24-5-2025 | 12:09
أحمد فاخر
تعتبر دوالي الساقين واحدة من أكبر المشاكل التي تصيب النساء، ولا تقتصر فقط على أنها تؤثر بالسلب على شكل الساقين والحالة النفسية، ولكنها أيضاً تسبب آلاماً شديدة خاصة أثناء الوقوف، مما يتسبب في عدم قدرتهن على ممارسة حياتهن بشكل طبيعي، فماذا عن أسباب الإصابة وطرق الوقاية ؟
بدأ الحديث الدكتور خالد أشرف اخصائي جراحة الأوعية الدموية بالتوضيح بأن مصطلح دوالي يعني اتساع في الأوردة، والأوردة الموجودة في الساقين عبارة عن أنابيب دقيقة جداً تحتوي على صمامات تعمل على توصيل الدم من الساقين إلى القلب عكس الجاذبية، وعند حدوث استطالة واعوجاج ثم يعقب ذلك اتساع في أوردة الساق ،وبالتالي يحدث ضعف أو تلف في الصمامات داخل الوريد فبدلاً من ارتفاع الدم من الساق إلى الأعلى عكس الجاذبية ينزلق في الاتجاه المعاكس إلى أسفل الساق نحو القدم، مما يجعل تلك الأوردة تتمدد وتمتلئ بالدم لتظهر على سطح الجلد، مما يجعلنا نطلق على تلك الحالة مصطلح دوالي الساقين.
والإصابة بدوالي الساقين تنقسم إلى خمس مراحل وهي:
- تظهر على شكل شعيرات دموية على الساق خاصة عند السيدات
- الدوالي الشبكية، وهي عبارة عن زيادة في حجم الشعيرات الدموية على الجلد لتظهر على شكل يشبه الشبكة.
- الدوالي المنتفخة، وهي تكون على شكل انتفاخات بالساق.
- القرحة الوريدية، وهي تحدث في حالة إهمال الحالة وعدم إتباع نظام علاج مناسب وقوي.
ومن المعروف أن النساء هن الأكثر تعرضا للإصابة بدوالي الساقين عن الرجال، وتظهر الدوالي من جديد بعد العلاج نتيجة لسببين، وهما:
• عدم التشخيص المبكر والتأخير في العلاج
• عدم إتباع العلاج المناسب في الفترة الزمنية المحددة لها، وبالتالي عدم القضاء على المشكلة جذرياً
وأهم أسباب الإصابة بدوالي الساقين هي:
• العوامل الوراثية:
حيث ترث الأبنة المرض من أمها أو من جدتها، وهذا من أكثر الأسباب شيوعاً.
• الضعف في جدار الأوردة:
وتزيد احتمالية الإصابة به نتيجة كثرة الوقوف أو كثرة الجلوس أو ارتداء الكعب العالي مع الوقوف به لفترات طويلة أو الحمل المتكرر أو السمنة أو التقدم في السن، ولكن تلك الأفعال عوامل مساعدة في حالة الاستعداد للإصابة، ولكنها لا تسبب الدوالي بمفردها في حالة أن الأوردة بحالة جيدة.
وبالتالي لا يوجد ما يحمينا من الإصابة بدوالي الساقين، ولكن للوقاية منها يمكن الاهتمام بممارسة الرياضة وتجنب الوقوف لفترات طويلة دون راحة مع التقليل من ارتداء الكعب العالي خاصة للسيدات اللاتي ليس عندهن عضلات قوية في الساق، كما ننصح القراء بضرورة التوجه للطبيب المختص عند بداية أعراض دوالي الساقين لأنه كلما كان العلاج مبكراً كان الشفاء أسهل بإذن الله دون احتمالية عودتها مرة أخرى.
ويشير الدكتور حسام المهدي أستاذ جراحة الأوعية الدموية إلى أن هناك أساليب حديثة لعلاج دوالي الساقين تختلف عن مجرد العمليات الجراحية المتعارف عليها، وأهم تلك العلاجات الحديثة هو علاج الدوالي التجميلي، ومن أحدث طرق العلاج تقنية الكي الحراري باستخدام قسطرة الليزر للوريد الرئيسي المصاب، وتلك الطريقة أفضل من الطريقة القديمة التي كان يتم من خلالها استئصال الوريد عن طريق التدخل الجراحي، وبالتالي يتم علاج المشكلة من الجذور دون الاضطرار إلى استئصال الوريد، وضمان عدم عودة المشكلة مرة أخرى.
أما بالنسبة لعلاج الأوردة الفرعية يتطلب هذا إتباع تقنيات جديدة عن طريق جهاز كاشف للأوردة يصدر أشعة تحت الحمراء يمتصها الهيموجلوبين الموجود داخل كرات الدم في الأوردة، مما يوضح لنا الأوردة المصابة والتي تحتاج إلى العلاج مهما كانت دقتها أو لا تظهر على الجلد، مما يسهل التشخيص والعلاج المناسب لكل حالة.
ومن أشهر أساليب العلاج هو العلاج الرغوي، وهو عبارة عن حقن الأوردة بمادة تعمل على إغلاقها .
ومن جهة أخرى يضيف الدكتور أحمد عبدالحميد اخصائي الأوعية الدموية أن علاج دوالي الساقين لا يتم في الحالات التالية:
- الحامل خلال فترة الحمل
- المرأة أثناء فترة الرضاعة لأنها تعامل معاملة الحامل
كما يجب الإشارة إلى أنه خلال العلاج يمكن تغيير مادة الجلوكوز المركز بنسبة 50 % بمادة أخرى عند علاج مريضة مصابة بمرض السكر، لأن في حالة استخدام الجلوكوز يمكن أن يؤدي هذا إلى زيادة نسبة السكر في الدم ،مما يسبب خطرا عليها.