الإثنين 25 نوفمبر 2024

أحدث العلاجات لمواجهة التهابِ الشبكية المضاعف

أحدث العلاجات لمواجهة التهابِ الشبكية المضاعف

16-10-2022 | 11:04

كتبت: دعاء نافع

شبكية العين أهم جزء في منظومة الإبصار، حيث تقوم باستقبال صورة الرؤية ثم تنقلها إلى مركز الإبصار بالمخ من خلال مجموعة من الخلايا والألياف العصبية التي تصطف في عشر طبقات بترتيب إلهي، ولذلك فإن أي مرض يصيب الشبكية يؤثر بالتالي علي ترتيب أو تلف هذه المنظومة مما يؤدي إلى فقدان أو اختلال الإبصار مع عدم وضوح الرؤية.

د. حازم عزب استشاري جراحات الشبكية والليزر يحدد أهم الأمراض التي تصيب الشبكية فيقول ان حدوث التهابات توضح حالة الجسم عامة، ففي حالات كثيرة تكتشف الإصابة ببعض الأمراض عند فحص شبكية العين، لذلك تعتبر الشبكية أو قاع العين كما يقال هي المرآة التي تعكس الكثير من الأمراض التي تصيب الإنسان كالأمراض الوبائية والروماتيزمية ونقص المناعة بالإضافة إلى الإصابات الميكروبية وأمراض الشيخوخة، وتعتبر الالتهابات التي تصيب الشبكية والمعروفة بالتهاب الشبكية المضاعف الناتج عن إصابات ميكروبية سواءً كانت بكتيرية أو فيروسية أو فطرية والتي انتشرت بكثرة.

والسبب يرجع إلى تطور وانتشار عمليات الحقن داخل العين وهو ما يعرف بالتلوث الميكروبي داخل العين، وفيه يعاني المريض من أعراض كثيرة تتمثل في انحسار الرؤية الشديدة مع احمرار العين وألم وصداع شديدين، بالإضافة إلى تورم بالجفون، الأمر الذي يستدعي الإسراع باستشارة الطبيب لتقييم الحالة وإجراء التشخيص اللازم لها، حيث إن سرعة التدخل العلاجي أو الجراحي يعتبر إنقاذا لمياه العين، ويمكن القول إن التقدم التقني في تشخيص وعلاج وجراحات الشبكية والجسم الزجاجي قد ساعد في علاج تلك الحالات، خصوصاً إذا تم التدخل الجراحي خلال فترة لا تتعدى 48 ساعة.

 وأوضح مثال على ذلك التطور في العدسات والأنظمة البصرية الخاصة بفحص الشبكية والجسم الزجاجي، والتي تمكن الطبيب من فحص قاع العين والشبكية بدون وضع قطرات لتوسيع حدقة العين أشعة الموجات الصوتية الخاصة بالعين ثلاثية الأبعاد إلى جانب الأشعة المقطعية لمركز الإبصار والشبكية والتي تكشف لنا صورة لترتيب منظومة خلايا الشبكية العصبية والصبغية وما يصيبها من تلف أو اضطراب مما أحدث تطوراً في تشخيص وعلاج كثير من أمراض وجراحات الشبكية والجسم الزجاجي والتي تتمثل في إمكانية علاج حالات التلوث الميكروبي والذي تصبح العين فيه مثل بالون ممتلئ بالصديد والتقيحات، لذلك تعتبر سرعة التدخل الجراحي والتقنية الحديثة في جراحات الشبكية مع قدرات جراحي الشبكية وتقنية حقن المضادات الحيوية داخل الشبكية والجسم الزجاجي بما لا يضر بحساسية ومنظومة ترتيب خلايا الشبكية من الأمور المهمة التي تساعد على إنقاذ الإبصار في تلك الحالات، وارتفاع نسبة النجاح لأكثر من 70% بعدما كانت محكوماً عليها بالفقدان التام للإبصار حتى في الحالات التي تمت السيطرة فيها على التلوث الميكروبي، وذلك لفقدان خلايا الشبكية لحساسية الإبصار بها.

 يعد من أشهر التهابات الشبكية ما يسمي بالتهاب الشبكية المضاعف لفيروس (CMV) حيث ينتمي هذا الفيروس لعائلة فيروسات الهربس الكامن في 80% من البالغين، ولكنه ينشط بين مرضى نقص المناعة المعروف (بالإيدز) وكذلك بين المرضى الذين يخضعون للعلاج الكيميائي أو بعد عمليات زرع النخاع والأعضاء كالكلى أو الكبد نتيجة لضعف جهاز المناعة بالجسم لديهم، وتبدأ أعراض هذا الالتهاب الفيروسي بظهور "عوامات العين" وهي عبارة عن بقع صغيرة معتمة تظهر في مجال الرؤية بالإضافة إلى ضبابية الرؤية أو زغللة شديدة مع ومضات ضوئية وقد تتدرج إلى أن تصل لفقدان تدريجي أو مفاجئ للرؤية، وعادة ما يحدث ذلك في عين واحدة ثم ينتقل إلى العين الأخرى، والإهمال أو التباطؤ في العلاج يؤدي إلى حدوث انفصال لشبكية العين، وأحياناً العمى التام في خلال شهرين إلى ستة أشهر وذلك لاختراق فيروس (CMV) لخلايا الشبكية وإحداث تغييرات تنتهي بتدمير وضمور هذه الخلايا الحساسة، وقد ساهمت العلاجات المستحدثة في علاج مرض الإيدز وأمراض نقص المناعة كثيراً في علاج التهاب الشبكية المضاعف لفيروس (CMV) بنسبة تصل إلى أكثر من 90% من الحالات المصابة بشرط سرعة إجراء التشخيص ووصف العلاج اللازم.