2-3-2024 | 08:56
إيهاب سلامة
المضادات الحيوية من الأدوية المهمة، وتعمل العديد من المضادات الحيوية على علاج العدوى التي تسببها البكتيريا (حالات العدوى البكتيرية) بنجاح، كما تعمل على منع انتشار الأمراض إضافةً إلى أنها تقلل المضاعفات المرضية الخطيرة.
لكن بعض المضادات الحيوية المستخدمة بوصفها علاجات أساسية لحالات العدوى البكتيرية صارت لا تؤدي وظيفتها الآن كما ينبغي، وبعض هذه الأدوية لا تنجح تمامًا في التصدي لبعض أنواع البكتيريا، وعندما لا ينجح أحد المضادات الحيوية في التصدي لسلالات بكتيريا معينة، تُعرف هذه البكتيريا بأنها مقاوِمة للمضادات الحيوية، وقد صارت مقاومة المضادات الحيوية إحدى أكثر المشكلات إلحاحًا على مستوى العالم، وتعالوا معنا نبحر فى عالم المضادات الحيوية.
يؤكد الدكتور وائل صلاح استشاري الحالات الحرجة وطب الطوارئ أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية وإساءة استخدامها عاملان رئيسيان في مقاومة المضادات الحيوية، وقد يساعد متخصصوا الرعاية الصحية والمستشفيات على حدٍ سواء في ضمان استخدام الأدوية استخدامًا صحيحًا، ومن شأن هذا أن يقلل تزايد مقاومة المضادات الحيوية.
والذي يتسبب في مقاومة المضادات الحيوية هو أن هناك بكتيريا تقاوم العلاج إذا ما تغيّرت بشكل ما فقد يحمي التغيير البكتيريا من تأثيرات الدواء أو يحد من وصول الدواء إليها، أو قد يتسبب التغيير في البكتيريا في تغيير الدواء نفسه أو تدميره، ويمكن أن تتكاثر البكتيريا التي تنجو من علاج المضادات الحيوية وتنقل خصائص المقاومة للمضاد الحيوي، يمكن كذلك لبعض البكتيريا أن تنقل خصائص مقاومة الدواء إلى بكتيريا أخرى، وكأنها تمرر نصائح كي تساعد غيرها على النجاة.
وتطور البكتيريا المقاومة للدواء حقيقة طبيعية ومتوقعة، ولكن تؤثر طريقة استخدام الأدوية على مدى سرعة حدوث المقاومة ودرجة هذه المقاومة.
يُسبب الإفراط في استخدام المضادات الحيوية —خاصة عندما لا تكون هي العلاج الصحيح— زيادة مقاومة المضادات الحيوية، ووفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن حوالي ثلث حالات استخدام البَشر للمضادات الحيوية ليس ضروريًا أو مناسبًا.
وتعالج المضادات الحيوية العَدوى الناتجة عن البكتيريا، ولكنها لا تعالج العدوى الناتجة عن الفيروسات (العَدوى الفيروسية)، فعلى سبيل المثال، المضاد الحيوي هو العلاج الصحيح لالتهاب الحلق العقدي الذي تسببه البكتيريا، ولكنه ليس العلاج الصحيح لمعظم التهابات الحلق، والتي تسببها الفيروسات.
وتشمل أنواع العَدوى الفيروسية الشائعة الأخرى التي لا يساعد استخدام المضادات الحيوية في علاجها ما يلي:
- نزلات الزكام أو سيلان الأنف
- الإنفلونزا
- التهاب القصبات
- معظم أنواع السعال
بعض التهابات الأذن
- بعض التهابات الجيوب الأنفية
- إنفلونزا المعدة
- مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد 19)
ويؤكد الدكتور وائل صلاح إن تناوُل مضاد حيوي في حال وجود عَدوى فيروسية لن يشفي العَدوى ولن يحمي الآخرين من الإصابة بالمرض ولن يساعدك في الشعور بالتحسن أنت أو طفلك بل قد يُسبب آثارًا جانبية غير ضرورية وضارة ويُسبب زيادة مقاومة المضادات الحيوية
بمعنى انه إذا أخذت مضادًا حيويًا وأنت مصاب بعَدوى فيروسية، فإن المضاد الحيوي يهاجم البكتيريا الموجودة في جسمك، وهي بكتيريا مفيدة أو لا تسبب المرض، وقد يُسبب هذا العلاج غير الصحيح تعزيز الخصائص المقاومة للمضادات الحيوية في البكتيريا غير الضارة، والتي يمكن أن تشارك تلك الخصائص مع البكتيريا الأخرى، أو قد يتيح فرصة لأن تحل بكتيريا ربما تكون ضارة محل البكتيريا غير الضارة.
