الخميس 9 مايو 2024

اضطراب “المِعدة النفسية” قد يسبب السرطان!

اضطراب المِعدة النفسية قد يسبب السرطان

23-8-2022 | 20:11

كتبت: أماني عزت
أمراض اضطرابات المعدة النفسية أقوى دليل على وجود رابط بين حالتنا النفسية وآلامنا العضوية.. ولما لا، والإنسان عبارة عن روح وجسد، حتى أن الأمراض السيكو جسمية ( النفس جسمية) هي دليل على هذه الثنائية، وعلى سبيل المثال نجد أن القولون العصبي يعد أشهر أمراض اضطرابات المعدة النفسية، ولكن ليس هو المرض الوحيد وليس الأخطر فقد يؤدي استمرار الشعور بالقلق والتوتر إلى قرح أو أورام فى المعدة أيضًا. يقول الدكتور حسني سلامة أستاذ أمراض الباطنة بكلية الطب- قصر العيني إن الكثير من الاضطرابات النفسية تثير الجهاز العصبي المركزي وتتسبب فى إفراز هرمونات الأدرينالين والنورأدرينالين اللذين يُفرزان فى الجسم فى بعض حالات الخطر التي تستدعي من الجسم الرد الفعلي عليها وهذا يرجع إلى أن المعدة تحتوي على شبكة كبيرة من الأعصاب، حيث تعد المعدة من أكثر الأعضاء التي تمتلك شبكة قوية من الأعصاب بعد الدماغ، ويوجد اتصال قوي بين أعصاب الدماغ والأعصاب التي تحيط بالمعدة ومن أبرز الاضطرابات وأمراض المعدة النفسية: القلق النفسي، التوتر العصبي والارتباك ،أنواع الانزعاج العصبي المختلفة والاكتئاب. ويوضح أن الاضطرابات النفسية تؤدي إلى إفراز هذه الهرمونات ما يؤدي بالضرورة إلى التأثير على شبكة الأعصاب المحيطة بالمعدة، وتساهم بشكل كبير فى ظهور العديد من الأعراض غير المرغوب فيها وذلك يرجع إلى توجه هرمون الأدرينالين إلى المعدة مما يؤدي إلى زيادة تأثير حامض المعدة على الجدار فينتج عنه زيادة الشعور بالألم والتقلصات، واستمرار تأثير هذه الهرمونات يساعد على تثبيط وسائل حماية المعدة من تأثير الحمض والإنزيمات مما يصيب جدار المعدة بالكثير من الأمراض مثل الالتهابات التي تؤدي إلى التقرحات. ولا شك أن استمرار الشعور بالتوتر والقلق العصبي والانزعاج النفسي سيؤدي إلى العديد من الأعراض والمضاعفات ومن أبرز أعراض اضطرابات المعدة النفسية قرقرة المعدة، آلام المعدة والتقلصات، انتفاخ البطن المتكرر، عسر الهضم وعدم القدرة على هضم الطعام جيدا، الغثيان والقيء، الشعور بامتلاء المعدة سريعا عند البدء فى تناول الطعام، والإمساك والشعور بالجوع بطريقة غير معتاد عليها. وأشار د. حسني إلى أن اضطرابات المعدة النفسية لا تتوقف على هذا القدر من التقلبات والآلام بل هي بالضرورة قد تؤدي إلى العديد من التوابع إذا لم نعالج السبب، فالأمر لن يتوقف على القرح فقط بل استمرار هذه التوابع يؤدي إلى زيادة التعرض للإصابة بخطر سرطانات وأورام المعدة. كما يوضح أنه قد يكثر التعبير الشائع عن أمراض المرارة بسبب الغضب أو الانزعاج أو غيرها، ولكن العامل الأكبر فى الإصابة بأمراض المرارة الحصوات المرارية التي تؤدي إلى التهابات جدار المرارة والذي بدوره يزيد من التعرض للإصابة ببعض الأورام، والعامل النفسي فى أمراض المرارة يحدث بسبب ضعف قدرة الجسم على هضم الطعام واضطراب المعدة والأمعاء بالإضافة إلى الجهاز الهضمي فقد يؤثر التوتر النفسي على أعضاء وأجهزة أخرى فى الجسم فيسبب مشاكل جسدية أخرى مثل مشاكل التنفس، الحساسية، التعب، ضعف التركيز، الصداع والأرق وغيرها ومع مرور الوقت قد يؤدي التوتر النفسي أيضا، إلى ضعف الجهاز المناعي وأدائه الوظيفي. وعلى الجانب الآخر تقول الدكتورة داليا يسري أخصائي الأمراض العصبية والنفسية إن الاضطرابات النفسية تزعج المعدة، فآلام المعدة وتقلصاتها تؤثر أيضا على الحالة النفسية للشخص، فشبكة الأعصاب التي تحيط بالمعدة ترسل بعض الإشارات العصبية