الجمعة 22 نوفمبر 2024

قواعد تناول الفاكهة لمرضى السكري!

قواعد تناول الفاكهة لمرضى السكري

10-8-2022 | 09:23

كتبت: هند عطاالله
يحتار مرضى السكري كثيرا مع تناول الفواكه، فبعضهم يرفض تناولها خوفا من مخاطرها على نسبة السكر في الدم، وهناك من يتناولها بدون محاذير، ترى ما الأسلوب الأمثل لتعامل مريض السكر مع حدّوتة الفاكهة؟. الدكتورة سماح أحمد عبد المحسن استشاري أمراض الباطنة والغدد الصماء والسكر توضح أن هناك معتقدا خاطئا منتشرا عن مرضى السكر «أنه لا يجب عليهم تناول الفاكهة «وهذا غير صحيح، لأن الفاكهة في حد ذاتها مفيدة لمرضى السكر، فتناول الفاكهة من مرتين إلى ثلاث مرات يومياً لمريض السكر تعد خطوة صحية جدا، ولكن هناك بعض المحاذير التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار. توضح أن الفاكهة من أفضل المصادر الغذائية؛ للحصول على مضادات الأكسدة والمعادن والفيتامينات والألياف؛ لذا فإن تناول الفاكهة له فوائد متعددة لمرضى السكري، ولكن يجب على مريض السكر انتقاء الفاكهة ذات المعدل الجلايسيمي المنخفض أقل من ٥٥ والمنخفضة في الحمل الجلايسيمي ( أقل من ١٠) بمعنى أنها لا تؤدي إلى ارتفاع السكر بشكل كبير وسريع بالدم. ومن أهم هذه الفاكهة التفاح والتوت والكريز والعنب والجريب فروت والخوخ والكمثرى والكيوي والبرقوق والخوخ وبالنسبة للموز والبرتقال والفراولة أيضا من الفواكه المنخفضة في المؤشر الجلايسيمي، ولكن مع زيادة نضجها قد يكون المؤشر الجلايسيمي متوسطا. ولا يفضل تناول الفاكهة مع الوجبات الرئيسة فمن الأفضل تناولها بعد الوجبة بساعتين كسناك بين الوجبات، وتكون عبارة عن ثمرة متوسطة ( في حجم كرة التنس ) ما بين الإفطار والغداء ثم ما بين الغداء والعشاء أي ثمرتين من الفاكهة على مدار اليوم. ويفضل تناول الثمرة كاملة عن شرب الفاكهة كعصير، وذلك لأن الألياف المتوفرة في قشر الفاكهة تلعب دورا مهما في معالجة مرض السكري، وذلك عبر شعور مرضى السكري السريع بالشبع وإبطاء امتصاص الأمعاء للسكر، وبالتالي ضبط مستوى السكر في الدم وأيضا تسهم الألياف في خفض مستوى الكوليسترول بالدم، وبالتالي تقلل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية، ولأن الفواكه تحتوي على سكريات الكربوهيدرات، فعلى مريض السكر أن يحسبها كجزء من خطة وجباته الغذائية، ويمكن تناول الفاكهة مقابل إلغاء تناول مصادر أخرى للكربوهيدرات مثل: النشويات أو الحبوب أو منتجات الألبان لذا يجب أن يلتزم مريض السكر بالحصة المحددة له وفق نظامه الغذائي، وكذلك عدم تناول عصير الفاكهة الخالي من الألياف لأنه يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر بالدم. الدكتور طارق سامي أستاذ مساعد أمراض الباطنة والكلى يقول إن الدراسات أثبتت أن تناول ثمرة فاكهة أفضل بكثير من تناولها كعصير سواء كان عصيرا طبيعيا أو عصيرا معلبا يحتوي على مواد حافظة وهو الأسوأ لأنه ليس طبيعيا تماماً كما إنه مضاف إليه سكر بكميات كبيرة. وحتى العصير المنزلي لا ينصح به لأن تحضيره يتطلب قدرا كبيرا من الفاكهة، وبالتالي سيحتوي على سكر أعلى من مجرد تناول ثمرة أو ثمرتين من الفاكهة. ولكن يمكن أن نسمح لمريض السكر بتناول نصف كوب من العصير كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. ويمكن زيادة الكمية إذا كان لديه القدرة على ممارسة الرياضة مثل: المشي وحرق بعض السعرات الحرارية مثل الكثير من مرضى السكر الذين يكونوا على وعي كبير بكيفية تنظيم السكر في الدم. وإن معامل امتصاص السكر في الجسم يختلف من شخص لآخر، فمثلاً يمكن لشخصين واحد منهما مصاب بالسكر والآخر غير مصاب عند تناولهم الموز فإن مريض السكر يكون امتصاص جسمه للسكر أسرع، وتفوق قدرة الأنسولين على أن يخفض مستوى السكر في الدم. أما المانجو على الرغم من إنها من أهم فواكه فصل الصيف، ولكن لها بعض المخاطر الصحية، حيث إنها تعمل على زيادة الأوكسالات في الجسم؛ ولذلك ننصح دائماً مرضى حصوات الكلى بالابتعاد عن تناول المانجو أو التقليل منها جداً، وأيضا ننصح مرضى السكر بعدم الإكثار من تناول المانجو، وكذلك البطيخ فأنه يشترك مع الموز والمانجو في احتوائهم على نسبة عالية من السكر. إذا تناول مريض السكر تلك الفاكهة قد يؤدي لارتفاع السكر لديه والذي يسمى بالسكر التراكمي أو بصمة السكر التي نقيس من خلالها انتظام نسبة السكر في الدم على مدار ثلاثة أشهر. لكن على الجانب الآخر يؤكد الدكتور طارق سامى أن هناك فواكه مفيدة جدا لمريض السكر، مثل: المشمش، الخوخ، الفراولة، الكيوي، الجريب فروت، التفاح، البرتقال؛ لاحتوائهم على سعرات حرارية منخفضة. ومن الجدير بالذكر أن الفاكهة تحتوى على الكثير من العناصر الغذائية والمعادن خاصة البوتاسيوم والذي يساعد على تقليل التقلصات العضلية في الصيف. لكن هناك بعض المرضى مثل مرضى الكلى ينبه عليهم تناول بعض الفواكه بسبب ما تحتويه من بوتاسيوم والذي يؤثر على مريض الكلى. لذلك يجب التعامل مع كل حالة على إنها حالة فردية، ووصف نظام خاص بها عن طريق الطبيب المعالج لأن المرضى يختلفون في درجاتهم فهناك مرضى بالسكر فقط، وهناك مرضى بالسكر والقصور الكلوي، ومرضى بالسكر مع مشكلة في البوتاسيوم في الدم، ولذلك لا نستطيع تعميم النصائح وتطبيقها على جميع المرضى. أما بالنسبة للفواكه المجففة فبالرغم من طعمها الشهي لكن يمكن أن تكون ضارة لاحتوائها على نسبة كبيرة جداً من السكريات والمواد الحافظة، وبالتالي فإن تناول الفاكهة الطازجة في صورتها الأصلية هو أفضل شيء لمرضى السكر. وينصح بتقسيم تناول الفاكهة على مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم وبكمية صغيرة تعادل كوب صغير من الفاكهة، ولكن تختلف على حسب نوع الفاكهة، فهناك فاكهة صغيرة مثل المشمش يمكن تناول ثلاث ثمرات على ثلاث مرات في اليوم، ولكن التفاحة يمكن تقسيمها وأكلها على مرتين في اليوم. ويتم حساب السعرات الحرارية لكل نوع من الفاكهة حتى نستطيع معرفة القدر الممكن تناوله منها. أما إذا تناول المريض الفاكهة بكميات كبيرة فتكمن الخطورة هنا في حدوث ارتفاع كبير في نسبة السكر قد تؤدي إلى غيبوبة سكر وهناك فواكه أخرى مثل المانجو إذا تم تناولها بكثرة لمريض الكلى سينعكس عليه بالشعور بمغص كلوي حاد. وأخيراً نؤكد على أن تناول الفاكهة لمرضى السكر هو أمر مباح ولكن في حدود المسموح وما تم ذكره من أنواع، والاهتمام بالكميات مع تقسيمها خلال اليوم، وتناول الفاكهة في صورتها الأصلية هو أفضل طريقة مع متابعة تحاليل الدم وقياس السكر التراكمي بصورة دورية.