7-9-2024 | 11:23
أحمد فاخر
سرطان الأطفال من أشهر أمراض العصر ،حيث إنها تصيب فلذات أكبادنا في أعمار صغيرة، وللأسف غالباً ما يتم اكتشاف المرض في مرحلة متأخرة بسبب قلة الوعي لدى بعض الآباء والأمهات حول أنواع وأعراض هذا المرض الذي يمثل تحديا كبيرا للأسر، فماذا عن أعراض هذا المرض وكيف يمكن اكتشافه؟
بدأ الحديث الدكتور ضياء الدين الشافعي أخصائي الباطنة والأطفال الذي أوضح أن سرطان الأطفال عبارة عن مجموعة من السرطانات تصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين سن الولادة إلى 14 عاماً، ومن غير الممكن تفادي الإصابة بسرطان الأطفال، ولكن يمكن التشخيص المبكر لها ، مما يساعد في علاجها بشكل أكثر سهولة، ويكون ذلك بعد ملاحظة الوالدين لبعض الأعراض التي تشير إلى الإصابة، وأهم تلك الأعراض:
- الارتفاع الدائم في درجة حرارة الجسم.
- التورم المستمر دون سبب ولا يستجيب للعلاج .
- أي عرض يستمر لفترة دون سبب معروف.
وأكثر أنواع سرطان الأطفال شيوعاً هي:
- سرطان الدم
- أورام المخ
- أورام الغدد الليمفاوية
- الأورام الجذعية العصبية
- الأورام الجذعية بشبكية العين
وتعتبر أمراض سرطان الدم التي تصيب النخاع العظمي والدم من أكثر الأمراض السرطانية تواجداً بين الأطفال، ومعظم تلك الحالات تحدث على شكل إصابات سرطانية ليمفاوية حادة أو على شكل إصابات سرطانية نخاعية حادة، أما سرطان الدم المزمن فتندر الإصابة به بين الأطفال.
وحتى الآن أسباب الإصابة بسرطان الأطفال مجهولة لدى معظم الحالات، كما تعود من 5 % إلى 10 % إلى أسباب عائلية ووراثية، وهناك 5 % من الإصابات تعود لأسباب بيئية مثل البقاء لفترات مبالغ فيها تحت أشعة الشمس أو التعرض للتدخين أو المبيدات الحشرية بصورة مباشرة وكبيرة.
ويجب الإشارة إلى أنه عند الإنسان العادي تموت الخلايا كلما تقدمت في النمو وتظهر خلايا جديدة، أما في الخلايا السرطانية فهي لا تتوقف عن النمو والتكاثر وتنتشر من خلال الدم إلى باقي أعضاء الجسم الأخرى.
ومن جهة أخرى يضيف الدكتور محمد علي حجازي أستاذ أمراض الباطنة والأطفال أن سرطانات الأطفال لها أنواع وصور متعددة وقد تأتي أعراضها منفردة أو أكثر من عرض عند الإصابة بأحد أنواع تلك السرطانات لا قدر الله، وأبرز تلك الأنواع ما يلي:
أولاً: سرطان الدم:
الذي يعتبر من أشهر سرطانات الأطفال أو ما يسمى بـ (اللوكيميا) وتصل نسبة الإصابة به إلى 20 % من إجمالي حالات الإصابة، وله عدة أعراض أبرزها:
- الشعور بالإرهاق المستمر.
- عدم تناول الطعام والشعور بالشبع طوال الوقت.
- انتفاخات دائمة في البطن.
- كثرة حدوث كدمات ونزيف .
- فقدان الكثير من وزن الجسم دون سبب أو مجهود.
- تضخم في الغدد الليمفاوية .
- تضخم في الكبد والطحال.
- ارتفاع متواصل في حرارة الجسم .
- آلام في العظام .
- انخفاض في الكرات البيضاء والحمراء والصفائح الدموية.
ثانياً: سرطان الجهاز العصبي:
ويظهر على شكل ورم خبيث في الدماغ وفي العمود الفقري في بعض الأحيان، ونسبة الإصابة به حوالي 15 % من إجمالي حالات الإصابة، وله عدة أعراض أهمها:
- آلام مستمرة وصداع مزمن بالرأس.
- القيء المستمر.
- الشعور بالدوار والدوخة .
- عدم التوازن مما قد يؤثر على المشي.
- الضعف في أحد الأطراف أو جزء من الجسم على حسب مركز الورم بالمخ.