إلى الدماغ وتزيد هذه الإشارات العصبية بزيادة اضطرابات المعدة مما يؤثر على النواقل العصبية فى الدماغ، فينتج عنه زيادة الشعور بالانزعاج العصبي والتوتر مما يؤثر على المعدة بسبب الهرمونات التي تفرز فى حال الاضطرابات المزاجية، وتؤثر على قدرتها على إفراز الحامض وهضم الطعام، ولكن هذا الأمر يصبح أكثر سوءا فى مرضى القولون العصبي، فقابلية الأمعاء والمعدة لديهم تكون أكثر تأثرا بهذه الهرمونات، كما أن التقلب المزاجي يجعل الشخص أكثر إدراكا لاضطرابات الجهاز الهضمي والاضطرابات المزاجية بصفة عامة كالحزن أو الاكتئاب أو التوتر. ويوضح د. “يسري” أن العصب الحائر الذي يعد من أقوى الأعصاب فى الجسم وأكثرها أهمية هو الذي يربط بين المعدة والدماغ، وهذا الرابط سريع للغاية، ومن هنا نستنتج أن الاضطرابات النفسية تؤثر على المعدة، والمعدة تؤثر على الدماغ والحالة المزاجية، فتواصل العصب الحائر بينهما أدى إلى سرعة هذا الشعور ويجب أن نعلم أن اضطرابات المعدة النفسية لابد لعلاجها وقف الاضطراب النفسي الذي يؤدي إلى كل هذه الأعراض ومعالجته أولا وبالتوازي مع علاج أعراض وآلام المعدة نفسها، لهذا يمكننا تقسيم علاج اضطرابات المعدة النفسية إلى شقين: أولا:علاج الاضطرابات المزاجية، فقد تدل اضطرابات المعدة أنك تشعر بالقلق من أمر ما أو أنه يوجد حدث فى حياتك يثير انزعاجك كمثال التقدم لوظيفة، أو إجراء بعض الاختبارات، وبالتخفيف من حدة الانزعاج والتوتر العصبي الذي تمر به ستهدأ كل أعراض المعدة التي تزعجك، ولكن فى حال أن هذه الاضطرابات مزمنة فلا بد من طلب المساعدة من الطبيب النفسي المختص، فقد يعالج هذا الاضطراب بالأدوية العلاجية والجلسات النفسية المصاحبة لها، فهذا سيساعد على التغلب على الأفكار السلبية التي تجعلك تشعر بالقلق والانزعاج العصبي، مع ممارسة الرياضة وتغيير نمط الحياة لحياة أكثر صحية. أما الشق الثاني: فيتمثل فى تحسين صحة المعدة والجهاز الهضمي حيث يرى الدكتور حسني سلامة أنه يجب علينا ألا نتجاهل علاج ألم البطن بسبب التوتر وعسر الهضم والانتفاخ أثناء علاج اضطرابات المعدة النفسية، وبعد السيطرة على هذه الأعراض يمكن بعدها تحسين الوظائف الحيوية للمعدة وقدرتها على هضم الطعام، وتكمن كيفية تحسين صحة المعدة والجهاز الهضمي عن طريق تناول الأغذية الغنية بالألياف النباتية، الابتعاد عن الدهون المشبعة، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، تناول وجبات صغيرة على فترات متقاربة أفضل من تناول وجبات كبيرة مشبعة يصعب على المعدة التعامل معها، وأخيرا ممارسة الرياضة بانتظام يساعد كثيرا على زيادة كفاءة الجهاز الهضمي فى هضم الطعام خاصة لمرضى القولون العصبي. وينصح بتجنب تناول الأطعمة المصنعة بقدر الإمكان، والإكثار من تناول الأطعمة الطازجة والمعدة فى البيت ،علاوة على تجنب تناول الأطعمة المقلية الغنية بالتوابل والدهون لأنها تطيل من فترة بقاء الطعام فى المعدة، ويصعب عمل الجهاز الهضمي، ويفضل تناول الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية مثل الحبوب الكاملة، البقوليات، الخضراوات الطازجة والمطبوخة بالإضافة إلى وجبتين من الفواكه يوميا إذ أنها تضمن استهلاك ما يكفى من الألياف الغذائية والتي سوف تساهم فى تحسين وتيرة إخراج الفضلات من الجسم. ويشدد د. حسني سلامة على أهمية شرب ما يكفى من السوائل وينبغي أن تكون هذه السوائل مفيدة للجسم وليست محلاة ومصنعة، لذلك نوصى بشرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء أو الأعشاب يوميا، وإذا كان هناك شخص يعاني من عسر الهضم فإن المداومة على تناول اللبن يوميا تساعد فى تحسين الحالة.