الجمعة 10 مايو 2024

الدكتورة عالية عادل عبد الفتاح :برامج علاجية لتشجيع الطفل على المدرسة

الدكتورة عالية عادل عبد الفتاح :برامج علاجية لتشجيع الطفل على المدرسة

6-10-2022 | 14:40

حوار: أحمد محمود
مع أول يوم في بداية العام الدراسي، لا يفارق البكاء عيون الصغار خصوصا أطفال الحضانة، والسنة الابتدائية الأولى، ما يجعل الآباء في حالة قلق وتوتر وحزن على أبنائهم. كما أن بعض الأطفال يرفضون الذهاب للمدرسة لأسباب كثيرة ومتنوعة. تساؤلات كثيرة حول سبب هذه الحالة، ودور الأسرة والمدرسة، والطب في التخفيف من آثارها النفسية، نطرحها على الدكتورة عالية عادل عبد الفتاح أستاذ الطب النفسي المساعد بكلية طب قصر العينى. إلى نص الحوار. - لماذا مع بداية كل عام دراسى يبكي بعض أطفال الحضانة وأولى ابتدائى ويرفضون الذهاب إلى المدرسة؟ - الخوف من الانفصال عن الأبوين مرحلة نفسية طبيعية يمر بها أى طفل فى الفئة العمرية من سن سنة إلى ثلاث سنوات. هى عبارة عن رد فعل طبيعى للطفل فى هذا العمر عندما يجد نفسه مضطرا للانفصال عن الأم سواء إن كان ذلك بسبب غياب الأم للذهاب إلى العمل أو ذهاب الطفل إلى الحضانة أو المدرسة. و قد ينتابه أعراض جسدية مثل الصداع و المغص و الألم الجسمانى و الأرق، خصوصا عند تواجده فى الحضانة أو المدرسة أو وحده فى المنزل. وخلال التطور النفسى الطبيعى للطفل تختفى هذه الأعراض تدريجيا عند سن ثلاث سنوات، خصوصا مع تكرار الذهاب إلى الحضانة ووجود عوامل جذب مثل الأصحاب أو الألعاب المسلية و الهدايا و المحفزات. قد تستمر هذه الأعراض بعد سن ثلاث سنوات، و تسبب مشكلة أو تعوق اندماج الطفل فى الدراسة فى 4% من الأطفال. - هل هناك تقصير من الأسرة فى عدم التمهيد لفكرة دخول المدرسة وتقديم محفزات لهذا الصغير؟ - لا تعتبر الأسرة مسئولة بشكل مباشر عن وجود هذه الأعراض لدى طفلها. و لكن نجد بعض الأطفال أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بهذه الأعراض مثل الطفل الوحيد أو وجود تاريخ مرضى للقلق أو التوتر أو الاكتئاب عند الأبوين أو وجود ميل للحماية الزائدة كوسيلة من وسائل التربية أو ارتباط الطفل بالأم بشكل مرضى و عدم اعتياده على غياب الأم و لو لساعات قليلة لقضاء احتياجات الأسرة أو أعمال أخرى مع عدم وجود بديل للأم يثق به الطفل فى حالة عدم وجودها مثل الجدة أو الأب أو أحد الأقارب أو المربية الخاصة به. - كيف يمكن تهيئة الطفل قبل الدخول إلى الصف الأول الابتدائي الدراسى ؟ - يمكن تهيئة الطفل عن طريق الاهتمام بدخول الحضانة قبل المدرسة و ينصح من سن ثلاث سنوات، و ذلك ليعتاد الطفل على الانفصال عن المنزل، و يكتسب مهارات لغوية وعقلية وتربوية و تعليمية و اجتماعية يصعب اكتسابها فى المنزل.. وفى حالة وجود أعراض قلق لدى الطفل يمكن اكتشافها مبكرا و التعامل معها قبل الوصول لسن المدرسة. ويتم تهيئة الطفل من سن صغيرة على تقبل غياب الأم عنه لفترات قصيرة ثم يتم زيادتها بشكل تدريجى مع إلهاء الطفل باللعب مع باقى الأطفال و مكافأته فى حالة تعاونه. - أين دور المدرسة والحضانة فى تقديم وسائل تجذب هؤلاء الجدد لهذه الحياة الجديدة التى هى مجهولة لديهم ؟ - يجب أن تتمتع الحضانة والمدرسة الابتدائية بعوامل جذب تجعل الطفل الصغير يقبل على الذهاب إلى المدرسة. فينصح فى هذه السن بالاهتمام بالتعلم من خلال المشاهدة و التجربة بعيدا عن الحفظ و التلقين. كما ينصح بالتركيز على الوسائل الترفيهية الممتعة مثل الألعاب الرياضية و الموسيقى و الغناء و التمثيل والرسم المسابقات و الرحلات. وينصح بالبعد عن كل وسائل التربية و التأديب القاسية مثل التوبيخ والتعنيف و الضرب. - لماذا يرفض الطفل الذهاب إلى المدرسة بعيدًا عن سبب الانفصال عن الأبوين؟ يخاف الطفل من عدم قدرته على التعامل مع باقى الأطفال، خصوصا فى وجود إساءة أو تنمر منهم و قد يجعل هذا الطفل قلقا و حزينا و غير واثق فى نفسه، و قد يرفض الذهاب إلى المدرسة. لذلك ينصح بوضع آلية لمنع التنمر في هذه السن الصغيرة و تربية الأطفال على تقبل الاختلاف بينهم من حيث الشكل و اللون والديانة وعدم التمييز بينهم فى التعامل. - هل يظهر فى مرحلة الحضانة أن الطفل سيكون انطوائيا أو اجتماعيًا ؟ - نعم فى هذه السن الصغيرة قد تظهر بعض سمات شخصية الطفل، و لكن طبيعة الشخصية لا تكتمل إلا بعد تخطى سن المراهقة وعند الوصول لسن 18 سنة، حيث تستقر طبيعة الشخصية و يصعب بعد ذلك تغييرها إلا من خلال العلاج النفسى طويل المدى. ويعتبر اكتشاف بعض هذه السمات مثل الانطواء مفيدا للطفل فى هذه السن الصغيرة، حيث يمكن تعديل السلوكيات من قبل متخصصين من خلال برامج علاجية معينة تستهدف تفاعل الطفل فى الأسرة و المدرسة. ومن ضمن الوسائل البسيطة للتغلب على الانطواء الذهاب إلى الحضانة من سن صغيرة، و الاشتراك فى الألعاب الرياضية الجماعية أو الهوايات الأخرى التى تمارس بشكل جماعى ،و توطيد علاقة الطفل بأقاربه وزملائه، و الانضمام إلى الرحلات، و عدم انتقاد الطفل أو لفت الأنظار لسلوكه الانطوائى. - هل من الممكن وضع برامج عبر وسائل التواصل الاجتماعى يستعين بها الآباء والأمهات لغرس فكرة المدرسة والتعليم عند الصغار ؟ -لا توجد برامج على حد علمى، لكن توجد برامج لتسهيل التواصل بين المعلمة والأم والطفل حيث تكون الأم على علم بكل الأنشطة التى يقوم بها الطفل ومدى تجاوبه والصعوبات التى يواجهها. كما يمكن للطفل من خلال نفس البرنامج التواصل مع المعلمة و زملائه. و قد ازداد الاعتماد على هذه البرامج فى التواصل أثناء جائحة كورونا. - كيف نضع برنامجا واقعيا تشارك فيه الأسرة والمدرسة لتحفيز الأطفال على حب الذهاب إلى المدرسة وتجنب فكرة الخوف منها؟ - نعم... توجد بعض البرامج العلاجية التى تستهدف الأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة و تتكون من جلسات علاجية تتضمن الأب و الأم و الطفل و المعالج، تتضمن تثقيف الأبوين عن أعراض القلق لدى الطفل وكيفية تقبلها والتعامل معها. كما تتضمن تعرض الطفل لظروف مماثلة لظروف الحضانة بشكل تدريجى وتدريبة على التعامل مع الصعوبة التى تواجهه.