11-5-2024 | 10:03
دعاء نافع
يعتقد الكثيرون أن التسمم الغذائي يحدث فقط بسبب تناول طعام فاسد خارج المنزل ، لكنّ الحقيقة أنه يرتبط بأسباب كثيرة أخرى منها تلوث الطعام بتناول وجبات غير صالحة سواء خارج أو داخل المنزل، في هذا الحوار مع الدكتورة كريمة يوسف أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بجامعة الأزهر، نتعرف على كيفية الوقاية من التسمم الغذائي ، وأمور أخرى مهمة للصحة العامة في فصل الصيف.
- بداية.. ماذا يعني التسمم الغذائي؟
هو حالة مرضية تنتج بسبب تناول غذاء ملوث بالكائنات الحية المعدية مثل الفيروسات والبكتيريا والطفيليات أو الفطريات، هذا التسمم قد يحدث نتيجة التلوث بالسموم والمبيدات الحشرية، وعادة تكون حالات التسمم طفيفة وغير خطيرة وتتلاشي أعراضها بشكل تلقائي خلال أسبوع، ولكن هناك حالات يكون التسمم الغذائي فيها شديدا فيحتاج الأمر إلي الدخول للمستشفي لتلقي العلاج تحت الإشراف الطبي.
- هل توجد فئات عمرية أكثر تعرضا للإصابة بالتسمم الغذائي؟
أي شخص يمكن أن يصاب بالتسمم الغذائي في أية مرحلة عمرية، ولكن هناك بعض الفئات العمرية هي الأكثر عرضة للإصابة مقارنة بغيرها، بداية من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة لأي سبب، وكذلك الحوامل نتيجة للتغيرات في عملية التمثيل الغذائي والاضطرابات الدورية الدموية أثناء الحمل، وكبار السن لضعف مناعتهم والأطفال أقل من خمس سنوات لنفس السبب، وهنا تلعب المناعة القوية دورا في التصدي لحدة التسمم الغذائي إن حدث.
- ما هي أعراض التسمم الغذائي؟
تختلف الأعراض والوقت الذي تستغرقه أعراض التسمم حسب مصدر العدوي، ونستطيع القول إنها تتراوح من ساعة ل 28 يوما وعادة ما تتضمن حالات التسمم ما لا يقل عن ثلاثة أيام، ومن هذه الأعراض الإسهال والقئ وفقدان الشهية والحمي الخفيفة مع الضعف العام والإحساس الدائم بالغثيان والصداع، وقد تتطلب الأعراض الدخول إلى المستشفي، كما قلنا سابقا في حالة القئ الشديد، وكذلك الإسهال المتكرر بشكل كبير والجفاف مع ارتفاع درجة الحرارة.
- ماهي طرق العلاج من التسمم الغذائي؟
في البداية يكون العلاج بالإسعافات الأولية بالمنزل خاصة إذا كانت الأعراض طفيفة، وليست شديدة، وتكون بالراحة وشرب كميات من الماء والسوائل وبالتدريج وذلك لأن المريض يشعر بالغثيان، وأيضا وضع مكعبات من الثلج بالفم لإعادة توازن السوائل وتقليل خطر الإصابة بالجفاف، مع ضرورة عدم تناول أي طعام في الساعات الأولى من التسمم حتي تستقر الحالة ويتوقف القئ.
ولكن بعض حالات التسمم تحتاج إلى تدخل طبي سريع عن طريق الطبيب أو المستشفي خاصة في حالات ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 38م مع قئ دموي وإسهال شديد وجفاف، ويصاحب هذه الحالة آلام وتشنجات في البطن، وهنا يعطي للمريض سوائل عن طريق الوريد ومضادات حيوية مناسبة للميكروب أو الفيروس مع مضادات للقئ والإسهال.
- كيف تكون الوقاية من التسمم الغذائي؟
هناك كلام كثير بشأن الوقاية منها التأكد من توافر الشروط الصحية والجودة في كل ما يتم تناوله من طعام وبخاصة فى المطاعم، ويزداد أهمية الأمر مع ارتفاع درجات الحرارة.
وماذا عن دور الأسرة؟
النظافة هي البوابة الرئيسية للنجاة من التسمم الغذائي بداية من نظافة اليدين بالغسيل الجيد والدائم ، فالغسيل يقلل انتقال أية بكتيريا أو ملوثات من اليدين للطعام، وكذلك نظافة الأدوات المختلفة التي نستخدمها لطهي الطعام أو تقديمه وأدوات المائدة.
ولابد من الحرص على تغطية الطعام لحمايته من أية حشرات طائرة أو أتربة، مع الغسل الجيد للخضراوات والفاكهة، وأخيرا حفظ ما تبقي من طعام في الثلاجة في علب مغلقة.