الجمعة 22 نوفمبر 2024

د. أشرف عقبة: الحقيقة وراء متلازمة ما بعد كورونا

د. أشرف عقبة: الحقيقة وراء متلازمة ما بعد كورونا

13-8-2022 | 09:50

كتبت: أمانى عزت
انتبهوا جيدًا لأن الخوف والفوبيا من الإصابة بفيروس كورونا يُضعف جهاز المناعة، شأنه شأن بعض مضاعفات الإصابة بالفيروس الخطير. الأستاذ الدكتور أشرف عقبة رئيس أقسام الباطنة العامة والمناعة فى كلية الطب بجامعة عين شمس يكشف أن الأطفال هم الأقل عرضة للإصابة لأن جهازهم المناعي لم ينضج بعد، ويوضح فى حواره مع “طبيبك الخاص” السبب وراء عودة الإصابة مرة أخرى إلى بعض الحالات. سألناه سؤالا مهمًا: متى تصبح أعراض متلازمة ما بعد كورونا خطيرة؟. أجابنا كما أجاب عن الكثير من الأسئلة فى هذا الحوار. مع تزايد أعداد الإصابات بالكورونا مرة أخري وأصبح فيروس كورونا أكثر انتشارا يصيب العائلة بأكملها.. فكيف نقوي جهازنا المناعى لتجنب الإصابة؟ تقوية جهاز المناعة تأتي عن طريق تناول الأكل الصحي والتعرض للشمس والجلوس فى الأماكن المفتوحة فى الهواء الطلق والإقلاع عن التدخين بكل أنواعه وممارسة الرياضة بشكل يومي والنوم الكافى والبعد عن الضغوط النفسية والاستماع إلي الموسيقي. فى الموجة الأولي من كورونا كانت إصابات الأطفال نادرة، ولكن فى الموجة الثانية نجد إصابات فى الأطفال، وظهور أعراض عليهم فما السبب هل ضعفت مناعة الأطفال فى الشتاء أم هو تحور فى الفيروس؟ عموما الإصابات فى الأطفال أقل فى النسبة وأقل فى شدة المرض، وقد تظهر بعض العلامات فى الأطفال مثل أعراض فى الجهاز التنفسي تأتي على شكل ارتفاع فى درجة الحرارة والكحة وبعض الأحيان يأتي بأعراض فى الجهاز الهضمي على شكل الإسهال والقيء وألم فى البطن، وهناك أكثر من تفسير لقلة أعداد الإصابة فى الأطفال أولها عدم نضوج الجهاز المناعي لديهم إلى الحد الذي تحدث فيه “عاصفة السيتوكينات” القاتلة التي تحدث للكبار، إلي جانب عدم تعرضهم لسلالات أخرى من فيروس كورونا السابقة التي تعرض لها البشر قبل ذلك “كوفيد 19 “هو الفيروس رقم 7 من فيروسات كورونا التي تعرض لها البشر، وبالتالي الأشخاص الذين تعرضوا لفيروسات كورونا السابقة يمكن أن تكون ردة فعل الجسم مختلفة ويكون هذا سببا فى شدة المرض لديهم، وهذا ما لا يحدث مع الأطفال. هل الخوف من الإصابة يضعف جهاز المناعة؟ طبعا الضغوط النفسية عموما تؤثر على الجهاز المناعي، وتجعل مقاومة الجسم للأمراض أقل. مرضي الحساسية والجيوب الأنفية وحساسية الصدر لا يستطيعون تحمل ارتداء الكمامة لفترات طويلة فما الحل؟ ارتداء الكمامة لفترات طويلة بالفعل يشعر مرضى الحساسية بضيق فى التنفس، ولذلك ننصح بتجنب الأماكن المغلقة والمزدحمة لأنها بيئة مليئة بالتلوث سواء كان التلوث بالميكروبات أو بالكيماويات والأتربة، ويفضل الجلوس فى الأماكن المفتوحة وجيدة التهوية والحفاظ على التباعد الجسدي ويفضل عدم ارتداء الكمامة أكثر من ساعة، وبعدها يخرج الشخص لاستنشاق الهواء النظيف. بعد سنة على ظهور كورونا كيف أثر هذا الفيروس على خريطة الأمراض المناعية؟ كورونا مرض معد فى المقام الأول، وفى بعض الأحيان يحدث رد فعل مناعي زائد، وهذا ما يسبب مضاعفات عند بعض الناس مثل التهاب الأوعية الدموية والجلطات والتهاب عضلة القلب والتهاب الكلى أو الكبد أو المخ الذي يمكن أن يحدث نتيجة الإصابة بالكورونا. هناك بعض الدراسات تقول إن «كوفيد19 » يمكن أن يكون أحد أمراض المناعة الذاتية الناجمة عن فيروس كورونا.. فهل هذا صحيح؟ لا أتفق مع هذه الدراسات، فأمراض المناعة الذاتية هى أمراض أخرى يحدث فيها تنشيط أو إفراز أجسام مضادة ضد أنسجة الجسم نفسه أو كما نقول الجسم يهاجم نفسه، وهذا ما يحدث فى ما بعد كورونا وهو ما يعرف ب”متلازمة ما بعد كورونا”. ما هي أعراض متلازمة ما بعد كورونا؟ متلازمة ما بعد كورونا مازال يتم البحث فيها لأن لها علامات كثيرة فى أعضاء مختلفة من الجسم فقد تم رصد الوهن المزمن إلي جانب ضيق التنفس وألم فى المفاصل والتهاب فى الأوعية الدموية وفى الأطفال قد يحدث مرض يسمى التهاب فى الأوعية شبيه بمرض مناعي آخر يسمى “متلازمة كاواساكي”. كم المدة التي تستمر عليها أعراض متلازمة ما بعد كورونا؟ على حسب استمرار إنتاج الأجسام المضادة ضد أنسجة الجسم، وفى الوقت نفسه عدم الاستمرار فى العلاج يؤدي إلى استمرار هذه الأعراض لفترة أطول، وكل حالة لها ظروفها وخصوصياتها. هل تتطور وتصبح خطيرة فى بعض الحالات؟ فى بعض الأحيان قد يحدث التهاب فى عضلة القلب وفى الأوعية الدموية أو تجلطات فى الأوعية الدموية لو كانت أوعية رئيسية يمكن أن تؤدي إلى الوفاة فى بعض الحالات، ولذلك ننصح بالمتابعة مع الطبيب المتخصص خاصة أنه من بعض أعراض ما بعد كورونا حدوث التهاب فى الرئة ينتج عنه تليف فى بعض أجزائها، وأحب أن أوضح أن هذه الأعراض ليست شرطا أن تأتي لكل من أصيب بالكورونا لأننا كلنا معرضون للإصابة، ولكن نقول هذا يحدث فى بعض الحالات. بعض الحالات التى أصيبت بالكورونا أصيبوا مرة أخرى.. فما السبب؟ هذا قد يحدث لعدة أسباب السبب الأول: هو حدوث تحور فى الفيروس وتكون هنا الإصابة الجديدة بالفيروس المتحور الجديد، السبب الثاني: يرجع إلى الشخص نفسه فمن الممكن أن تكون مناعته ضعيفة أو أنه يأخذ أدوية مثبطة للمناعة أو أن جسمه فقد القدرة على إنتاج أجسام مناعية جديدة نتيجة خلل فى خلايا الذاكرة المناعية، والسبب الثالث: أن يكون الشخص تعرض لأمراض تثبط المناعة إلى جانب أن وسائل التشخيص التي نستخدمها فى بعض الأحيان قد تكون غير دقيقة فبعض الحالات تكتفي بعمل التحاليل المبدئية والأشعة المقطعية التي ليست بالضرورة تدلل على وجود كورونا ومن ثم يتعامل على أنه مصاب بالكورونا وهو غير مصاب أو أن يحدث خطأ فى المسحة سواء كانت سالبة بشكل كاذب أو إيجابية بشكل كاذب، وسالبة بشكل كاذب تعني أن الشخص لم يأخذ المسحة بشكل جيد أو أخذها مبكرا أو أنها إيجابية بشكل كاذب كأن يكون الجسم مستمرا نتيجة الإصابة الأولي، فى إفراز أجسام مضادة للفيروس حتى بعد التعافى. كم هي المدة التي تبقى فيها الأجسام المناعية فى الجسم بعد الإصابة؟ هذا يعتمد على الشخص نفسه وقدرة جهاز المناعة على استمرار إفراز الأجسام المضادة. الكل يتحدث عن الأطعمة والمشروبات التي تقوي جهاز المناعة وتحفيزه فما رأيك هل هناك فعلا أطعمة أو مشروبات تحمي من كورونا؟ بالطبع لا. فتقوية المناعة لا تكون بتناول أكلة أو مشروبات مغذية مثلا أو المبالغة فى أكل نوع معين من الخضراوات، كل هذه المبالغات ليس لها أية قيمة، لأن تقوية جهاز المناعة تكون عن طريق حصول الجسم على احتياجاته اليومية من كل العناصر والمعادن بشكل طبيعي بشكل غير مبالغ فيه، والمبالغة وجدناها فى كثرة شراء الأدوية والفيتامينات دون الحاجة لها فكانت النتيجة نقصها من الصيدليات لأولئك الذين يحتاجونها بالفعل، فمثلا الشخص الذي يأخذ الزنك وهو لا يعاني من نقص فيه سيحدث أن الزنك سيترسب فى الكلى أو يخرج فى البول، فالجسم يحصل على احتياجاته ويتخلص من الزائد، ولو كان الحل فى الأكل والمشروبات والفيتامينات لماذا نبحث إذن عن علاج أو لقاح.! من المعروف أن أصحاب الأمراض المناعية هم الأكثر تعرضا للإصابة بالكورونا فهل تنصحهم بأخذ اللقاح الموجود الآن فى مصر؟ أصحاب الأمراض المزمنة طالما هم أكثر تضررا فيفضل أن يأخذوا اللقاح وأصحاب الأمراض المناعية يعاملون معاملة الأمراض المزمنة إلا إذا كانت هناك موانع من أخذه فمثلا إذا كان اللقاح مضعّفا أي أن الفيروس الموجود داخل اللقاح حي لكن ضعيف فلا نستطيع أن نعطيه لهم وهذه اللقاحات غير موجودة فى لقاحات كورونا الموجود فهو لقاح معطل أو مقتول بمعنى أن الفيروس داخل اللقاح ميت بالإضافة للأشخاص الذين لديهم حساسية من مكونات اللقاح هم أيضا لا يجب أن يحصلوا عليه. أخيرا، هل هناك طريقة نقي بها أنفسنا من الإصابة بالكورونا وخاصة بعد ظهور سلالات جديدة أكثر انتشارا؟ الحل هو أن تتعامل على أنك مصاب وكل من حولك مصاب، بمعنى أنه إذا تعاملت على أنني مصاب سارتدي الكمامة والتزم بالتباعد الجسدي وإذا تعاملت على أن كل من حولي مصاب سألزمهم بارتداء الكمامة والتزم بوجود مسافة بيننا، فظهور سلالات جديدة، وخاصة أنها أقل فى درجة الإصابة، قد تعني أن هناك أشخاصا بيننا مصابون لكن لا تظهر عليهم أعراض، وبالتالي لو تعاملت بالمبدأ الذي ذكرناه سوف نتجنب الإصابة، ونكون أكثر حرصا على النفس والمجتمع. إذن، الالتزام بالإجراءات الاحترازية هو الحل؟ أساليب الوقاية تختلف عن الإجراءات الاحترازية. أساليب الوقاية يقصد بها التزام الشخص نفسه بنفسه مثل غسل الأيدي وارتداء الكمامة والابتعاد عن الناس أما الإجراءات الاحترازية فهي الإجراءات التي تفرضها الدولة على الهيئات والمنشآت ووسائل المواصلات مثل الفحص الحراري وتقليل الأعداد داخل المنشآت وفرض إغلاق على دور المناسبات وأماكن التجمعات وتطهير المنشآت، بالتوعية بكل هذه الإجراءات الاحترازية التي تقوم بها الدولة وإتباع أساليب الوقاية والإجراءات الاحترازية نحمي أنفسنا من الإصابة بإذن الله.