السبت 23 نوفمبر 2024

الطب من كنوز مصر الفرعونية


الطب من كنوز مصر الفرعونية

27-8-2022 | 09:36

بقلم : غادة عاشور
عُرِفت الحضارة الفرعونية القديمة بتقدمها فى علوم الطب والفلك والهندسة منذ فجر التاريخ، وشهد لها العالم أجمع بذلك التقدم والنبوغ، فقد استطاع قدماء المصريين أن يقوموا بإجراء العديد من العمليات الجراحية فى العظام والأسنان، على سبيل المثال: فى الوقت الذي كان يغط فيه العالم فى نوم عميق حيث عرفوا تجبير الكسور واستخدموا الأدوات والأجهزة التعويضية كالعكاز. كما عالجوا الأنف المكسورة بطريقة مماثلة لما يحدث الآن، حيث كان يضمد وتوضع فى فتحتيه لفافات من الكتان، كما ظهر فى قدم مومياء مصرية قديمة إصبع من الخشب والجلد مما يدل على أنهم كانوا يستخدمون الأجهزة التعويضية بدلاً من الأطراف المفقودة، ولمعالجة لدغة الثعبان كان الأطباء يستخدمون سكيناً لعمل فتحات حول المنطقة المصابة، ثم يصبون الملح على الجرح لتطهيره، كما كان الأطباء فى مصر الفرعونية يعالجون من تعرضوا لعضة التمساح بتضميد جراحهم باللحم الطازج، وكان الأطباء يقومون بخياطة الجروح العميقة بإبر من العظم أو النحاس وفتائل الكتان. عرف المصريون القدماء طريقة تركيب الأدوية والعقاقير الطبية والتي أظهرت الأبحاث العلمية فاعليتها بنسبة كبيرة وتوافقها مع الصيغة العلمية الحديثة لتركيب الأدوية فى العصر الحديث، وقد استطاع المصري القديم اكتشاف نوعاً من الأسماك يدعى السمك (الرعاش) وقام باستخدام شحناته الكهربية فى مجال العلاج الطبيعي لمرضى تيبس وضمور العضلات، وكانت جذور زنابق الماء توصف لعدد متنوع من الأمراض والعلل، بما ذلك الطفح الجلدي والقرح وحالات المغص، هذا إلى جانب نبات (الصبار) الذي كانوا يستخدمونه فى علاج الحروق والجروح والطفح الجلدي أيضا، وهو نبات مازال يستخدم حتى الآن فى معالجة بعض الحالات المرضية الجلدية، أما الكحة أو (السعال) فكان الأطباء فى العصر الفرعوني يستخدمون مزيجا من التين والبلح والينسون والعسل والماء لعلاجها أو تخفيف حدتها. وكانت تعتبر بردية (إيبرس) أكبر مخطوطة قديمة فى علم الطب فهي تحتوي على حوالي (108) عمود من الأعمدة المكتوبة على ورق البردي فى ذلك الوقت ويبلغ طولها (19) مترا، وتصف البردية عدداً كبيراً من الحالات المرضية مثل طب النساء والتوليد وطب الأسنان والباطنة والطفيليات والديدان (كالبلهارسيا والإسكارس) وطب العيون والعظام والأنف والأذن والأمراض الجلدية وغيرها، ومن أمثلة الأمراض التي ذكرت بردية “إيبرس” علاجها الالتهابات والأورام وجبر كسور العظام وعلاج الحروق وأمراض القلب والأوعية الدموية والانهيار العصبي، وقد كانت مساحيق تجميل العين لدى المصريين القدماء تصنع من مادة أساسها الرصاص، وتؤدي وظيفة علاجية وتساعد فى مكافحة عدوى العين وما يصيبها من التهابات واحمرار خاصة فى فترات تغيير الفصول ورياح الخماسين الموسمية.