10-8-2024 | 11:29
أحمد فاخر
ازدادت في الآونة الأخيرة حالات الإصابة بالذبحة الصدرية أو الجلطة في القلب، مما يؤثر على حياة المريض وحالته النفسية، ولذلك نعرض أهم أسباب الإصابة وما يجب إتباعه عند الإصابة بمشكلة في القلب ومعرفة كيفية تجنب ذلك.
بدأ الحديث الدكتور حامد محمد عثمان أستاذ الباطنة والقلب بتعريف شرايين القلب التاجية بأنها تلك الشرايين التي تقوم على تغذية عضلة القلب، وعدد الشرايين التاجية اثنان هما شريان أيمن وشريان أيسر، ويخرجان من الشريان الأورطي، ويلتفا حول القلب من الجانبين، ثم يتفرع منهما تفرعات صغيرة فأصغر لتغذية عضلة القلب بالكامل، ويحدث مرض شرايين القلب التاجية نتيجة حدوث تصلب في شريان من الشرايين التاجية، وهذا يعني أن يصبح الشريان أقل مرونة فتتسرب كل من الدهون والألياف داخله ، مما يؤدي إلى ضيق أو انسداد به فيعيق ذلك حركة الدم، ويظهر ذلك المرض إما على شكل (ذبحة صدرية) أو (جلطة القلب).
والأسباب التي تؤدي للإصابة بالشريان التاجي تنقسم لنوعين هما:-
أولاً: أسباب لا يمكن التحكم بها:-
- الإصابة بالشيخوخة (خاصة بعد سن 65).
- الوراثة.
- النوع، فنسبة الإصابة عند الذكور أكثر من الإناث خاصة قبل سن انقطاع الطمث، وذلك بسبب وجود هرمون الإستروجين عند المرأة ، والذي يحميها بقدر كبير من أمراض الشريان التاجي.
ثانياً: أسباب يمكن التحكم فيها:-
- التدخين بأنواعه.
- تناول الكحوليات.
- الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
- الإصابة بمرض السكري.
- الارتفاع في مستويات الدهون الثلاثية.
- الإصابة بالسمنة.
وبشكل عام تتضاعف نسبة الإصابة بأمراض الشرايين التاجية كلما زادت عند الإنسان تلك العوامل المؤدية للمرض، فإذا كان الإنسان مدخناً فإن خطر الإصابة يكون ضعف من هو ليس مدخناً، وإذا كان الإنسان مصابا بارتفاع ضغط الدم إضافة إلى أنه مدخن، يكون خطر الإصابة عنده أربعة أضعاف الخطر عند الإنسان العادي غير المدخن، وهكذا.
أما عن أعراض الإصابة بالشريان التاجي يضيف الدكتور أحمد بدوي عيسوي استشاري جراحة القلب والصدر أن المريض يمكن أن يشعر بثقل أعلى القفص الصدري وأحياناً ما يمتد لأعلى ليصل إلى الكتف الأيسر ويحدث ذلك عند قيامه بمجهود عادي مثل صعود السلالم أو المشي، ويستمر لفترة قصيرة وينتهي بانتهاء المجهود، ولكنه يعود مرة أخرى مع تكرار المجهود، ويطلق على ذلك: ذبحة صدرية مستقرة.. ولكن عندما يشعر الإنسان بنفس الأعراض مصاحبة لمجهود بسيط مثل تناول الطعام أو ارتداء الملابس يكون ذلك أشد وطأة ويسمى بالذبحة الصدرية غير المستقرة، وبشكل عام نقول إن الذبحة الصدرية تعتبر عرضا لقصور الشريان التاجي وليست مرضاً، كما أنه في أحيان كثيرة خاصة عند النساء وكبار السن ومرضى السكر تظهر أعراض الشريان التاجي بشكل غير واضح، حيث يشعر المريض بضيق تنفس وإحساس دائم بالتعب والإرهاق واضطرابات في ضربات القلب مع عدم تحمل أقل مجهود، كما يمكن أن يؤدي ذلك للموت المفاجئ، وعندما تزيد مدة الإصابة بالذبحة لمدة طويلة دون علاج يزيد ذلك من مخاطر الإصابة بجلطة قلبية، وهي تتمثل في شعور المريض بثقل وألم شديد بمنتصف الصدر لمدة طويلة تصل إلى 20 دقيقة أو أكثر يمتد للذراعين والعنق والفكين ويزيد ليصل إلى الجزء الأعلى من الظهر، وفي بعض الحالات يصاحب ذلك صعوبة في التنفس وزيادة سرعة نبضات القلب.
