13-4-2024 | 08:15
أحمد فاخر
أعراض الجيوب الأنفية لا ينتبه الكثيرون لها، حيث يعتقد أصحابها أنهم مصابون بأمراض العيون أو التهابات الأسنان أو المخ والأعصاب بسبب الشعور بصداع مزمن مع عدم التركيز وأحياناً أخرى مشكلات في الاتزان، فكيف نوجه التهاب الجيوب الانفية وبالاخص فى فترات تغير الفصول؟!
بدأ الحديث الدكتور أحمد المراغي أستاذ جراحة الأنف والأذن والحنجرة بأن الجيوب الأنفية عبارة عن تجاويف داخل الجمجمة، وتلك التجاويف من المفترض أن تتعرض للهواء، ولها آثار على القدرة على التركيز وتوازن الرأس وأيضاً نبرة الصوت ونغمته، والتهوية التي تتعرض لها الجيوب الأنفية من الأنف عن طريق فتحات صغيرة داخل الأنف بين كلٍ من القرنية الوسطى والسفلى بتجويف الأنف، كما أن هناك فتحة أخرى في نهاية البلعوم الأنفي وهي المسئولة عن وصول الهواء إلى داخل الأذن الوسطى، وبالتالي إذا حدث أي نوع من الانسداد داخل تلك الجيوب تحدث مشكلات بكل من الأنف بالإضافة للأذن الوسطى أيضاً، وفي حالة حدوث ذلك الانسداد نقوم أحياناً بعمل غسيل للأنف عن طريق استخدام محلول ملحي قلوي طبيعي لا يحتوي على أية كيماويات، وهو يمتاز بقدرته الكبيرة على تنظيف التجويف الأنفي والأغشية المبطنة له والتخلص من الالتهابات، كما أن له القدرة على إزالة الاحتقان وفتح قنوات التهوية للجيوب الأنفية، وأيضاً قنوات التهوية للأذن الوسطى والتي تسمى “قنوات ستاكيوس”.
ولا توجد سن غير معرضة للإصابة بالتهابات الجيوب الأنفية، بداية من الأطفال عند سن 3 سنوات؛ لذلك يجب عدم التهاون عندما يشكو الطفل من صداع أو آلام بالوجه، ويجب التوضيح بأن 90 % من أدوار الأنفلونزا العادية التي نصاب بها جميعاً يصاحبها بعض الالتهاب في الجيوب الأنفية وذلك لأن الغشاء المخاطي المغطي للأنف هو نفسه المبطن للجيوب الأنفية، ولكن هناك بعض الناس أكثر تعرضاً للإصابة بالجيوب الأنفية مع صعوبة استجابتهم للعلاج مثل: المصابين بحساسية في الأنف ويتناولون أدوية خاصة بذلك، والمصابين بارتجاع المريء لأن ارتجاع حمض المعدة للأنف عن طريق المريء خاصة أثناء النوم يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، أيضاً الذين يتناولون أدوية لعلاج ضغط الدم المرتفع، وكذلك المصابين بالأمراض المناعية الذين يتناولون أدوية لتثبيط المناعة، أو الأطفال المصابين بلحمية ذات حجم كبير تؤدي لاختلاف اتجاهات الهواء داخل الجيوب الأنفية، كما أن هناك بعض العوامل البيئية التي تساعد في انتشار حالات التهاب الجيوب الأنفية مثل: التلوث الشديد وزيادة الأتربة في الجو، وكثرة استخدام المواد ذات الرائحة النفاذة، بالإضافة إلى استخدام بغض حمامات السباحة التي لها دور في الإصابة بمشاكل الجيوب الأنفية خاصة من لديه حساسية بالأنف، حيث إن زيادة الكيماويات المستخدمة في بعض تلك الحمامات تؤذي جسم الإنسان بشكل مباشر، وقلتها تؤدي إلى انتشار الميكروبات بالمياه مما ينشر العدوى والأمراض بين الناس، ولذلك تظهر الكثير من الإصابات نتيجة استخدام حمامات السباحة.
