الاحصائيات العالمية تقول ان نسبةً القيصريات في مصر من ٧٠ الي ٩٠ ٪ حسب المركز الطبي .. السبب الرئيسي هو الخوف من الم الولادة، فنجد السيدة الحامل تأتي الي الطبيب طالبة عمل قيصرية بدل الولادة الطبيعية خوفاً من الألم ، وكثيراً من السيدات بعد وقتاً من بداية طلق الولادة تصرخ وتقول "افتحوا" بطني !!
اذن المشكلة في الألم او الخوف من الألم، و قد ادي ذلك الي الاضطرار لعمل تخدير اثناء المخاض بعمل وخز في الظهر واعطاء مخدر وهذا مكلف وكثيراً ما تنتهي بولادة بواسطة الآلات مثل شفط الجنين او استعمال جفت لإخراج الجنين و كثيراً ماتنتهي بعمل قيصرية ..
استخدام ( الغاز الضاحك )
في الخارج يكثر استخدام اكسيد يسمى (الغاز الضاحك ) وبالفعل اصبح اكثر شيوعاً.
يستخدم هذا الأكسيد لإدارة الألم أثناء المخاض في العديد من البلدان حول العالم، ويستخدم بشكل أكثر شيوعا في أوروبا بما في ذلك المملكة المتحدة وأستراليا وكندا، لقد تم استخدامه في المخاض لإدارة الألم لأكثر من مائة عام، لكنه لا يزال نادرا جدا في الولايات المتحدة.
ومع ذلك، في السنوات القليلة الماضية، بدأت تزداد شعبيته منذ في عام 2017، حيث تم تقديمه في ما لا يقل عن 150 مستشفى و50 مركزا للولادة في الولايات المتحدة.
إنه غاز مخدر مستنشق قد يساعد في تقليل القلق ويجعل المرضى أقل وعيا بالألم، ولكنه لا يقضي عليه تماما.
على الرغم من أن الأبحاث لا تزال جارية، فقد وجدت الدراسات السابقة أن كمية هذا الأكسيد المستخدم حاليا أثناء الولادة ليس له أي آثار على صحة الطفل عند الولادة أو يقظة المولود الجديد أو قدرته على الرضاعة الطبيعية.
وحتى الآن، لم تظهر أي آثار ضارة على الأم أو الجنين في التجارب السريرية. ومع ذلك، فإن الأجنة غير مكتملى النمو عرضة للنزيف داخل الجمجمة، وقد يزيد احتقان الدم الدماغي بواسطة هذا الأكسيد من خطر النزيف في هذه الأجنة.
عادة ما تتلاشى آثار هذا الغاز الضاحك في غضون بضع دقائق. قد يتم إعطاء المرأة الأكسجين بنسبة 100٪ بعد إزالة قناع هذا الأكسيد ليساعدهن الأكسجين على التعافي التام في غضون دقائق.
كيف يتم استخدام هذا الأكسيد أثناء الولادة؟
الأكسيد هو غاز لا طعم له وعديم الرائحة يتم إعطاؤه بسهولة من خلال قناع يحمله الشخص العامل على أنفه وفمه. عليك أن تتعلم كيفية توقيت استنشاقك مع تقلصاتك. للحصول على أقصى قدر من إدارة الألم، يجب أن تبدأ بالفعل في الاستنشاق قبل حوالي 30 إلى 45 ثانية من بدء الانقباض حتى يصل الدواء إلى ذروته في نفس الوقت الذي يبلغ فيه انقباضك ذروته. يوصى بمراقبة مستويات الأكسجين بشكل مستمر أثناء تلقي هذا الأكسيد. تمت الموافقة على نظام توصيل غاز أكسيد النيتروز واحد فقط من قبل إدارة الأغذية والعقاقير في الولايات المتحدة.
البدائل فوق الجافية: الإغاثة أثناء المخاض
فوق الجافية هي خيار معروف لتخفيف الألم أثناء المخاض يتضمن توصيل دواء معين من خلال قسطرة في الظهر وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، حيث تختار حوالى 60 في المائة من النساء فوق الجافية أثناء المخاض والولادة.
