تخيل أن ينظر الأبوان إلى طفلهما حديث الولادة فيجدان بشرته تتلون بدرجات زرقاء غامضة! هي الحقيقة المروعة لمتلازمة الطفل الأزرق، واحدة من أكثر الحالات الطبية إثارة للقلق التي تواجه الآباء والأمهات و هذا التحول الغريب في اللون هو جرس إنذار لمشكلة صحية خطيرة قد تهدد حياة الرضيع. تقول الدكتورة شادية عبد السميع استشاري أمراض الأطفال إنها  حالة طبية نادرة يعاني فيها الطفل من نقص حاد في الأكسجين في الدم، مما يؤدي إلى تحول لون الجلد والأغشية المخاطية إلى اللون الأزرق. والسبب الرئيسي غالباً ما يكون عيباً خلقياً في القلب، حيث يحدث اختلاط بين الدم المؤكسج وغير المؤكسج أو بسبب ما يسمى "ميثيموغلوبين الدم" حيث يتحول الهيموجلوبين إلى شكل غير قادر على حمل الأكسجين بشكل فعال. وأضافت أن الأمر لا يقتصر  على تغير اللون فقط، بل تشمل الأعراض على  زرقة واضحة في الشفاه واللسان والأطراف، صعوبة في التنفس وسرعة في معدل ضربات القلب ، الخمول وصعوبة في الرضاعة و في الحالات الشديدة فقدان الوعي وتأخر النمو. وأشارت إلى أن  التشخيص يتم عبر الفحص السريري وقياس مستوى الأكسجين في الدم، تخطيط صدى القلب وتحاليل الدم المتخصصة. أما العلاج فيعتمد على السبب الأساسي وقد يشمل الأدوية أو القسطرة القلبية أو حتى الجراحة التصحيحية في حالات العيوب الخلقية في القلب. واخيرا يجب أن نعرف أن متلازمة الطفل الأزرق تمثل حالة طبية طارئة تتطلب تدخلاً فورياً و الاكتشاف المبكر والعلاج المناسب يمكن أن ينقذا حياة الطفل ويضمنان له نمواً طبيعياً، إذا لاحظت أي تغير في لون طفلك، فلا تنتظر  اتجه فوراً إلى الطوارئ!