الإثنين 29 ابريل 2024

التهاب وقرحة المعدة والإثنى عشر .. والفاعل جرثومة المعدة

التهاب وقرحة المعدة والإثنى عشر .. والفاعل جرثومة المعدة

14-8-2022 | 10:35

كتب: أحمد فاخر
جرثومة المعدة من الأمراض الشائعة لدى أغلب الناس، تلك الجرثومة الحلزونية التي تنتشر بسهولة بين جميع أفراد الأسرة، وبالرغم من أنه لا يظهر لها أية أعراض إلا أنها قد تسبب سلسلة من أمراض الجهاز الهضمي عند البعض، وهو ما نتعرف عليه وعلى تأثيراته تفصيليا فى جولتنا التالية. يقول الدكتور أشرف عمر أستاذ الجهاز الهضمي والكبد إن العالم لم يعرف شيئاً عن جرثومة المعدة قبل عام 1982 حيث اكتشفها بالصدفة اثنان من العلماء الأستراليين مما أدى لحصولهم على جائزة نوبل في الطب، وجرثومة المعدة عبارة عن بكتيريا تستوطن الغشاء المخاطي للمعدة، وتشبه الحلزون وتمكث به لمدة طويلة، مما يسبب بعض المشاكل الصحية التي لم نكن نعلم أن تلك الجرثومة هي السبب الرئيسي لها، ومن المعروف أن نصف سكان العالم مصابون بجرثومة المعدة، وما يدعو للطمأنينة أنه بالرغم من عدم توافر أرقام أو إحصائيات للإصابة بها إلا أن نسبة كبيرة جداً من المصريين مصابون بها دون مشاكل. وقد اكتشف العلماء وجود علاقة لها ببعض أمراض الجهاز الهضمي مثل: التهاب وقرحة المعدة أو قرحة الإثنى عشر، كما أن لها علاقة بسرطان المعدة وأحد أنواع سرطانات الغدد الليمفاوية، وتنتقل جرثومة المعدة عن طريق تقبيل الأم لأطفالها، كما تنتقل عن طريق الأطعمة والمشروبات المختلفة، لذلك فهي الميكروب الأكثر انتشاراً في تاريخ البشرية، ولا توجد أعراض محددة للإصابة بجرثومة المعدة، وجميع البروتوكولات الدولية لا تنصح بعمل تحليل جرثومة حلزوني؛ للتأكد من الإصابة بجرثومة المعدة طالما لا توجد أي مشاكل بالمعدة. إذاً متى ينصح بعمل تحليل لمعرفة الإصابة ؟ ينصح المصابون بحرقة في المعدة بشكل مزمن أو من لهم تاريخ مرضي عائلي للإصابة بسرطان المعدة أو سرطان الغدد الليمفاوية، أو من قاموا بإجراء عمليات جراحية بالمعدة، وأيضاً المصابين بنقص غير مبرر في نسبة الهيموجلوبين والحديد ونقص فيتامين (ب 12) ونقص الصفائح الدموية بعمل تحليل جرثومة المعدة. ويؤكد الدكتور مدحت خليل استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد أننا نبالغ جداً في خوفنا من جرثومة المعدة، حيث إن أغلب المصابين من جرثومة المعدة لا يشكون من أية مشكلة بالمعدة لأن وجود الإصابة بجرثومة المعدة لا يعني أنها نشيطة، ولم يثبت حتى الآن علمياً أنها تسبب سرطان المعدة عند الإنسان. وإذا حدث ذلك لا يوجد تحليل مؤكد للإصابة سوى عن طريق منظار المعدة الذي نأخذ عن طريقه العينة، وهي تفرز إنزيم اسمه (اليورييز) يسبب التهابات بجدار المعدة وتقرحات الإثنى عشر، وهي المسئولة عن عدم استجابة بعض مرضى التهابات المعدة أو تقرحات الإثنى عشر للعلاج، وبما أنها بكتيريا فتم استخدام المضادات الحيوية للقضاء عليها، ولكن تلك البكتيريا