ومازال كورونا يفاجأ العالم بمتحورات وطفرات جديدة له فبالتزامن مع ظهور متحور آيريس، أكتشف العلماء متحور جديد أثار ذعر العالم كله وأطلق عليه "بيرولا" فما هو هذا المتحور؟ يوضح دكتور فايد عطية أستاذ الفيروسات والمناعة أن هذا المتحور يعتبر أحد سلالات أوميكرون مثلما أعلنت منظمة الصحة العالمية،ومنذ ظهور أوميكرون كان له ٥ سلالات بداية ب BA1حتي BA5،وبيرولا يعتبر أحد سلالات BA2. ظهرت أول حالة مصابة بهذا المتحور في الدنمارك في ١٨ أغسطس ٢٠٢٣،تليها حالتين في جنوب إفريقيا ثم حالتين في إنجلترا،وحتي الآن ظهر في ٤ قارات وفي ١٦ دولة. وأهم ما يميزه أولا اكتشاف العلماء ٣٠ تغير جيني علي سطح سبايك بروتين،وهذا البروتين مهم جدا للفيروس ومهم لتصنيع اللقاحات وفاعليتها وايضا هام جدا لكفاءة الجهاز المناعي للتعرف علي الفيروس،ووجود ٣٠ طفرة سيجعل الفيروس يرتبط بشدة علي سطح الخلايا البشرية وأيضا يتيح الهروب من كفاءة الجهاز المناعي وبالتالي يقلل من فاعلية اللقاحات المتاحة حاليا،وهذا شئ يدعو للحذر ويدعو أيضا لمزيد من الدراسة. ثانيا أنه سريع الانتشار مثله مثل أوميكرون فنحن نتحدث عن ٤ أضعاف انتشار كورونا العادي،وترجع سرعة انتشاره لكثرة الطفرات مما سيؤدي إلي زيادة عدد الحالات المصابة في الفترة القادمة وخاصة عند بداية فصل الشتاء،وحتي الآن لم يثبت أنه أشد خطورة أو أكثر حدة من كل متحورات كورونا السابقة،فهو مازال يخضع للدراسة من منظمة الصحة العالمية ومن المنظمات الطبية المختلفة،ووجود هذا العدد من الطفرات سيعمل أيضا علي إعادة النظر في فاعلية اللقاحات الموجودة حاليا وربما سيكون هناك جرعة تنشيطية لتحفيز الجهاز المناعى. أما أعراضه فهي تشبه أعراض البرد والانفلونزا وهي السعال المستمر،ارتفاع درجة الحرارة،الكحة،ضيق التنفس،آلام العضلات،الصداع المستمر،بعض الحالات كانت تعاني من سيلان الأنف والزكام الشديد،وحالات آخري فقدت حاسة الشم والتذوق. وفي حالة شعور أي شخص بهذه الأعراض يفضل عدم التهاون والذهاب للطبيب المختص وحصوله علي العلاج المناسب للحالة لنتفادي انتقال العدوي لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والأمراض المناعية وكذلك الأطفال لأنهم أكثر الفئات عرضة للإصابة بالمضاعفات. ومعظم الحالات الموجودة حاليا يتم علاجها عن طريق العزل والراحة التامة مع التغذية السليمة وشرب السوائل الدافئة. ويجب الأخذ في الاعتبار أن فيروس كورونا شديد التحور وسريع الانتشار في الغالب يظهر متحور جديد أسبوعيا وبالطبع يصعب التحكم في هذا التحور ولكن يسهل التحكم والحد من الانتشار من خلال اتباع الإجراءات الوقائية وارتداء الكمامة.