان.
الطبقة الخامسة: السوائل
تضم المشروبات : الماء هو الخيار الأفضل، بالإضافة إلى الحليب والعصائر الطبيعية.
الطبقة السادسة: منتجات الألبان أو بدائلها تضم الأطعمة: الحليب، الزبادي، الجبن، أو البدائل المدعمة بالكالسيوم وفيتامين D.
ويضيف : وهناك نصائح إضافية فى هذا الإطار منها :
- الحرص على تقديم وجبات صغيرة ومتكررة على مدار اليوم لضمان توفير الطاقة والعناصر الغذائية بشكل مستمر.
- مراقبة النمو: المتابعة الدورية مع طبيب الأطفال أو أخصائي التغذية لمراقبة النمو والتطور وتعديل النظام الغذائي حسب الحاجة.
- التنوع الغذائي: ضمان تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة للحصول على مجموعة كاملة من العناصر الغذائية الضرورية.
- النشاط البدني: تشجيع النشاط البدني المناسب لتعزيز الصحة العامة ودعم النمو.
باتباع هذا الهرم الغذائي والنصائح الإضافية، يمكن دعم النمو والتطور الصحي للأطفال والمراهقين الذين يعانون من قصر القام.