ويلجأ الطبيب لبعض الفحوصات لمساعدته في تشخيص الحالة، وذلك بعمل تخطيط عادي للقلب (رسم قلب)، وفحص بالموجات فوق الصوتية (إيكو القلب)، وعمل موجات صوتية على القلب بالمجهود سواء كان بالطريقة العادية، وذلك بعد جعل المريض يمشي أو يجري على سير متحرك أو بالطريقة الدوائية وهي تركيب محلول عن طريق الوريد يعمل على زيادة ضربات القلب للمريض ليعطينا نتائج قريبة من قيامه بمجهود فعلي، كما يمكن أن يلجأ الطبيب إلى عمل مسح ذري أو أشعة مقطعية أو قسطرة تقليدية وهي تصوير الشرايين التاجية بالأشعة السينية، وهناك الكثير من الأدوية لعلاج الذبحة الصدرية أشهرها خافضات الكوليسترول، كما تعالج بحبوب توضع تحت اللسان، وإذا تكرر الشعور بالألم قد يحتاج المريض إلى عملية لتوسيع الشريان التاجي ببالون أو عملية لتوصيل الشرايين التاجية ، أما في حالة الإصابة بجلطة قلبية فيجب نقل المريض لأقرب مستشفى في أقل وقت ممكن ، لأن عامل الوقت هام جداً بالنسبة لحياة المصاب بجلطة القلب، ويدخل غرفة العناية المركزة لمدة يوم أو يومين لاتخاذ اللازم، ويظل في المستشفى ما يقرب من أربعة إلى سبعة أيام، وإذا ظل يشعر المريض بآلام في الصدر قد يلجأ الطبيب إلى عمل فحوصات أخرى مثل قسطرة للقلب، ويحتاج معظم المرضى بعد الخروج من المستشفى إلى بعض الأدوية التي يمكن أن يستمروا عليها لفترة طويلة، ويعود المريض للحياة الطبيعية خلال ستة أسابيع مع اتباع الإرشادات التي تجنبه الإصابة مرة أخرى.
وفي النهاية يشير الدكتور عادل الإتربي أستاذ أمراض القلب بأن الوقاية خير من العلاج، وينصح القراء خاصة كبار السن منهم توخي الحذر دائماً، وتجنب عوامل الإصابة بالشريان التاجي، وذلك بالابتعاد عن التدخين بشكل كامل، فالتدخين هو أكبر عدو للقلب، كما يجب التقليل من الدهون في الأكل الذي يزيد من نسبة الكوليسترول في الدم، وتناول الكثير من الفواكه الغنية بمضادات الأكسدة، والخضراوات التي تحتوي على كل من فيتامين (أ) و(هـ) مثل الخس والجزر والخيار والطماطم، ومحاولة ممارسة رياضة يومية حتى لو كانت بسيطة كالمشي أو السباحة، وذلك للمحافظة على الوزن وعدم الإصابة بالسمنة، وإذا كنت مريض سكر أو ارتفاع في ضغط الدم فيجب الانتظام في الأدوية الخاصة بكلا المرضين، مما يساعد في استقرار الحالة الصحية للجسم بشكل عام، وأخيراً يفضل لنا جميعاً تجنب كل من الانفعال والضغط النفسي بقدر الإمكان.