13-3-2024 | 14:30
أحمد عبدالعزيز
لاشك أن لشهر رمضان فضائل كثيرة ، و لكن فى نفس الوقت أباح الله الإفطار في هذا الشهر طالما كان هناك عذر صحي لزم ذلك، و هذا ما ينطبق على بعض الأمراض و نخص منها مرضى الكبد أكثر الأمراض تأثيرا بالصيام دون غيرهم و هم الذين يحتاجون إلى نظام غذائى معين بعد الصوم أو عدم الصيام.
عن كل تساؤلات مرضى الكبد تقول الدكتورة آمال التهامى أخصائى الباطنة و السكر و التغذية: إن أمراض الكبد تتمثل فى أشكال و أنواع مختلفة منها الكبد الدهنى و الفيروسات الكبدية مثل فيرس a-b-c و التليف الكبدى و مرض التضخم الكبدى و الطحال و كل مرض من تلك الأمراض له تعامل خاص سواء من ناحية التغذية أو من ناحية الصيام فى شهر رمضان، و هذا يختلف من شخص لآخر نظرا لاختلاف طبيعة الجسم من مريض لآخر.
ويستطيع أغلبية مرضى الكبد أن يصوموا بصورة طبيعية ما لم توجد مضاعفات تمنع ذلك، و التى تتمثل فى هبوط حاد فى الوزن و ارتفاع حاد فى وظائف الكبد عن النسبة الطبيعية، و أيضا الأعراض التى تصاحب فيرس سى من ضعف عام و تليف فى الكبد ، و هذا يظهر فى التحاليل الخاصة بوظائف الكبد، و هنا نمنع المريض تماما من الصيام نظرا لخطورة ذلك عليه و الشاهد هنا فيما يتعلق بمرضى الكبد فى أشكاله المختلفة هو ضرورة المتابعة مع الطبيب المختص، و الذى بدوره ينظر إلى حالة المريض العامة و نقوم بعمل تحاليل و فحوصات كالسونار و غيره للوقوف على نظام غذائى مناسب للمريض.
الصيام يختلف من مريض لآخر ومن شكل لآخر و النسب المناسبة من مختلف الأطعمة و المشروبات الواجب الالتزام بها فى هذا الشهر مثل نسب البروتينات و نسب السعرات الحرارية و نسب شرب المياه بكمية كافية مع الأخذ فى الاعتبار أيضا الأمراض المصاحبة لمرضى الكبد كالضغط و السكر و غيرهم و نحن دائما ما ننصح بالرياضة بالنسبة لمرضى الكبد خاصة و مختلف الأمراض بصفة عامة، لأن ممارسة الرياضة تعمل بدورها على إخراج منتجات الأكسدة و الدهون من الجسم و خاصة دهون الكبد، و أيضا الحرص على تناول الخضراوات و الفواكه الطازجة فى شهر رمضان، لأن ذلك يساعدنا على تسيير عملية الهضم لأنه من الضرورى جدا تفادى الإمساك فى شهر رمضان لأنه من أحد المشاكل التى تسبب مضاعفات فى عملية الهضم و بناء عليه مشاكل فى الكبد، و هناك بعض الأطعمة الخاصة برمضان مثل القراصيا تحسن من عملية الهضم بمعدل حبتين قبل تناول الإفطار .
و توضح لنا الدكتورة أمانى عبدالمقصود أستاذ الباطنة و الجهاز الهضمى و الكبد أننا نقسم مرضى الكبد إلى ثلاثة أقسام أ و ب و ج و يعتبر مريض القسم (أ) يحتفظ بكبد سليم و أيضا محتفظ بوظائف كبد سليمة و تعمل بشكل طبيعى و يكون لديه تليف بسيط شكلا فى هذه الحالة نسمح لهذا المريض بالصيام بشكل طبيعى مع أخذ النسبة المناسبة للسوائل بعد الإفطار، مع أيضا متابعة الطبيب المختص إذا كان يعانى من أية أمراض أخرى مصاحبة لأمراض الكبد أما عن القسم (ب) و الذى يعانى من تليف فى الكبد و لكن ليس بالأمر الخطير و هنا يتوقف الأمر على رؤية الطبيب فى مدى سير المسالك و المدرات البولية بشكل طبيعى و عدم تأثير فترة الصيام على برنامج العلاج الخاص ب لأن مشكلة الصيام مع مرض ذلك القسم هو عدم تحمل الصيام لمدة من خمس إلى ست ساعات، و هذا ما توصلت إليه مختلف الأبحاث العلمية و لأنه أيضا ملتزم بعقاقير خاصة بالمدرات البولية بشكل دورى و ملتزم أيضا بضرورة انتظام عمل الجهاز الهضمى بشكل طبيعى، أما عن القسم الثالت (ج) و هذا المريض يكون لديه تورم وتليف شبه كامل فى الكبد وهنا من الصعب جدا صيام هذا المريض نظرا لأن الصيام سيؤدى إلى جفاف السوائل فى الجسم و الدم و الذى من الممكن أن يصاب المريض بغيبوبة و يسبب هبوطا فى الضغط و حدوث نزيف فى دوالى المرئ و يصاحب هذا القسم أعراض مختلفة من ضمنها الاستقساء و تورم فى القدمين و سيولة فى الدم و بقع حمراء تحت الجلد و تضخم فى الطحال.