من المغري التوقف عن تناول المضاد الحيوي فور الشعور بتحسن، غير أنه يجب عليك تناول العلاج الكامل لقتل البكتيريا المسببة للمرض، فإذا لم تتناول المضاد الحيوي كما هو موصوف طبيًا لك، فقد تحتاج إلى بدء العلاج مرة أخرى لاحقًا، وإذا توقفت عن تناوله، فقد يُسبب ذلك أيضًا انتشار خصائص مقاومة المضادات الحيوية بين البكتيريا الضارة.
كما يوضح الدكتور وائل آثار مقاومة المضادات الحيوية حين يقول إنه على مدار سنوات عديدة، كان استحداث المضادات الحيوية متفوقًا دائمًا على اكتساب مقاومة لها، لكن في السنوات الأخيرة أدت سرعة وتيرة مقاومة الأدوية إلى تزايد في عدد مشكلات الرعاية الصحية.
ففي كل عام تحدث في الولايات المتحدة أكثر من 2.8 مليون حالة عدوى نتيجة لبكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية تتسبب في حدوث 35 ألف حالة وفاة.
ومن النتائج الأخرى لحالات العدوى المقاومة للأدوية: زيادة حدة المرض وطول فترة التعافي، وزيادة وتيرة التردد على المستشفيات أو المكوث بها لفترات أطول، وزيادة عدد الزيارات إلى الأطباء وعلاجات أعلى تكلفة، مؤكدا أن استخدام المضادات الحيوية الصحيح التي يُطلق عليه غالبًا إدارة المضادات الحيوية يمكن أن يساعد في:
- الحفاظ على فعالية المضادات الحيوية الحالية.
- تمديد العمر الافتراضي للمضادات الحيوية الحالية وحماية الأشخاص من العَدوى المقاومة للمضادات الحيوية.
- وتجنب الآثار الجانبية الناتجة عن استخدام المضادات الحيوية بطريقة غير صحيحة.
وقد طبّقت العديد من المستشفيات والجمعيات الطبية إرشادات جديدة لتشخيص وعلاج العَدوى. وُضعت هذه الإرشادات لضمان تقديم علاجات فعّالة للعدوى الفيروسية وتقليل الاستخدام غير الصحيح للمضادات الحيوية.
ويؤدي الجمهور أيضًا دورًا في إدارة المضادات الحيوية. يمكنك المساعدة على تقليل تطور مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية من خلال اتخاذ الخطوات التالية:
- لا تضغط على الطبيب لإعطائك وصفة طبية تتضمن مضادًا حيويًا. اطلب نصائح من الطبيب بشأن كيفية علاج الأعراض.
- اغسل يديك بالصابون والماء بانتظام لمدة 20 ثانية على الأقل. نظّف أي جروح أو خدوش لتجنب العدوى البكتيرية التي تحتاج إلى علاج بالمضادات الحيوية.
- الحصول على جميع اللقاحات الموصى بها.
- تحمي بعض التطعيمات من العدوى البكتيرية، مثل الخناق والسعال الديكي.
- تحقق أيضًا لمعرفة ما إذا كنت بحاجةٍ إلى الحصول على أي لقاحات قبل السفر.
- قلّل من خطر إصابتك بعَدوى بكتيرية تنتشر بالغذاء.
- لا تتناول الحليب الخام واغسل يديك قبل تحضير الطعام وقبل الأكل.
- جهّز الأطعمة بدرجة حرارة داخلية آمنة.
- استخدم المضادات الحيوية وفق تعليمات الطبيب فقط وتناول الكمية اليومية الموصوفة طبيًا.
- أكمل العلاج بالكامل وأخبر الطبيب إذا كانت لديكِ أي آثار جانبية.
- لا تتناول مطلقًا المضادات الحيوية المتبقية لمرض لاحق، فقد لا تكون مناسبة لعلاج المرض الحالي، ومن المحتمل ألاّ تتضمن دورة علاج كاملة.
- لا تتناول المضادات الحيوية الموصوفة لشخص آخر مطلقًا أو تدع أي شخص آخر يتناول مضاداتك الحيوية.