الخميس 21 نوفمبر 2024

حكاية الهيموفيليا... النادرة!

20-5-2023 | 11:23

هناك بعض المصطلحات العلمية أو الطبية التي ترددت على أسماعنا بين الحين والآخر والتي يصعب على البعض فهم معناها من بين هذه المصطلحات مصطلح (الهيموفيليا) والمقصود بهذا المصطلح حالة مرضية ناتجة عن اضطراب نادر يتسبب في عدم تجلط الدم على نحو طبيعي بسبب نقص في البروتينات اللازمة لتجلط الدم. فإذا كان الشخص مصاباً به وحدث له جرح ما يستمر نزف الدم من هذا الجرح لأطول فترة مقارنة بجرح شخص سليم وغير مصاب بهذه الحالة، إلا أن الجروح الصغيرة عادة لا تشكل مشكلة كبيرة أو خطورة على حياة الشخص المريض "بالهيموفيليا" بعكس لو كان النزيف داخليا أي داخل جسم المصاب وليس جرحا سطحيا أو بسيطا، حيث يؤدي النزيف الداخلي إلى إتلاف الأعضاء والأنسجة الداخلية. كما أنه قد يشكل خطراً على حياة المريض إذا لم يتم التدخل السريع لإنقاذه، وتتمثل أعراض الهيموفيليا في النزف الشديد دون سبب واضح وذلك بعد التعرض لجروح أو إصابات أو إجراء بعض الجراحات أو خلع أحد الضروس بما في ذلك النزيف غير الطبيعي عقب التطعيمات أو تلقي اللقاحات وكذلك نزيف الأنف دون أي سبب واضح أو معروف. وقد تتسبب صدمة بسيطة في الرأس في حدوث نزيف في الدماغ عند بعض الأشخاص الذين يعانون من الهيموفيليا الحادة، وهذا نادراً ما يحدث لكنه يعد واحداً من أخطر المضاعفات التي يمكن أن تحدث ويصاحبها غالباً بعض الأعراض كالصداع المؤلم والمستمر والقيء المتكرر والرؤية المزدوجة مع الشعور بضعف مفاجئ وعدم اتزان والميل للنعاس والخمول. وإذا ظهرت مثل هذه الأعراض على طفلك أو أحد أفراد أسرتك لا قدر الله يجب الاتصال بالإسعاف فوراً، وقد يولد الشخص مصاباً بمرض "الهيموفيليا" وتعتبر هذه الحالة مرضاً وراثياً، وقد يصاب به المريض دون أن يكون لديه تاريخ مرضي عائلي ويصبح في هذه الحالة مرضا مكتسبا، وهو الحالة المرضية التي تحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي أحد عوامل التجلط في الدم. وقد يرتبط ذلك بحالات معينة مثل: الحمل، أمراض المناعة الذاتية، السرطان، التصلب المتعدد، التفاعلات الدوائية. ومن الجدير بالذكر أن الهيموفيليا تظهر غالباً لدى الأولاد حيث ينتقل المرض من الأم إلى الابن عبر أحد جينات الأم علماً بأن معظم السيدات اللاتي لديهن جين معيب هن حاملات المرض دون ظهور أية أعراض مرضية عليهن، ويتضمن العلاج تحت إشراف طبيب الأوعية الدموية المتخصص إعطاء حقنة وريد تعطى ببطء أو بخاخ للأنف يحتوي على هرمون يحفز الجسم لسرعة التجلط، وإعطاء أدوية تعمل على منع تكسر التجلطات بالدم، وهناك اللاصقات الطبية التي توضع على مواضع الجروح مباشرة لتعزيز سرعة التجلط والشفاء، وهي مفيدة على الأخص في حالات علاج الأسنان، كما يفيد العلاج الطبيعي في حالات تخفيف الأعراض الناتجة عن النزيف الداخلي في المفاصل، وتستخدم الكمادات الباردة للمناطق الصغيرة النازفة تحت الجلد والمصاصات المثلجة لإبطاء النزيف البسيط داخل الفم، كذلك ينصح بتجنب الأدوية التي تسبب سيولة في الدم كالأسبرين ومضادات تجلط الدم، وينبغي الحرص عند تلقي اللقاحات على استخدام إبرة بأصغر مقاس ممكن والضغط على موضع الحقن بوضع ثلج لمدة تتراوح من 3 إلى 5 دقائق مع أخذ الحيطة والحذر من التعرض للجروح المسببة للنزيف بقدر الإمكان ومحاولة إخلاء المنزل من قطع الأثاث حادة الزوايا.