6-1-2024 | 10:01
كتب: أحمد عبدالعزيز
التهاب الزائدة حالة تصاب فيها الزائدة بالتورم والالتهاب، والزائدة هي كيس على شكل إصبع بارز من القولون في أسفل المنطقة اليمنى من البطن، فما قصة هذا الالتهاب وكيف يمكن تجنبه؟
تقول الدكتورة آمال التهامي استشاري الباطنة إن التهاب الزائدة يسبب ألمًا في الجزء السفلي الأيمن من البطن، غير أن الألم يبدأ لدى معظم الأشخاص حول السُّرة ثم ينتقل، ومع تفاقم الالتهاب؛ يزداد ألم التهاب الزائدة عادةً ليصبح حادًا وخطيرًا.
وقد يكون التهاب الزائدة الدودية ناتجًا عن انسداد في بطانتها، وربما يكون هذا الانسداد سببًا في الإصابة بعدوى، ومن ثم تتكاثر البكتيريا بسرعة؛ ما يؤدي إلى التهاب الزائدة الدودية وتورمها وامتلائها بالصديد. وقد تنفجر الزائدة الدودية الملتهبة إذا لم تُعالج في الحال، ويمكن أن يسبب التهاب الزائدة حدوث مضاعفات خطيرة، مثل:
- انفجار الزائدة: يؤدي انفجار أو تمزق الزائدة إلى نشر العَدوى في البطن، وهي حالة تسمى التهاب الصفاق، هذه الحالة قد تهدد الحياة وتتطلب جراحة فورية لإزالة الزائدة وتنظيف تجويف البطن.
- تكَوُّن تجويف مملوء بالصديد في البطن: إذا انفجرت الزائدة فيمكن أن تصاب بتجويف مملوء بالعَدوى يسمى الخراج، وفي معظم الحالات يقوم الجراح بتصريف الخراج عن طريق وضع أنبوب في الخراج من خلال جدار البطن. يُترك الأنبوب في مكانه لمدة أسبوعين تقريبًا، وتُعطى مضادات حيوية لعلاج العدوى.
وبمجرد أن تُعالج العَدوى، ستخضع لجراحة لاستئصال الزائدة. وفي بعض الحالات، يُصرَّف الخراج وتُزال الزائدة فورًا
قد تشمل أعراض التهاب الزائدة الدودية:
- الشعور بألم مفاجئ يبدأ من المنطقة المحيطة بالسرة وغالبًا ينتقل إلى أسفل الجانب الأيمن للبطن.
- الشعور بألم يتفاقم عند السعال أو المشي أو أداء حركات مفاجئة أخرى.
- الغثيان والقيء.
- فقدان الشهية.
- الإصابة بحُمّى خفيفة قد تزداد مع تفاقم المرض.
- الإمساك أو الإسهال.
- انتفاخ البطن.
- الغازات.
قد يختلف مكان الألم حسب العمر وموضع الزائدة الدودية، وفي حال الحمل قد يبدو أن الألم يأتي من أعلى البطن لأن موضع الزائدة الدودية يرتفع أثناء الحمل.
و تقول الدكتورة أماني عبد المقصود استشاري الكبد والكلى والجهاز الهضمي إن الزائدة الدودية تكون على شكل أنبوب صغير يشبه الإصبع يقع عند نقطة التقاء الأمعاء الغليظة بالأمعاء الدقيقة، عِلماً بأنه لا توجد للزائدة وظيفة معروفة ومحددة.
ولا يزال سبب التهاب الزائدة الدودية لدى بعض الناس مجهولاً ولكن حدوثه يستدعي العناية الطبية الفورية، ويعدّ التهاب الزائدة الدودية السبب الأكثر شيوعاً لجراحة البطن بين الأطفال، إذ تشير الإحصائيات إلى أنّ أربعة من كل ألف طفل دون سنّ الرابعة عشر يخضعون لجراحة استئصال الزائدة الدودية، لكن هذا الالتهاب نادر ما يحدث بين الأطفال دون سنّ العامين، لكنه غالباً ما يصيب الأشخاص ما بين سنّ 15-30 عاماً، كما أنه أكثر انتشاراً لدى الرجال مقارنة بالنساء.
تشمل أعراض هذا الالتهاب ما يلي:
- الشعور بالغثيان، والتقيؤ.
