5-10-2024 | 10:39
نهى عاطف
قد يكون تلقي ملاحظة أو مكالمة من إدارة المدرسة حول سلوك الطفل أمراً مزعجاً لأولياء الأمور، قد يدخل الطفل في شجار مع زميله أو زميلته في الفصل الدراسي فتبدأ المصاعب العائلية مع سلوكيات الأطفال في المدرسة، في هذه السطور نسأل الخبراء والأطباء عن هذه المشكلة المتكررة.
يقول الدكتور إيهاب عيد أستاذ الصحة العامة والطب السلوكى في جامعة عين شمس: إن كل طفل له طرق لإقناعه و منها اللعب ، فاللعب له صور كثيرة منها تغيير نبرة الصوت، فإذا أرادت الأم إقناع أبنائها بالإرشادات التى ينبغى إتباعها فى المدرسة يجب أن يتم صياغتها في إطار به شئ من الفرح ، أو في صورة قصة أو غنوة أو رقصة أو ما شابه ذلك.
فكل هذا يجعل الأولاد يسمعون إلى الأم ويستوعبون ما تقوله لهم ، و يمكن استخدام الدمي و الألعاب في توصيل المعلومات للطفل ، فتلك الطريقة تقرب الصورة الذهنية له.
فالأطفال مثلهم مثل البالغين قد يعانون من مشاكل نفسية قد تبدأ بالقلق من المذاكرة والامتحانات و قد تصل إلى الاكتئاب و اللجوء للتفكير في الانتحار.
نحن كأطباء نقدم العلامات التحذيرية للمشاكل النفسية التي قد تصيب الأطفال فى المدارس و هي :
- خوف مفاجئ بدون سبب يتبعه ضربات قلب سريعة أو نهجان سريع .
- الشعور بالحزن الشديد أو الانسحاب لمدة مؤقتة أو أكثر .
- رغبة بشدة في إيذاء الآخرين .
- محاولة لإيذاء النفس أو الانتحار أو التخطيط للقيام بذلك .
- عدم تناول الطعام أو القيئ .
- صعوبة شديدة في التركيز.
- خوف شديد يعيق ممارسة الأنشطة اليومية.
- تقلبات مزاجية حادة تسبب مشاكل في العلاقات المحيطة.
- تغيرات في سلوك الطفل أو تغيرات في شخصيته .
كما يضيف دكتور إيهاب عيد أن الأطفال يشعرون غالبا بالضيق الشديد بشأن الابتعاد عن الوالدين حتي إذا كانوا آمنين و يتم الاعتناء بهم.
ورغم أن القلق و المخاوف طبيعية عند الأطفال فإن أشكال الخوف و الحزن الشديدة و المستمرة قد تكون بسبب القلق أو الاكتئاب ، و يجب أن نعرف أن هناك أنواعا للقلق يشعر بها الطفل و منها :
- الخوف الشديد من المدرسة و الأماكن الأخرى التي يوجد بها أشخاص أغراب.
- الخوف الشديد عند الابتعاد عن الوالدين و هو ما يسمي (قلق الانفصال)
- الخوف الشديد من موقف معين أو من شئ معين مثل الحيوانات أو الحشرات أو الذهاب للطبيب أو المدرسين (الرهاب)
- القلق بشأن المستقبل .
- نوبات متكررة من الخوف المفاجئ و الشديد الذي يصاحبه أعراض مثل صعوبة التنفس و خفقان القلب و الارتعاش أو الشعور بالدوار أو التعرق .
كما يضيف دكتور إيهاب أن هناك أعراضا تظهر عند الأطفال في تلك المرحلة و منها آلام في المعدة، التعب ، الارهاق،الصداع،مشاكل و اضطرابات في النوم .
أحيانا قد يكون الشعور بالحزن جزءا من حياة كل طفل و مع ذلك يشعر بعض الأطفال بالحزن أو عدم الاهتمام بالأشياء التي اعتادوا الاستمتاع بها أو يشعرون باليأس أو العجز في المواقف التي يمكن تغييرها. و عندما يشعر الأطفال بالحزن المستمر قد يتم تشخيص حالتهم بالاكتئاب.
و من بين أعراض تلك السلوكيات التي تظهر غالبا عند الأطفال المصابين بالاكتئاب التالي :
- عدم الرغبة في القيام بأشياء ممتعة أو الاستمتاع بها - الشعور بالحزن أو الانفعال في كثير من الأحيان أو اليأس و الاكتئاب .
- تغيرات في أنماط الأكل مثل تناول الكثير أو أقل بكثير من المعتاد .
- تغيرات في أنماط النوم مثل النوم أكثر بكثير أو العكس .
- تغيرات في الطاقة مع الشعور بالتعب و التوتر و عدم الراحة .
- إظهار سلوك تدمير الذات و إيذاء النفس .
- صعوبة في الانتباه .
كما يختم دكتور إيهاب عيد كلامه بأن الخطوة الأولي للعلاج هي التحدث مع مقدم الرعاية الصحية فيمكن أن يساعد التشاور مع مقدم الرعاية الصحية بالمدرسة في تحديد إذا كان يجب أن يكون الدواء جزءا من العلاج، ويشمل العلاج السلوكي علاج الأطفال أو العلاج الأسرى أو مزيجا من الاثنين.
أما عن العلاج السلوكي المعرفي فهو أحد أشكال العلاج الذي يستخدم لعلاج الاكتئاب أو القلق خاصة عند الأطفال الأكبر سنا، و هو يساعد الطفل علي تغيير الأفكار السلبية التي يفكر بها، و يكون أكثر إيجابية و فاعلية .
كما يشمل العلاج أيضا مجموعة متنوعة من الطرق لمساعدة الطفل علي الشعور بتوتر أقل و أن يكون بأفضل صحة مثل تناول الطعام المغذي و المفيد و القيام بالنشاط البدني و النوم الكافي و الدعم الاجتماعي .