بدائل أخرى
يمكن استخدام أكسيد آخر، كبديل لفوق الجافية لتخفيف آلام الولادة، وللمساعدة في السيطرة على الألم، تستنشقه المرأة مع الأكسجين أثناء الولادة من خلال قناع قبل بدء الانكماش مباشرة.
يؤثر هذا الأكسيد على الجميع بشكل مختلف، ولكن بالنسبة للكثيريات، فإنه يخفف الألم ويقلل من القلق ويزيل بعض من ألم الولادة
إيجابيات أكسيد ( الغاز الضاحك ) أثناء المخاض
دعنا نتحدث بشكل عام عن إيجابيات هذا الأكسيد:
- يمكن أن يوفر الوصول إلى أكسيد النيتروز المزيد من خيارات إدارة الألم للأشخاص وفقا لتقارير المرضى.
- يوفر أكسيد النيتروز مستوى مماثلا من تخفيف الألم مقارنة بالمواد الأفيونية عن طريق الحقن، ولكنه لا يحمل تلك الآثار الجانبية لحديثي الولادة التي تراها مع الأدوية الأفيونية عن طريق الحقن.
- يمكن استخدام هذا الأكسيد خلال جميع مراحل الولادة، حتى بعد الولادة، على سبيل المثال، إذا كانت المرأة تعاني من تمزق العجان، فيمكنك استخدام الأكسيد خلال ذلك الوقت.
- أحد الأشياء التي أصبح يحبها السيدات أثناء المخاض هو أنه يمكنهن استخدام القناع للتحكم في تخفيف الألم ويمكنهم اختيار متى يرتدون القناع ومتى يخلعونه مما يزيد من إحساسهم بالسيطرة المتصورة التي يمكن أن تقلل من إدراك الألم.
- يتيح الأكسيد الحفاظ على القوة وحرية الحركة، وقد يخلق شعورا بالمتعة والاسترخاء، أيضا يمكن أن يخفف من القلق تخبرني بعض القابلات أنها ليست فعالة لإدارة الألم.
باختصار، يبدو أن هذا الأكسيد الضاحك آمن للولادة وأصبح لديه سجل حافل من الاستخدام ، صحيح انه لا يهدف إلى تخفيف الألم بقدر ماهو يساعد السيدات على التعامل مع الألم.
قد تكون استراتيجية تخفيف الألم والتعامل معه سببا في تجنب العمليات القيصرية مما يوفرعلي السيدة من الناحية المادية والصحية وبالتالي توفر علي الدولة مليارات من الجنيهات التي تكلفها القيصرية .
وهنا أؤكد كرئيس لقسم النساء والتوليد لأكثر من ثلاث دورات لأكبر مستشفيات الولادة الحكومية في مصر بأن الولادات القيصرية لابد وان تكون فقط لأسباب طبية مما يعنى ان تكون نسبة القيصرية من ٢٠ - ٣٠٪ فقط ، وهي النسبة المناسبة لثمانى أسباب أوجزها في الأتى:
١- عدم توافق الرأس مع الحوض
٢- اختلاف في وضع الجنين ( وضعه مستعرض او بالمقعدة )
٣- المشيمة المعيبة اي المشيمة تسبق الجنين
٤ - وجود أورام بالحوض سواء في الرحم او عنق الرحم تعوق نزول الجنين بالطريق الطبيعي
٥ - عدم تمدد عنق الرحم رغم وجود طلق ما قبل الولادة او عدم الاستجابة للمحفزات
٦- وجود أسباب في الجنين تحتاج الي تدخل جراحي بعد الولادة
٧- اجهاد الجنين أو آلام من عدم تنشيط الولادة بالرغم مع إعطاء محفزات وتنشيط الرحم
٨- أمراض عامة للأم مثل اعتلال الكلي او القلب او حالات البول السكري المتقدم او وجود فيروسات تؤدي الي عدوي الجنين عند نزوله بالطريق الطبيعي.
وهكذا ممكن ان نصل بنسبة الولادات القيصرية من ٢٠٪ إلى ٣٠٪ ، بدل النسبة المخيفة الموجودة حاليا والتي قاربت على ٩٠٪ والتي تكلف الدولة مليارات الجنيهات وتؤدى لمضاعفات صحية كثيرة للأمهات