أصبحت حالياً في طور مقاوم للمضادات الحيوية. وبالتالي رغم انتشارها إلا أن التشخيص السليم لها عن طريق منظار المعدة فقط، لذلك فالتشخيص السليم من الطبيب المختص هو العامل الأساسي لإتباع أسلوب العلاج السليم والمناسب حسب كل حالة. ويضيف الدكتور أحمد طايع أخصائي الأمراض الباطنة والكبد والسمنة بأن معظم المصريين مصابون بجرثومة المعدة وهي عبارة عن عدوى بكتيرية تصيب الجهاز الهضمي، وخصوصاً المعدة وتنتقل عن طريق الوجبات الجاهزة السريعة، كما تنتقل بين أفراد الأسرة من الزوج للزوجة أو العكس ومن الأم للأبناء وهذا يحدث نتيجة قلة الاهتمام بالصحة والنظافة في الأكل والشرب، ومن أخطر مضاعفاتها إنه في بعض الحالات إن لم يتم علاجها يمكن أن تؤدي إلى التهابات ثم قرحة المعدة. وتشخيص جرثومة المعدة يتم من خلال ثلاثة طرق بسيطة، وهي إما عن طريق القيام بتحليل جرثومة المعدة عن طريق البراز أو اختبار التنفس أو عن طريق الدم، ورغم أن تلك التحاليل تصل دقة نتائجها إلى 80% إلا أن أفضل وأدق تحليل يكون عن طريق عينة من خلايا جدار المعدة التي يتم أخذها باستخدام منظار المعدة، وقد يكون تحليل الجرثومة سلبيا، ولكن عند أخذ عينة نجد أن الجرثومة متواجدة داخل المعدة دون أن يظهر لها أثر في تحليل الدم أو البراز. ومن أهم أعراض الإصابة بجرثومة المعدة هو الشعور المزمن بالتجشؤ أو الحموضة أو ضيق التنفس أو الهبوط أو عسر الهضم أو آلام في فم المعدة أو زيادة التقلصات أو الإسهال والإمساك المزمنين. إذاً ببساطة عند الشعور بأي مشكلة مزمنة بالمعدة وكنت من متناولي الوجبات السريعة والجاهزة يجب الالتفات إلى جرثومة المعدة، كما يفضل عمل نفس التحليل لجميع أفراد الأسرة حتى يتم العلاج لهم جميعاً في الوقت نفسه؛ تجنباً لاكتساب المريض عدوى مرة أخرى بعد شفائه نتيجة انتقالها من أحد أفراد الأسرة، وبالتالي سوف نضطر لبدء العلاج من جديد. ولكن السؤال هنا : كيف يتم علاج جرثومة المعدة ؟ يتم العلاج عن طريق تقنية العلاج الثلاثي الذي يتكون من مطهر معوي ومضاد حيوي ودواء للمعدة لمدة 14 يوما، ثم يكمل على العلاج الثنائي لمدة شهر كامل مع الالتزام بالغذاء الصحي والنظافة الشخصية، ونظافة الطعام والمكونات المستخدمة به، وبعد حوالي 45 يوما نقوم بعمل تحليل لجرثومة المعدة للتأكد من الشفاء الكامل، وفي حال عدم التزام المريض بالتغذية الصحية والبعد عن الوجبات السريعة وغيرها يمكن أن يؤدي ذلك إلى فشل العلاج وزيادة نشاط الجرثومة بالمعدة مما يستلزم علاج لفترة طويلة جداً. ولتجنب الإصابة بالجرثومة يجب على جميع أفراد الأسرة الاهتمام الدائم بالنظافة الشخصية، والابتعاد عن الوجبات السريعة أو الجاهزة، كما يجب الاهتمام بغسل الطعام جيداً ونظافة الأواني المستخدمة في الطبخ، ومن الأطعمة المفيدة المتوفرة ويمكن أن تعمل على القضاء على الجرثومة أو أي عدوى بكتيرية بالمعدة هو تناول العسل الأبيض واستخدام خل التفاح وزيت الزيتون في مكونات الطعام.