من أجل مجتمع خالٍ من الانبعاثات الكربونية الضارة وحماية البيئة من وقود يعتمد على النفط والفحم ولمكافحة الاحتباس الحراري تتجه مصر والعالم الأن نحو تفعيل مايسمى بالطاقة النظيفة . حيث تستعد مصر إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر أهم أحد منتجات الطاقة النظيفة ، وذلك نظرًا لأهميته وتوجه دول العالم نحو مشروعات تخص تلك الطاقة ، ولأن الهيدروجين الأخضر لاتنبعث منه غازات كربونية ضارة وملوثة مثل استخدام الوقود الأحفوري سواء أثناء الاحتراق أو أثناء الإنتاج، لذا كان التوجه لانتاج الهيدروجين الأخضر والتوسع فيه لتحقيق مجموعة من الأهداف الهامة للدولة منها انعكاس ذلك على خفض الانبعاثات الكربونية الضارة على صحة المصريين ولحماية البيئة وبهدف استغلال الإمكانيات العالية من الطاقة المتجددة لدينا وبتكلفة منخفضة.
الهيدروجين الأخضر هو عبارة عن وقود خالي من الكربون إذ يعتمد على إزالة الكربون لتقليص نسبته في الهواء، ويتم انتاجه عند استخدام الكهرباء المولدة من طاقات نظيفة ومتجددة مثل (الرياح، والطاقة الشمسية، والطاقة الهيدرومائية) ومن خلال عملية التحليل الكهربائي وذلك بهدف تقسيم الماء إلى مكوناته، الهيدروجين والأكسجين، ودون أي نواتج ثانوية وفي هذه الحالة تكون عملية إنتاج الهيدروجين المولد للطاقة النظيفة خاليا من الكربون وأي ملوثات للهواء.
وبالنسبة لاستخداماته فهى كثيرة ومهمة حيث يمكن تحويل الهيدروجين الأخضر إلى كهرباء أو غاز اصطناعي واستخدامه للأغراض المنزلية أو التجارية أو الصناعية أو التنقل بدون أي ملوثات للجو أو للصحة العامة، وفى حالة استخدامه على نطاق واسع حول العالم ، فمن المتوقع أنه بحلول عام 2030 سيكون الهيدروجين الأخضر قادر على إنقاذ العالم من زيادة الاحتباس الحرارى وبديل آمن ومهم للطاقة النظيفة أكثر بمراحل من الوقود الأحفوري الحالي والذي يعتمد على النفط والفحم
وبالتالي يُعد الهيدروجين الأخضر هو وقود المستقبل ومصدر طاقة صديقاً للبيئة، والقائد الحقيقي للموجة الثانية من مرحلة تحول الطاقة العالمية .
كما يُعد إحدى المواد الخام التي يسهل نقلها وتخزينها، بل ويُمكن مزجه مع الغاز الطبيعي بمعدل يصل إلى 20%، بالإضافة الى استخدامه مع أنابيب الغاز والبنية التحتية ، كما يترتب على انتشار الهيدروجين الأخضر انخفاض أسعار الطاقة الكهربائية النظيفة التي لا تحتوي على أي انبعاثات ملوثة.
ويُعد الهيدروجين الأخضر العنصر الأكثر انتشاراً على وجه الأرض، ومن ثم فله العديد من الإمكانيات الابتكارية الكبيرة، وعلى سبيل المثال استخدامه في الوقود، أو كسائل تبريد، وتوليد الكهرباء، والحرارة، إلخ..
يذكر أن مستجدات الأوضاع الراهنة عالميًّا عجلت بتبني الدول والشركات الأوروبية الكبرى لمشروعات الطاقة النظيفة خاصة الهيدروجين الأخضر لخفض الانبعاثات الكربونية الخطيرة الأثر على دول العالم كافة.
وأخيرا نذكر ببعض ماذكره الرئيس عبدالفتاح السيسى بقمة الأمم المتحدة للتغيرات المناخية الأخير حيث أكد سيادته: ا ان مصر بادرت باتخاذ خطوات جادة لتطبيق نموذج تنموي مستدام، يأتي تغير المناخ والتكيف مع آثاره في القلب منه، ويهدف إلى الوصول بنسبة المشروعات الخضراء الممولة حكومياً إلى 50% بحلول 2025 و100% بحلول 2030 فعلى سبيل المثال، تمثل مصادر الطاقة المتجددة اليوم نحو 20% من مزيج الطاقة في مصر، ونعمل على وصولها إلى 42% بحلول 2035» .