17-8-2022 | 09:18
كتبت: هند عطا
المكياج اليومي هواية تحبها وتفضلها الكثير من النساء، إلا أن عددا كبيرا منهن قد لا ينتبه لمخاطر هذه المستحضرات مثل مدة الصلاحية، أو مصدر إنتاج تلك المستحضرات وكذلك آثارها الضارة على البشرة والجسم، ما يؤدي للكثير من المضاعفات فى البشرة مثل: التهابها أو ظهور الرؤوس السوداء أو التهابات فى العين، وهو ما نتعرف عليه تفصيلاً.
د. مجدي زايد استشاري الجلدية والتجميل، يوصي فى البداية كل سيدة أن تستخدم مستحضرات تجميل معروفة المصدر، مضمونة، حاصلة على ترخيص من وزارة الصحة والجهات المختصة، مرت باختبارات وتجارب عديدة، حتى يتم التأكد تماما من صلاحيتها للاستخدام قبل طرحها فى الأسواق، كما يجب – حسب رأيه- اختيار مستحضرات التجميل حسب طبيعة كل بشرة إذا كانت عادية أو جافة أو دهنية أو حساسة أو مختلطة.
ويحذر “زايد” من استخدام مستحضرات التجميل مجهولة المصدر؛ خوفا من الأضرار التي قد تلحق بالبشرة نتيجة استخدام تلك المستحضرات؛ نظرا لكونها مصنعة من مواد رديئة مجهولة المصدر، فقد تتسبب فى ظهور حب الشباب والرؤوس السوداء والبيضاء، مشيرا إلى أن أخطار تلك المستحضرات تتمثل فى انسداد فى الغدد الدهنية والعرقية، وقد تؤدي إلى التهاب فى تلك الغدد، ويمكن أن يتطور إلى التهاب ميكروبي يسبب تقيحات، ينتج عنها ندبات فيما بعد تؤثر على شكل البشرة.
ويضيف أن هناك بعض المستحضرات تتفاعل مع الأشعة فوق البنفسجية فى الشمس أو الضوء الأبيض، فتُحدث حساسية ضوئية فى البشرة تسبب فيما بعد تصبغات فى البشرة (اسمرار ما بعد الالتهاب)، فتلك المنتجات يجب استخدامها بعد وضع كريم الحماية من الشمس حسب نوع البشرة، كما أن هناك بعض المنتجات الأخرى التي تحتوي على مواد تتفاعل مع أشعة الشمس فتسبب التهابات وتصبغات؛ لذا يجب تمييز تلك المنتجات واستخدامها ليلا فقط.
وتتفق معه د. علا حجازي استشاري الجلدية والتجميل، موضحة أن مساوئ استخدام مستحضرات التجميل مجهولة المصدر تتمثل فى أنها تسبب ظهور التجاعيد فى سن مبكرة، كما أنها تتسبب فى الهالات السوداء خاصة إذا لم يتم إزالة مكياج العين بشكل جيد ونظيف فى كل مرة، علاوة على أن هناك ما يعرف بـ(الأكزيما التلامسية) والتي تنتج عن بعض المواد الداخلة فى تصنيع بعض المستحضرات، والتي تُكون من مشتقات بترولية، وتظهر تلك الأكزيما فى صورة شبيهة للحروق على الجلد وتكون مؤلمة إلى حد كبير، كما تحتاج لفترات علاج طويلة قد تمتد لأسابيع.
وتحذر “حجازي” من كثرة استهلاك مستحضرات التجميل مجهولة المصدر لفترات طويلة، حيث إنها قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان الجلد، خاصة أنها مصنعة من مواد ضارة ورديئة، وبذلك فيأتي التجميل بنتيجة عكسية على المدى البعيد.
كما يحذر الطبيبان من استخدام مستحضرات التجميل والعناية بالشعر مجهولة المصدر، لأنها قد تحتوي على مركبات كيميائية تؤذي فروة الشعر وتسبب تهيجا فى فروة الرأس وتساقط الشعر، حتى استخدام بعض الصبغات قد يكون له تأثير سلبي على الشعر وفروة الرأس، حيث يكون الشعر أكثر تعرضا للتساقط وظهور الشيب المبكر.
وهنا يُنصح باستخدام الصبغات الطبية وهي مكونة من مواد غير ضارة لفروة الرأس، أيضا يُحذر فرد الشعر بالكيراتين والبروتين وهما أشهر وسيلتين لفرد الشعر فى مراكز التجميل التي يزعم البعض أنهما خاليان من الفورمالين، وهي مادة لها أضرار خطيرة على العين والرئتين حتى استنشاقها ممنوع تماما على الحوامل، فكل المنتجات تحتوي على مادة الفورمالين، ويستحيل أن تكون خالية منه بنسبة 100%.
كما ينصحا باستبدال مواد فرد الشعر بالكريمات والزيوت العلاجية المعروفة والمضمونة لترطيب الشعر وعلاجه من التقصف، ويكون اختيار هذه المنتجات على حسب نوع الشعر، ويفضل أن يكون تحت إشراف الطبيب.
وينبه الطبيبان إلى أنه يمكن لبعض العادات السيئة أو سوء استخدام مستحضرات التجميل المضمونة أن يجعل منها مستحضرات ضارة مثل: مشاركة أدوات ومستحضرات التجميل مع الغير، فذلك ينتج عنه تكون حبوب شباب على البشرة، وانتقال القشرة، وحشرات الشعر من شخص لآخر، أما استخدام مستحضرات تجميل العين مثل الكحل والماسكرا قد تنقل عدوى التهاب ملتحمة العين، كما يجب التعامل مع تلك المستحضرات حسب ما هو مدون على العبوة، فيجب تخزينها فى درجة حرارة مناسبة، والانتباه لتاريخ الصلاحية، أما عن تنظيف فرش مكياج البشرة والعناية بالشعر، فيجب تنظيفها بصورة دورية على الأقل مرة فى الأسبوع بالماء والصابون وتجفيفها جيدا.فى ذات السياق، وقد ظهرت فى الآونة الأخيرة ما يعرف بمستحضرات التجميل الطبيعية بنسبة 100 %، وهنا توضح د.علا حجازي أن تلك المواد هي بالطبع آمنة وأقل ضررا على البشرة من الأخرى، ولكن لم نتأكد من صحتها بشكل كامل، لأن هناك بعض المواد الطبيعية التي تسبب حساسية وتختلف من شخص لآخر، موضحة أن مستحضرات التجميل الطبية هي البديل الآمن والمناسب لمستحضرات التجميل، سواء كانت خاصة بالبشرة أو صبغات الشعر، وذلك لأنها تؤدي الوظيفة التجميلية مع العلاجية فى الوقت نفسه على حسب نوع البشرة، ويمكن وصفها من خلال طبيب الجلدية المختص.
وبشكل عام ينصح بعمل اختبار لأى منتج قبل شرائه عن طريق تجربة المنتج على مساحة بسيطة من البشرة فى مكان غير ملحوظ، مثل: منطقة خلف الأذن والانتظار لمدة 48 ساعة، فإذا لم تظهر أية مضاعفات يعتبر المنتج آمنا ويمكن اقتناؤه.