مرض الجذام مرض معد ومقلق لكل إنسان يُصاب به أو يحيط بمن يُصاب به، ولأن هناك الكثير من الغموض يحيط بهذا المرض ومرضاه، نحاول فى هذا الموضوع معرفة هذا المرض وأسباب الإصابة به وكيفية الوقاية منه، وكذلك كيفية التعامل مع المريض المصاب بهذا المرض.
كما سنتعرف على مراحل علاجه خلال هذا الحوار مع الأستاذة الدكتورة حنان صالح أستاذ ورئيس قسم الأمراض الجلدية والتناسلية والذكورة والعقم بكلية الطب جامعة عين شمس. إلى نص الحوار.
بداية ما هو مرض الجذام ؟
مرض الجذام مرض معد مزمن ويصيب الأعصاب والجلد ومن الممكن أن يصيب كل أعضاء الجسم ماعدا الغدة الكظرية، وإذا لم يتم العلاج يؤدى إلى تلف الأعصاب والعضلات وأعضاء الجسم .
ويعد مرض الجذام من الأمراض الجلدية القديمة، حيث وجدت شهادات تؤكد إنه كان يصيب الإنسان فى الصين والهند ومصر، وكان يتم تجنب المريض المصاب لأنه معد ..
وماذا عن أسباب المرض؟
سبب المرض هو مرض بكتيري يسمى هانسن نسبة إلى الطبيب Hansson الذى اكتشفه .
وينتقل عن طريق مخاط الشخص المصاب وهو ليس شديد العدوى ويحتاج إلى وقت طويل للاتصال المتكرر بالمخاط المصاب.
ويحدث المرض نتيجة الإصابة ببكتيريا المتفطرة الجذامية والتي تنتقل من خلال ملامسة الإفرازات المخاطية للشخص المصاب بالعدوى أو يحدث هذا عادة عندما يعطس المريض المصاب بالجذام أو يسعل، إلا أنه ليس شديد العدوى فهو يحتاج الاتصال المتكرر والوثيق بالمخاط للإصابة به، كما إنه لا ينتشر عن طريق الاتصال العارض مع شخص مصاب مثل: المصافحة أو العناق أو الجلوس بجانبهم فى الحافلة، ولا ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي أيضا..
وماذا عن أعراض مرض الجذام...؟
يستهدف مرض الجذام الجلد والأعصاب، حيث الأعصاب الطرفية والتي تضرب العين والأنسجة الرقيقة داخل الأنف، لذلك يتمثل العرض الأساسي لمرض الجذام فى تشوهات الجلد والتقرحات الشديدة والتي تستمر لعدة أسابيع وحتى شهور ..
أما تلف الأعصاب فقد يؤدي إلى فقدان الشعور فى الذراعين أو الساقين وضعف العضلات
وفى الواقع فإن تطور بكتيريا المتفطرة الجذامية بطيء، لذلك فقد يستغرق ظهور الأعراض من 3 إلى 5 سنوات عند بعض المرضى منذ ملامسة البكتيريا .
وما أنواع مرض الجذام الذي يصيب الإنسان ؟
تختلف أنواع مرض الجذام حيث يقتضي كل نوع علاجا مختلفا عن الآخر وينتج عنه أعراض مختلفة
فهناك الجذام الدرني ويظهر على شكل بقعة أو عدة بقع تصيب الجلد، حيث يكون لونها شاحبا، ويصبح الجلد على شكل القشريات ويسبب تلف الأعصاب تحت الجلد المصاب، لذلك فقد يشعر المصاب به بالخدر فى الجلد ، إلا أن هذا النوع من الجذام قد يكون الأقل انتشارا من بين الأنواع الأخرى ..
الجذام الورمي وهذا النوع من مرض الجذام يعد أكثر حدة حيث إنه ينتشر على نطاق واسع فى الجلد والطفح الجلدي ويرافقه شعور شديد بالخدر وضعف العضلات ..
وقد يتفاقم الجذام الورمي حتى يستهدف الأنف والكلى والجهاز التناسلي الذكري وهو أقوى من حيث انتقال العدوى.
