19-10-2024 | 10:55
ندا يونس
ما أجمل فصل الشتاء بدرجات حرارته الباردة ونسمات هوائه الرطبة المنعشة التي يفضلها وينتظرها معظمنا هربا من حرارة الصيف وأجوائه التي ينفر منها الكثيرون منا، وبالرغم من ذلك يجلب الشتاء معه الكثير من المشاكل الجلدية التي تؤثر على بشرتنا بشكل ملحوظ جدا فتصبح جافة غيرنضرة نتيجة للطقس البارد.
وهناك الكثير من الأمراض الجلدية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بفصل الشتاء ومنها حساسية البرد أو كما تسمي «شَّرَى البرد»، فما هي.. وما أعراضها.. وكيف نتجنب الإصابة بها؟ إستعداًداً لموسم الشتاء هذا ما نتحدث عنه في التحقيق التالي.
يوضح الدكتور محمد سعد الروبي استشاري الأمراض الجلدية والتجميل أن ارتيكاريا البرد أو حساسية البرد تحدث بسبب ضعف الأوردة والشرايين لدى بعض الأشخاص تجاه البرد فتنقبض هذه الشعيرات وتمنع تدفق الدم إلي الأطراف،وتظهر علي هيئة بقع حمراء اللون، وتورم في الأطراف، وكرد فعل معاكس تبدأ النهايات العصبية باستفزاز الجلد فيشعر المريض بالحكة وأحيانا تكون شديدة وقد تنزف.
وتصيب الأطفال ومرضى ضعف الدورة الدموية وأيضا المصابون بالأنيميا ويجب على المرضى تدفئة أطرافهم بالملابس الصوفية مثل: الجوارب والقفازات،والاستحمام بالماء الدافئ،وتناول الفيتامينات.
وتظهر الأعراض عادة في سن البلوغ، وفي معظم الحالات، قد يظهر «شّرَى البرد» أو «أرتيكاريا البرد» بشكل مفاجىء لدى بعض الأشخاص وقد يزول أيضاً من تلقاء نفسه.
ويمكن تشخيص شرى البرد عن طريق وضع مكعب من الثلج على جلد الساعد لمدة 1-5 دقائق.
في حالة كان المريض يعانى من ارتكاريا البرد،يظهر طفح جلدي أحمر مميز خلال دقائق في المنطقة المعرضة لاختبار التحفيز البارد.
و بما أن أسباب مرض حساسية البرد غير واضحة لحد الآن،فلا يمكن علاج المرض نفسه،لذلك قد يهدف العلاج في البداية إلى تهدئة الأعراض.
و يُعرف الدكتور أمجد الحداد،رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح ، شرى البرد وله مسميات أخرى مثل: ارتكاريا البرد أو كولينيرجك ارتيكاريا،هي حساسية جلدية شائعة بشكل خاص في البلدان الباردة،وتحدث هناك بشكل رئيسي في أشهر الشتاء، وهي عبارة عن حساسية أو تفاعل تحسسي للجلد تجاه الماء البارد أو الهواء البارد، وهذا المرض هو شكل معين من حساسية «الارتكاريا».
والأسباب الملموسة وراء تفشي المرض غير معروفة،ولكنها تكون مصاحبة لأمراض أخرى إما أن تكون حساسية طعام، أو عاملا بيئيا معينا يزيد من الحكة والفوران مثل: الفطريات والأتربة، أو نتيجة دواء معين، أو نفسي نتيجة التوتر والانفعال والعصبية.
ويتفاعل الجسم مع البرد بشكل مختلف عن الأشخاص العاديين، ولكن تحدث الأعراض بشكل أساسي على أجزاء الجسم المعرضة للبرد بشكل مباشر،على سبيل المثال في المناطق غير المغطاة بالملابس مثل: اليدين أو الوجه،أو عن طريق السباحة في الماء البارد.
ولفت الحداد،إلى أن الشخص المصاب بارتكاريا البرد أو شري البرد على الرغم من برودة الطقس إلا أنه يرتدي ملابس صيفية، وذلك لأن التدفئة الزائدة تؤثر على بعض الخلايا والتي تقوم بإفراز مواد معينة للحساسية الفيزيائية وتكون عبارة عن إنزيمات معينة في الجلد تُفرز عند التعرض للبرودة الزائدة، وبالتالي يزيد إحساس هذا الشخص من الحكة والفوران والشكشكة والبقع الحمراء، وهذا النوع يصنف بأنه « اضطراب مناعي»، موضحًا بأنه يقوم بمهاجمة خلايا كولينيرجكية ويجعلها منبت تعرض للبرودة عند حدوث نوع من الاضطراب في هذه الخلايا العرقية، وفي هذه الحالة نجد أن الشخص المصاب لا يستطيع تدفئة نفسه.
وشري البرد لا يعد مرضاً خطيراً في معظم الحالات، لكن في حالات نادرة، يمكن أن يؤدي المرض إلى مضاعفات خطيرة، فعلى سبيل المثال، إذا قفز شخص مريض في الماء البارد، فقد يؤدي ذلك إلى رد فعل حاد و فقدان الوعي والغرق.
وعن كيفية تفادي الإصابة بـ«شري البرد» حذر الحداد أي شخص معرض للخطر ويعاني من حساسية البرد،بضرورة تجنب الأطعمة والمشروبات الباردة للحد من الأعراض المزعجة، وكذلك تجنب السباحة في الماء البارد، وفي حالات الطوارئ، يمكن للمصابين الذين يعانون بشدة من هذا النوع من الحساسية حمل مضادات الهيستامين معهم، مع إتباع سلوك معين قد يبطل حدوث الأعراض المزعجة، وطالما لم يتلق المريض العلاج المناسب، عليه تفادي تعريض جلده للبرد قدر الإمكان.