- حدوث بعض نوبات من الصرع.
- التغير في سلوك الطفل وتراجع في التحصيل الدراسي.
- قد تحدث بسببه بعض المشاكل في الغدد.
ثالثاً: سرطان الغدد الليمفاوية:
ويظهر هذا النوع من السرطان على شكل تورم غير مألوف في الغدد الليمفاوية للجسم، وهو غالباً ما يصيب المراهقين أكثر من الأطفال، ونسبة الإصابة به لدى الأطفال حوالي 10 % من إجمالي حالات الإصابة، وله أعراض مختلفة أخرى منها:
- خسارة الوزن بشكل ملحوظ دون سبب.
- الارتفاع المستمر في درجة حرارة الجسم.
- الرغبة في الهرش بشكل دائم.
- إفراز العرق بكميات كبيرة أثناء النوم.
رابعاً: سرطان الغدة الكظرية:
وحالات الإصابة بهذا النوع من السرطانات تعتبر قليلة ،لا تزيد علي 7 % فقط ، وغالباً ما يصيب الأطفال تحت سن الخمس سنوات، ومن أهم أعراضه:
- ورم في المعدة .
- ورم قريب من النخاع الشوكي.
وهو يعتبر مرضا متطورا ففي أكثر من نصف الحالات ينتقل الورم إلى النخاع العظمي، وينمو بسرعة لأن أعراضه صامتة مقارنة بالأنواع الأخرى وتلك هي خطورته.
خامساً: سرطان الكلى:
يعتبر من أندر أنواع سرطانات الأطفال وهو يصيب الأطفال حتى عمر 4 سنوات، ويظهر على شكل ورم في البطن أو ارتفاع في الضغط أو ظهور دم في البول.
سادساً: سرطان الشبكية:
وهو يصيب نسبة نادرة من الأطفال تحت سن خمس سنوات، وفي بعض الحالات يكون سبب الإصابة وراثياً، وأهم أعراضه تغير لون القرنية إلى اللون الأبيض مع حدوث حول وضعف في النظر.
ويشير الدكتور أحمد صلاح الدين استشاري الباطنة والأطفال إلي أنه يمكن الوقاية من إصابة الطفل بالسرطان بقدر الإمكان عن طريق القيام ببعض الأمور البسيطة مثل الامتناع عن التدخين في نفس مكان تواجد الطفل مع تجنب رش المبيدات الحشرية والروائح النفاذة بقدر الإمكان، كما أن الرضاعة الطبيعية تقي الطفل من الإصابة بالكثير من الأمراض، لأنها تساعد على تقوية مناعة الجسم بشكل عام ، وبالتالي حماية الخلايا من التحول لخلايا سرطانية، كما ينصح بعدم تعرض الأطفال لأشعة الشمس المباشرة بشكل كبير خاصة في الفترة من الثانية عشر ظهراً وحتى الساعة الرابعة عصراً، كما يجب الاهتمام بتغذية الطفل بشكل سليم عن طريق تناول الوجبات الصحية ، التي تساعد على بناء الجسم مع تجنب الوجبات السريعة والأغذية التي تحتوي على مواد حافظة وألوان صناعية ، وذلك للحفاظ على مناعته.
وإذا كان الطفل يعاني من متلازمة أو خلل جيني وراثي يلزم متابعته بشكل دوري لدى طبيب متخصص في أمراض الوراثة لتشخيص أية تغيرات في خلايا الجسم مبكراً، وتحديد العلاج المناسب في أسرع وقت.
وتندرج أنواع العلاجات لسرطان الأطفال في الأنواع التالية:
- التدخل الجراحي: حيث يتم إجراء عملية جراحية لاستئصال الخلايا المصابة ، والتخلص منها قبل انتشارها في باقي أجزاء الجسم، ويصحب ذلك بعض الأدوية الكيميائية للوقاية فيما بعد.
- العلاج الكيميائي: وهو عبارة عن أنواع من الأدوية الكيميائية التي تعمل على القضاء على الخلايا السرطانية دون تدخل جراحي.
- العلاج الإشعاعي: ومن خلاله يتم العلاج عن طريق استخدام أشعة عالية الطاقة
- الخلايا الجذعية: وهو أحدث العلاجات، وهو يتم عن طريق نقل خلايا نخاع العظام، ويمكن أن يتم ذلك من نفس جسم المصاب أو من متبرع.