أمراض اضطرابات المعدة النفسية هى أقوى دليل على وجود رابط بين حالتنا النفسية وآلامنا العضوية وعلى الرغم من ان القولون العصبي هو أشهر أمراض اضطرابات المعدة النفسية الا انه ليس هو المرض الوحيد ،بل وليس هو الأخطر فقد يؤدي استمرار الشعور بالقلق والتوتر إلى قرح أو أورام فى المعدة.
يقول الدكتور حسني سلامة أستاذ أمراض الباطنة بكلية الطب القصر العيني إن الكثير من الاضطرابات النفسية تثير الجهاز العصبي المركزي وتتسبب فى إفراز هرمونات الأدرينالين والنورأدرينالين اللذان يفرزان في الجسم فى بعض حالات الخطر التي تستدعي من الجسم الرد الفعلي عليها وهذا يرجع إلى أن المعدة تحتوي على شبكة كبيرة من الأعصاب حيث تعد المعدة من أكثر الأعضاء التي تمتلك شبكة قوية من الأعصاب بعد الدماغ نفسه كما يوجد اتصال قوي بين أعصاب الدماغ والأعصاب التي تحيط بالمعدة ومن أبرز الاضطرابات وأمراض المعدة النفسية القلق النفسي،التوتر العصبي والارتباك،أنواع الانزعاج العصبي المختلفة و الاكتئاب.
ويوضح أن توجه هرمون الأدرينالين إلى المعدة يؤدي إلى زيادة تأثير حامض المعدة على الجدار فينتج عنه زيادة الشعور بالألم والتقلصات واستمرار تأثير هذه الهرمونات يساعد على تثبيط وسائل حماية المعدة من تأثير الحمض والإنزيمات مما يصيب جدار المعدة بالكثير من الأمراض مثل الالتهابات التى تؤدي إلى التقرحات.
وباستمرار الشعور بالتوتر والقلق العصبي والانزعاج النفسي بالطبع سيؤدي ذلك إلى العديد من الأعراض والمضاعفات ومن أبرز أعراض اضطرابات المعدة النفسية قرقرة المعدة،آلام المعدة والتقلصات،انتفاخ البطن المتكرر،عسر الهضم وعدم القدرة على هضم الطعام جيدا ،الغثيان والقيء،الشعور بامتلاء المعدة سريعا عند البدء في تناول الطعام،الإمساك و الشعور بالجوع بطريقة غير معتاد عليها.
وأشار حسني إلى أن اضطرابات المعدة النفسية لا تتوقف على هذا القدر من التقلبات والآلام ، بل هي بالضرورة قد تؤدي إلى العديد من التوابع إذا لم نعالج السبب فالأمر لن يتوقف على القرح فقط بل استمرار هذه التوابع يؤدى إلى زيادة عرضة الإصابة بخطر سرطانات وأورام المعدة.
كما يوضح أنه قد يكثر التعبير الشائع عن أمراض المرارة بسبب الغضب أو الانزعاج أو غيرها ولكن العامل الأكبر في الإصابة بأمراض المرارة هي الحصوات المرارية التي تؤدي إلى التهابات جدار المرارة والذي بدوره يزيد من عرضة الإصابة ببعض الأورام والعامل النفسي في أمراض المرارة يحدث بسبب ضعف قدرة الجسم على هضم الطعام واضطراب المعدة والأمعاء بالإضافة إلى الجهاز الهضمي فقد يؤثر التوتر النفسي على أعضاء وأجهزة أخرى فى الجسم ،فيسبب مشاكل جسدية أخرى مثل مشاكل التنفس، الحساسية ، التعب، ضعف التركيز، الصداع والأرق وغيرها ومع مرور الوقت قد يؤدي التوتر النفسى أيضا إلى ضعف الجهاز المناعي وأدائه الوظيفي.