الجذام الحدي ويعاني مريض هذا النوع بنفس أعراض النوعين السابقين من المرض ..
كيف يمكن تشخيص هذا المرض عند الإنسان المصاب به؟
- يأتي التشخيص من خلال الأعراض وهي الطفح الجلدي الذي يعاني منه المريض، حيث يلجأ الطبيب إلى أخذ عينة أو جرعة منها وإرسالها إلى المختبر لفحصها أو يستخدم الطبيب اختبار مسحة الجلد الذي يجمع البكتيريا فوقه. وفى المختبر يقوم الطبيب بالكشف عن أي نوع من البكتيريا تنمو على الجلد وبالتالي يكون الفحص.
كيف يمكن وقاية الإنسان من هذا المرض ؟
يجب عدم مخالطة الشخص المصاب ،وعدم استخدام أدواته، تطهير ونظافة المكان جيدا مع تهويته، علاج الشخص المصاب حتى تموت البكتيريا ويصبح غير معد.
وما هي مستعمرة مرضى الجذام .. وكيف يتم علاج المريض بها.. وكذلك عدد المرضى بها؟
هو مستشفى يوجد به حوالى ٥٦٢ مريضا يتلقون العلاج والدواء وهو يبعد عن القاهرة بحوالي ٣٥ كيلو، وهو يتكون من ثلاثة عنابر: العنبر الأول للرجال، والعنبر الثانى للنساء، والثالث للعاملين فيها.
.
والمرضى يتلقون العلاج فى صورة عقاقير حسب منظومة الصحة العالمية(WHO)
وعند تناول العلاج ينقسم المرضى إلى قسمين:
* قسم الموجب (يوجد الميكروب البكتيري فى المخاط بكثرة) ويتناول المريض الدواء لمده سنتين أو حتى تصبح التحاليل سلبية، ويتم عمل التحاليل ثلاث مرات للتأكد من خلو المريض من الإصابة.
* القسم الثاني للمرضى ذوي المناعة القوية وعدد الميكروب قليل؛ هؤلاء المرضى غير معديين ويمكن تلقى علاجهم بالمنزل، وعادة فترة العلاج ستة أشهر
وما مضاعفات مرض الجذام ؟
- هذا المرض إن لم يعالج جيدا أو كان المريض مناعته ضعيفة سوف تظهر عليه المضاعفات فى صورة تلف فى الأعصاب، وهذا التلف يؤدي إلى عدم الإحساس بكل العوامل الخارجية فى الأماكن المصابة نتيجة تلف الأعصاب مما يؤدي إلى وجود قرح فى الأماكن المصابة وخاصة فى الأطراف، كما يؤدي إلى ضمور العضلات ويجعله غير قادر على الحركة فى المراحل المتقدمة من المرض، كما إنه يصيب الأعضاء الداخلية مثل: الكبد والطحال والعين وقد يؤدي إلى فقدان البصر ، وكذلك يحدث تشوه فى الوجه غير قابل للعلاج، وضعف الانتصاب أو العقم عند الرجال وفشل كلوي، ظهور تلف دائم داخل الأنف مما يؤدي لانسداد مزمن ونزيف به، تلف دائم للأعصاب الطرفية حيث يصبح المريض غير قادر على الشعور بأطرافه مما يؤدي إلى إيذاء نفسه سواء بالحروق أو الجروح .
لذلك من الضروري عدم التقصير فى علاج مرضى الجذام لتجنب الوصول إلى هذه المضاعفات الخطيرة والصعبة للمرضى ...
وماذا عن علاج هذا المرض؟
خلال السنوات العشرين الأخيرة تم شفاء ما يقرب من 16 مليون شخص على مستوى العالم، حيث توفر منظمة الصحة العالمية علاجا مجانا لكل مصاب.
ويعتمد العلاج على نوع مرض الجذام المصاب به الشخص، وتستخدم المضادات الحيوية ويمتد العلاج بها من 6 شهور حتى سنة وفى الحالات الصعبة تستخدم لفترة أطول.