رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

السماء تضئ احتفالًا بيوم الفلك العالمي باقتران القمر والمريخ

3-5-2025 | 15:40

القمر والمريخ

طباعة
دار الهلال

يحتفل العالم اليوم، السبت، بـ"يوم الفلك العالمي"، وهو مناسبة سنوية تهدف إلى تعزيز الوعي العام بعلم الفلك وتقريب جمال السماء والكون إلى الناس من مختلف الأعمار والخلفيات. وتعود فكرة هذا اليوم إلى عام 1973، حين أطلقه دوج بيرجر، رئيس رابطة الفلكيين الهواة في شمال كاليفورنيا، لتشجيع التفاعل المباشر بين الجمهور وعلماء الفلك، من خلال فعاليات مفتوحة للسماء.

وبهذه المناسبة، قال الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن السماء ستشهد مساء اليوم ظاهرة فلكية مميزة، حيث يقترن القمر مع كوكب المريخ عقب غروب الشمس مباشرة، ويستمر هذا المشهد المذهل مرئيا بالعين المجردة حتى الساعة الثانية من صباح اليوم التالي.

وأضاف تادرس أن هذا الاقتران سيكون في نفس الوقت بالقرب من الحشد النجمي المعروف باسم "خلية النحل" (Beehive Cluster)، الواقع في برج السرطان، ويبعد هذا الحشد نحو 580 سنة ضوئية عن الأرض، ويُقدّر عمره بحوالي 600 مليون سنة. وأوضح أنه قد رصد للمرة الأولى من خلال التلسكوب بواسطة عالم الفلك الشهير جاليليو عام 1609، حيث تمكن حينها من رؤية نحو 40 نجما فقط من بين مئات النجوم التي يضمها الحشد،مشيرا إلى أن رؤيته بالعين المجردة صعبة، لذا ينصح باستخدام تلسكوب صغير لمشاهدته بوضوح.

ونوه إلى أن الاقتران هو اقتراب جرم سماوي من جرم سماوي اخر في حدود عدد من الدرجات القوسية عندما يتم مشاهدتهما من الأرض، وهو اقتراب زاوي ظاهري غير حقيقي ليس له علاقة بالمسافات ، أما المسافة الحقيقة بينهما فهي كبيرة جدا تقدر بمئات الملايين او المليارات من الكيلو مترات.

من جانبه، أوضح المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، في بيان أصدره اليوم، أن يوم الفلك العالمي يحتفل به مرتين سنويا، الأولى في فصل الربيع (أبريل أو مايو)، والثانية في الخريف (سبتمبر أو أكتوبر)، على أن يتزامن مع طور الهلال المتزايد لتسهيل عمليات الرصد الفلكي.

وأشار أبو زاهرة إلى أن هذا اليوم يحمل أهمية خاصة، حيث يسهم في تعزيز الثقافة العلمية لدى المجتمع، ويتيح للناس فهما أعمق لمكانة الأرض في الكون، من خلال أنشطة تفاعلية وتجارب بصرية تلهم الفضول وحب الاستكشاف، كما يشكل فرصة للهواة لمشاركة شغفهم مع الآخرين، وإلهام الأجيال الجديدة، خاصة الأطفال والشباب، نحو عالم العلوم والتكنولوجيا.

ولفت الى أن المراصد والجمعيات الفلكية والجامعات حول العالم تنظم في هذا اليوم فعاليات متنوعة، من بينها رصد الشمس باستخدام تلسكوبات مزودة بفلاتر آمنة، ومراقبة القمر والكواكب ليلا، بالإضافة إلى ورش عمل لصناعة نماذج الكواكب والمركبات الفضائية، ومحاضرات علمية عن أحدث الاكتشافات الفلكية مثل الكواكب النجمية والثقوب السوداء والانفجارات الشمسية، إلى جانب معارض فوتوغرافية تُعرض فيها صور فلكية التقطها هواة ومراصد كبرى.

واختتم أبو زاهرة تصريحه بالتأكيد على أن تزامن يوم الفلك هذا العام مع اقتران القمر بكوكب المريخ، يمنح السماء دورا فاعلًا في الاحتفال، إذ تقدم عرضا طبيعيا بديعا يضاف إلى أجواء الرصد والاحتفاء العلمي.

الاكثر قراءة