السبت 20 ابريل 2024

د. عادل مدنى: الاكتئاب الصيفي.. حقيقة والحالة قد تتفاقم!

الاكتئاب الصيفي.. حقيقة والحالة قد تتفاقم

20-5-2023 | 11:35

نفيسة سعيد
جميعنا تعودنا على سماع كلمة اكتئاب شتوي فهو أشهر أنواع الاكتئاب شيوعا، ولكن الغريب والذي ظهر على سطح الطب النفسى هو الاكتئاب الصيفي، والذى جعل هناك كثيرا من التساؤلات مثل: ما الفرق بين هذا وذاك وبين الاكتئاب المرضى.. ومن هى أكثر الفئات عرضة له.. وهل الاكتئاب الموسمى حقيقة أم خرافة؟ في البداية، يُعرّف الدكتور عادل مدنى أستاذ الطب النفسى جامعة الأزهر الاضطراب الموسمى إنه أحد أنواع الاكتئاب الذى يصيب بعض الأشخاص وقت تغير الفصول من كل عام، ولكن أشهر أنواع الاضطراب الموسمى هو الاكتئاب الشتوي، ولكن أصبح الآن يوجد اكتئاب صيفي أيضا ، وحتى الآن لاتزال أسباب الإصابة بهذه الأنواع مجهولة لدى الأطباء، ولكن بعض الباحثين وجدوا أن هناك بعض العوامل قد تؤدى لهذا النوع من الاكتئاب...وفى الحقيقة هذا النوع من الاكتئاب تتشابه أعراضه مع أعراض الاكتئاب المرضى، ولذا يتطلب من الطبيب المتخصص الفحص الجيد للمريض حتى لا تتفاقم الحالة وتصبح خطيرة . كما يشير إلى أن هذا النوع من الاكتئاب الشتوي يحدث فى بداية التغيرات الموسمية من كل عام أى من بداية الخريف، ويستمر لدي البعض فصل الشتاء كله، وعند البعض ينتهى فى بداية أشهر الربيع .. ولذا ننصح الشخص الذى يصاب بهذا النوع من الاكتئاب كل عام، ويلاحظ أى تغير فى الأمور الحياتية اليومية ويشعر أن هذا الإحساس يتكرر كل عام فى نفس التوقيت من تغير المزاج أو يأس لمدة طويلة عليه التوجه للطبيب المتخصص لمنع تطور الحالة حتى لا ينقلب إلى اكتئاب مرضى، ولذا ننصح بالتعرض للشمس وتناول فيتامين D وتناول الأطعمة التى تزيد من هرمون الدوبامين، حيث إنه المسئول عن السعادة ويفضل تناول المكسرات والشوكولاتة والسمك وممارسة الرياضة مع الحركة المستمرة طول الوقت . أما أسباب أو عوامل الإصابة قد ترجع إلى تغير الساعة البيولوجية والانخفاض الذى يحدث لضوء الشمس فى الخريف والشتاء، وهذا يؤدى لتقلب المزاج وخلل فى مستوى هرمون السيروتونين. وعن أعراض الاكتئاب الشتوي يشير الدكتور عادل إلي أنه من المعروف أن البعض ينتابه شعور بالضيق والحزن، وهذه أعراض تتشابه مع أعراض الاكتئاب المرضى، ولكن مع بعض الاختلاف والأعراض تختلف من شخص لآخر، والأعراض عبارة عن (الشعور باليأس / زيادة الوزن /العزلة /الخمول /عدم الاهتمام بالأنشطة اليومية /دائم الشعور بالرغبة فى تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات / تقلب المزاج ) . أما عن الاكتئاب الصيفي فإن الاكتئاب الصيفي يختلف عن الاكتئاب الشتوي لأنه نوع من أنواع الاضطراب الوجداني الذى يقلب المزاج فى نفس الوقت ما بين الحزن الشديد والسعادة الشديدة، عكس الاكتئاب الشتوي الذى يجعل صاحبه حزينا طول الموسم، كما يضيف أن أعراض الاكتئاب الصيفي هى ( العزلة / والحزن صباحا والراحة والحماس والانطلاق المبالغ فيه ليلا / والعصبية ). ويضيف أن الاكتئاب الصيفي مرض عضوي أكثر منه نفسى، فتغير الفصول يؤدي إلى خلل فى مستوى الميلاتونين الذى بدوره يؤثر على النوم والحالة المزاجية . كما أن قوة أشعة الشمس فى الصيف قد تؤثر على دورة إنتاج هرمون الميلاتونين وهو المسئول عن دورة النوم والاستيقاظ ، لاسيما أن وقت نهار الصيف أكثر طولا عن نهار الشتاء، وبالتالى يؤثر على مستوى الميلاتونين فى الجسم . والإصابة بالاضطراب الموسمى على مستوى الشتاء أو الصيف قد تؤدي إلى أعراض اضطراب ثنائي القطب، وهناك عدة أسباب منها العامل الوراثي، حيث يلعب دورا كبيرا، ويزيد من احتمالية الإصابة بالأعراض، ولاسيما إذا كان أحد الأبوين أو أحد أفراد الأسرة المقربين يعانى من التقلبات المزاجية الموسمية، ولذا ننصح الشخص المصاب بالاكتئاب الصيفي بالآتى ( تجنب العزلة الاجتماعية/ والحفاظ على تنظيم وقت النوم/ وتجنب التوتر والقلق/ والحركة المستمرة / ومحاولة حل المشاكل التى تصل بك لهذا الشعور/ ومحاولة تخصيص وقت سواء يوم إجازة أو أسبوع للتنزه أو الذهاب للأماكن التى تبعث علي السعادة للتخفيف من حالة الاكتئاب / والحفاظ على تناول نظام غذائى صحى ومتوازن . كما يشير الدكتور عادل إلي أن أكثر فئة عرضة للإصابة بالاضطراب الموسمى سواء الشتوي أو الصيفي النساء والشباب، وذلك لأسباب كثيرة منها أن الشمس قد تؤثر فى هرمون السيروتونين لدى النساء، ولذا نحن كأطباء ننصح فى الشتاء بالتعرض لضوء الشمس وفى الصيف التعرض للشمس، ولكن فى أوقات معينة فى الصباح الباكر وهذا يقى من الشعور بالاكتئاب الموسمى .