27-4-2024 | 13:13
أحمد فاخر
يعاني الكثيرون من الأمراض المتعلقة بالجهاز الهضمي، ومن أشهر تلك الأمراض الإمساك المزمن الذي يؤرق حياة الإنسان ، ويؤثر بالسلب على حالته النفسية في بعض الأحيان...
بدأ الحديث الدكتور حسن حمدي أستاذ الجهاز الهضمي بتعريف الإمساك بأنه عبارة عن تراكم المواد السامة والخطيرة داخل الجهاز الهضمي بجسم الإنسان، ومع وجود تلك المواد داخل القولون لفترة دون القدرة على إخراجها بشكل طبيعي يؤدي ذلك إلى حدوث مضاعفات خطيرة، ويمكن لك معرفة إن كنت مريضاً بالإمساك أم لا إذا كان معدل الإخراج من 3 مرات باليوم إلى 3 مرات أسبوعياً على حسب كميات الطعام وحركة الجسم ونشاطه، أما إذا كنت تدخل الحمام لأقل من 3 مرات أسبوعياً فهذا يعني أنك غالباً مصاب بالإمساك.
وأهم أسباب الإصابة بالإمساك هي:
- تأجيل دخول الحمام
بما أن أهم وظيفة للقولون هي إعادة امتصاص المياه من الفضلات قبل خروجها من الجسم، وبالتالي عند التأخر في إخراج تلك الفضلات يظل القولون يمتص المياه من تلك الفضلات حتى تزداد صلابة مع الوقت ، مما يزيد من صعوبة إخراجها عند الحاجة، وهذا ما يطلق عليه مصطلح (الإمساك الاعتيادي) الذي يعاني منه نسبة كبيرة من الناس.
- قلة السوائل بالجسم
وذلك يحدث نتيجة عدم شرب كميات كافية من المياه يومياً، حيث إن دور المياه داخل الجهاز الهضمي هو تليين الطعام أثناء عملية الهضم، وبالتالي لو قلت نسبة المياه الموجودة داخل الجهاز الهضمي سوف يزيد امتصاص تلك المياه من الفضلات نفسها، مما يدخلنا في مشكلة صعوبة الإخراج أو الإمساك.
- عدم تناول الألياف الطبيعية
تناول الأطعمة التي تحتوي على ألياف طبيعية مثل الخضراوات والفواكه الطازجة يعمل على امتصاص المياه ويزيد من حجم وكتلة الفضلات لتسهيل عملية الإخراج بقدر الإمكان.
- قلة النشاط وعدم الحركة
يؤدي ذلك إلى حدوث حالة من الخمول في كل عضلات الجسم ومنها الأمعاء.
- أدوية تسبب الإمساك
هناك بعض الأدوية تؤدي إلى حدوث الإمساك مثل الأدوية المضادة للحموضة أو أدوية الحديد التي تستخدم في علاج مرض فقر الدم أو الأنيميا.
- أمراض تسبب الإمساك
يوجد أمراض مزمنة تسبب الإمساك مثل مرض السكري الذي إن لم يتم التحكم به يؤدي إلى اعتلال الأعصاب المغذية للأمعاء وكسل فيها، كما أن حدوث خمول في الغدة الدرقية يسبب حدوث إمساك وزيادة بالوزن وعدم القدرة على تحمل البرودة.
ومن جهة أخرى يضيف الدكتور محمد الأجوة أخصائي أمراض الجهاز الهضمي أن الإمساك المزمن يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل:
أولاً: وجود الفضلات داخل القولون لفترة طويلة يمكن أن يؤدي لامتصاص بعض المواد السامة منها، والتي لها القدرة على اختراق الحاجز الدماغي الدموي ، مما يسبب الشعور بصداع وعدم القدرة على التركيز وضعف عام بالجسم.
ثانياً: المحاولة المستمرة لإخراج الفضلات من القولون يمكن أن يؤدي للإصابة بالبواسير أو الشق الشرجي أو حتى يمكن أن يسبب الفتق.
ويمكن التخلص من الإمساك عن طريق بعض النصائح التي يمكن إتباعها
- حاول أن يكون لك عادة دخول الحمام في وقت محدد يومياً حتى لو لم يكن عندك الرغبة للإخراج، وهكذا مع الوقت تعتاد ساعتك البيولوجية على موعد معين لذلك ، ويفضل أن يكون هذا عند الاستيقاظ صباحاً.
- لا تؤجل دخول الحمام عند الرغبة في ذلك حتى لو كنت مشغولا أو خارج المنزل حتى لا يصعب إخراجها لاحقاً.
- يجب إتباع الطريقة الصحيحة للجلوس في الحمام، وهي أن يكون مستوى الركبتين أعلى من مستوى عظمة الحوض، حيث إن هذه الوضعية تساعد كثيراً على حركة الأمعاء وطرد الفضلات خارج القولون بسهولة.
- شرب كمية كافية من الماء يومياً، حيث يجب تناول من لتر ونصف إلى لترين يومياً، لأن ذلك يساعد على رطوبة الجسم ، ويقلل من امتصاص المياه من الفضلات.
- إضافة لوجباتك أطعمة تحتوي على كميات جيدة من الألياف الطبيعية من السلاطة الخضراء والفاكهة المتنوعة.
- الالتزام بالحركة وممارسة نشاط يومي من خلال ممارسة رياضة المشي على الأقل بشكل يومي، حيث إن الرياضة تعمل على تنشيط الدورة الدموية وحركة الأمعاء، مما يسهل عملية الهضم.
أما عن كيفية تشخيص الإمساك يضيف الدكتور ماجد بسيوني أستاذ الأمراض الباطنة : أن هناك أمراضا مختلفة مرتبطة بالإمساك تختلف حسب حالة كل مريض، فهناك من يشكون بأنهم لا يتوفر عندهم الرغبة في دخول الحمام، وهناك حالات تشكو من صلابة البراز ، مما يزيد من صعوبة خروجه من القولون ،ولكنهم يدخلون الحمام يومياً، وحالات أخرى تحتاج إلى الانتظار لمدد طويلة داخل الحمام للقيام بعملية الإخراج، وكل تلك الشكوى تعتبر أنواعاً مختلفة من الأمراض، ولكن الناس تعتبرها كلها تحت مسمى مرض الإمساك.
ولذلك يجب على الطبيب المعالج أن يهتم بطرح الأسئلة الصحيحة والاستماع جيداً للمريض لتحديد المشكلة، ثم إجراء الفحوصات التي تختلف حسب نوع الشكوى، حيث تتنوع تلك الفحوصات من أشعات ومناظير واختبارات لحركة القولون وتحليل واختبار لحركة عضلة الشرج واختبار لحركة المستقيم أيضاً، وبعد كل ذلك يتم تشخيص الحالة وتحديد نوع الإمساك وأسبابه للقيام بتحديد العلاج المناسب ، الذي غالباً ما يكون علاجا دوائيا وأن 7 % فقط من المرضى من يحتاجون لعلاج جراحي، حيث نلجأ للعلاج الجراحي في حالات تحتاج لاستئصال جزء من القولون توقف عن العمل أو إصلاح سقوط في الشرج أو علاج أجزاء من العضلات المحيطة بالشرج باستخدام بعض التقنيات العالية إن كانت هي السبب في صعوبة الإخراج أو حقن لمواد معينة، ولذلك نؤكد في النهاية أنه لا يمكن تحديد العلاج للحالة إلا بعد الانتهاء من كافة الفحوصات والأشعات المطلوبة أولاً ، حيث إن العلاج يختلف من حالة لأخرى.