- الشعور بألمٍ عند لمس أسفل الجهة اليمنى من البطن.
- الشعور بآلام في البطن عادةً ما تكون في منتصف البطن فوق السرة ثمَّ يتحول الألم إلى أسفل الجهة اليمنى من البطن، ويشتد عند التحرك أو التنفس بعمق أو السعال أو العطس.
- ارتفاع قليل في درجة الحرارة لأدنى من 38.8 درجة مئوية.
- احتباس الغازات في الجسم.
- الإصابة بالإسهال وبالإمساك وفقدان الشهية للطعام.
وعند ظهور أعراض التهاب الزائدة الدودية، على المريض الامتناع عن أخذ العقاقير المسهّلة أو الحقن الشرجية لغرض التخفيف من الإمساك لأن هذه الأدوية قد تسبب انفجار الزائدة الدودية، كما عليه تجنّب الأدوية المسكّنة للألم لأنها قد تخفي الأعراض التي تساعد الطبيب على تشخيص الحالة المَرَضية، وبعد تأكيد إصابة المريض بالتهاب الزائدة الدودية يقرر الطبيب إدخاله إلى المستشفى للمراقبة والعلاج أو العودة للمنزل.
- في حال إدخال المريض إلى المستشفى يخضع المريض للمراقبة الدقيقة لمدة تتراوح ما بين 12-24 ساعة؛ للبتّ فيما إذا كانت العملية الجراحية لازمة. فإذا كانت الأعراض شديدة للغاية تستأصل الزائدة على الفور بعملية جراحية خاصة.
كما يمكن استئصال الزائدة الدودية بتنظير البطن بأقلّ تدخُل جراحي ممكن، حيث يتم إحداث 5-6 شقوق صغيرة في البطن بطول 0.5-1 سم وإدخال المنظار والأدوات الجراحية عبر هذه الشقوق. ومن إيجابيات هذا النوع من العمليات الجراحية صغر حجم الشقوق، وتقليل احتمال إصابة المريض بالالتهاب، والحد من الألم، وصغر النُدَب وسرعة الشفاء.
ويعد استئصال الزائدة الدودية الملتهبة قبل تمزّقها غايةً في الأهمية، فإذا تمزُّقت قد ينتقل الالتهاب إلى البطن مما يؤدي إلى الإصابة بالتهاب الصّفاق (أو البريتون) وهو التهاب الغشاء المبطن لتجويف البطن، كما يمكن أن يؤدي التمزّق إلى تشكّل خرّاج (أي التهاب) قرب المنطقة التي تمزّقت فيها الزائدة الدودية، الأمر الذي يحتم على الطبيب ترك أنبوب التصريف في البطن لبضعة أيام بعد انتهاء العملية الجراحية للتخلص من السوائل.
ويقوم الطبيب بعد العملية الجراحية بوصف مضادات حيوية للمريض لمدة 24 ساعة أو أكثر ويعتمد ذلك على حالة الزائدة الدودية والمناطق التي تأثرت بها.
ولا يُقدَّم للمريض عادة أي طعام أو شراب في اليوم الأول بعد إجراء العملية الجراحية، وبعد ذلك يسمح الطبيب له بشُرب رشفات من الماء ثم السوائل الصافية وبعدها بعض الطعام الصلب إلى أن يتمكن من هضم الطعام بشكلٍ طبيعي.
- في حال عودة المريض إلى المنزل يجب الآتي:
- الامتناع عن أخذ الأدوية المُسكّنة للألم لأنها لا تسهل معرفة ما إذا كان الألم الناجم عن التهاب الزائدة الدودية في حالة تحسن أو تفاقم.
- الامتناع عن الحقن الشرجية والمُسهلّات لأنها تزيد من خطر تمزّق الزائدة الدودية.
- قياس درجة حرارة الجسم كل ساعتين وتدوينها في سجلٍ خاص ليطّلع الطبيب عليه عند مُراجعته.
- الامتناع عن أخذ المضادات الحيوية إلا إذا كانت متاحة بوصفةٍ من الطبيب.
- الاتصال بالطبيب لدى ملاحظة أية تغيّرات على المريض.
- قد يُطلب من المريض إحضار عيّنة بول معه عند رجوعه إلى المستشفى خلال 24 ساعة لإجراء فحص آخر.
- الامتناع عن جميع المأكولات والمشروبات عند العودة لإجراء فحص آخر.