وأضافت الدكتورة هيام عبدالعظيم استشاري أمراض السمع والاتزان أن من أهم وأشهر أعراض الإصابة بانسداد في الجيوب الأنفية هي:-
أولاً: الإصابة بآلام العين، وهنا يجب التفرقة بين ألم العين الخاص بمشاكل في القرنية أو بسبب إجهاد النظر والصداع الناتج عن الجيوب الأنفية، فالفرق الرئيسي في توقيت الشعور بالصداع، لأن عادة ما يشعر المريض بصداع نتيجة الجيوب الأنفية عند الاستيقاظ من النوم صباحاً حيث تكون العين في فترة راحة ومع ذلك يشعر المريض بصداع وثقل في الرأس وعدم الراحة عند فتح عينيه، وذلك عكس ألم القرنية الذي يحدث نتيجة إجهاد العين بالقراءة أو مشاهدة التلفاز.
ثانياً: آلام الأسنان، حيث إنه يعتبر من الأعراض الأكثر وضوحاً لالتهاب الجيوب الأنفية وهو غالباً ما يصل إلى جذور الأسنان العليا من الفك بسبب قربها الشديد من تجويف الأنف، وبالتالي قد يؤدي ذلك لصداع شديد يعتقد فيه المصاب أن سببه مشاكل بالأسنان في حين أن السبب الرئيسي هو انسداد في الجيوب الأنفية.
ثالثاً: آلام الوجه، وكثيراً ما يشعر الإنسان ببعض الآلام بالوجه نتيجة ممارسة نوع من الرياضات العنيفة أو السباحة أو الجري لمسافة، ولكن الجيوب الأنفية يمكن أن تؤدي للإصابة بألم في الوجه والفك.
رابعاً: عدم القدرة على شم الروائح، يشعر المريض بفقدان حاسة الشم وتحدث نتيجة الإصابة بالتهاب حول الأنف مما يؤثر بشكل مباشر على حاسة الشم لدى المريض.
خامساً: الصداع المستمر، الكثير منا يشعر بصداع في أوقات كثيرة ويكون ذلك لأسباب متعددة مثل: الإجهاد أو قلة النوم أو حتى الجوع، ولكن إذا شعر المريض بصداع مزمن لعدة أيام على شكل حلقة دائرية حول منطقة الرأس، فغالباً ما يكون ذلك بسبب التهاب الجيوب الأنفية خاصة إذا تزامن ذلك بحدوث رشح بالأنف.
كما يشير الدكتور جمال محمد استشاري أمراض السمع إلى أنه في حالة الشعور بأي من تلك الأعراض يرجى أولاً الاستحمام بالماء الدافئ ثم الراحة والانتظار لمدة 24 ساعة، وإذا لم يقل الألم أو يزول واستمرت الحالة كما هي فيجب التوجه للطبيب المختص لتشخيص الحالة ووصف العلاج المناسب خاصة أن حوالي 70 % من حالات الجيوب الأنفية التهابات فيروسية بسيطة ولا تحتاج لتناول أدوية قوية، حيث يمكن القضاء عليها ببعض الأدوية التي تعمل على إزالة احتقان الأنف أو تقليل الالتهاب أو تساعد على فتح الجيوب الأنفية، وتلك الأنواع من العلاجات تأخذ وقتاً من أربعة أيام وحتى 14 يوما حسب مناعة الجسم وقوة الفيروس و90 % من تلك الحالات لا تحتاج لتناول مضادات حيوية، لذلك ننصح المرضى بعدم تناول المضاد الحيوي دون استشارة طبيب حيث إن أغلب حالات الجيوب الأنفية تشفى مع العلاج السليم إلى أن تعود مرة أخرى مع أدوار البرد المتكررة، ولكن مع الدواء الخاطئ تستمر الحالة ويصعب علاجها مع مرور الوقت.
لذلك ننصح المصابين بحساسية الأنف بتجنب كل ما له رائحة نفاذة مثل: دخان السجائر والمبيدات الحشرية والمعطرات، بالإضافة لتجنب الأتربة الكثيفة والعوادم مع عدم الذهاب إلى الأماكن الملوثة بقدر الإمكان.