الإثنين 25 نوفمبر 2024

قاوموا الضغوط النفسية في الصيف

قاوموا الضغوط النفسية في الصيف

3-6-2023 | 19:23

أحمد فاخر
نمر جميعاً بأزمات نفسية وعاطفية طوال حياتنا، ومن هنا يستطيع تجاوزها بسهولة؟ فهناك من لا يستطيع تجاوزها . وتتوقف لديه الحياة عند تلك اللحظة وتتطور الحالة أحياناً لتصل إلى الإصابة بالاكتئاب الذي يمكن أن يصاحبه نوبات متكررة من الانهيار العصبي. ترى ماذا لو استمر معنا هذا الوضع في فصل الصيف؟.. ما العمل ؟ فى البداية ينصح الدكتور محمد عادل الحديدي أستاذ الطب النفسي وعلاج الإدمان بجامعة المنصورة بأن الانهيار العصبي يحدث نتيجة الإصابة بصدمة نفسية شديدة ولها الكثير من الأسباب تسمى " الانهيار العصبي" الذي يدل على مجموعة الأعراض النفسية والعصبية التي تحدث نتيجة عوامل ومؤثرات متنوعة، وتلك المؤثرات غلبا ما تكون نفسية مرتبطة بعوامل خارجية مثل: الضغوط النفسيه بسبب ضغوط العمل المتكررة أو الخلافات المنزلية والأسرية أو الشعور بالفشل المتكرر سواء على مستوى العمل أو بالنسبة للعلاقات العاطفية، أو فقدان شخص عزيز بشكل مفاجئ مما يصل بالمريض لمرحلة لا يستطيع فيها تحمل تلك الضغوط المختلفة، وهي ما تسمى بالانهيار العصبي. كما أن هناك بعض الأمراض العضوية التي تكون سببا في الإصابة بحالات مشابهة للكتاب أو الانهيار العصبى مثل الإصابة بجلطات المخ والي تؤدي إلى اضطراب السلوك وعند ممارسة الحياة اليومية بشكل طبيعي، أو الإصابة بالاضطراب في الهرمونات أو الغدد مثل القصور في وظائف الغدة الدرقية وهناك بعض الأبحاث والدراسات أكدت أن الحالة النفسية للمريض يمكن أن ترتبط بشكل كبير بالاضطرابات في الهرمونات لأن قدرتهم على مقاومة الضغوط النفسية نتيجة العوامل الخارجية تكون أقل ممن لا يعاني من أمراض عضوية، ولكن على كل حال مازالت في طور البحث ولم يتم تأكيد ذلك بشكل قاطع، كما أن الجهاز العصبي مثل باقي الأعضاء بجسم الإنسان يمكن أن يتأثر بالبيئة المحيطة وظروف الطقس. وبالتالي فإن ارتفاع درجة حرارة الجو بشكل كبير في فصل الصيف وعدم قدرة الإنسان على التكيف معها يؤدي إلى الشعور بالتعب أو ضيق التنفس أو الإصابة بحالة من الكسل وكل ذلك يؤدي إلى نوع من الضغط النفسي، ومن الممكن أن يتطور الأمر مما يجعل المريض أكثر سلبية بالإضافة للعصبية الشديدة وخلق عداءات مع الآخرين دون سبب يستدعي ذلك، واعراض الانهيار العصبي تشابه أعراض الاكتئاب بشكل كبير حيث تكون من أهم العلامات هي سيطرة الأفكار السلبية على المريض فينظر دائماً للأشياء من وجهة نظر تشاؤمية وينظر دائما إلى النصف الفارع من الكأس ، كما إنه يصبح للرزق وبالتالي يصبح غير فاعل بالمجتمع مما يؤدي إلى الاتجاه دائما إلى الميل للعزلة وتجنب التعامل مع الآخرين مع عدم وجود شهية للطعام مما يؤدي إلى نقص شديد بالوزن وتلك تعتبر من أهم العوامل الظاهرة التي توضح لنا أن هذا الشخص مصاب بالاكتئاب. ويضيف الدكتور عبد الوهاب أستاذ الأمراض النفسية والعصبية أن أهم خطوات العلاج هو تحديد سبب الإصابة بالمرض النفسي والابتعاد عنه حتى نستطيع السيطرة على الحالة قبل وصولها لمراحل متقدمة، حيث إن هناك مرضى يتعاملون مع المرض بحالة من عدم القبول بسبب رفضهم للاعتراف به وتلك حالات تأخذ فترات علاجية أكبر بكثير من الحالات الأخرى التي تتعامل مع المرض بإيجابية مما يستهل العلاج ويتحسنون بسرعة كبيرة مع الجلسات، وكما ذكرنا فإن الانهيار العصي مرتبط بالحالة النفسية أكثر بكثير من ارتباطه بالحالة العضوية للمريض التي مازالت في طور الدراسة، فيجب تحديد سبب الإصابة بالاكتئاب، ويتم ذلك بالتحدث مع المريض للوصول معه لأسباب تلك الحالة ومحاولة القيام بتحفيزه لتقدير ذاته والشعور بقيمته في المجتمع، وإذا كان الإنسان يعاني من نقص في الشهية وفقدان بالوزن، فإذا أصيب بالانهيار العصبي يؤدي ذلك إلى زيادة فقدان الوزن بسبب عدم تناول الطعام تقريبا كما أن مريض الاكتئاب الذي تعرض لنوبة انهيار العصي مرة واحدة فهو يكون أكثر عرضة لها فيما بعد وإذا تكررت حالات الانهيار العصي للمريض فيجب متابعته بشكل أكثر دقة، لأن الخطر الذي يواجهنا هو أن تكرار نوبات الانهيار العصي يزيد من خطورة التعرض لانتحار المريض، أو على الأقل عدم خروجه من تلك الحالة باقي سنوات حياته ولا يختلط بأحد ولا حتى أفراد عائلته ليكون لنفسه عالما خاصا به فيصبح إنساناً لا يفيد نفسه وبالتالي لا يفيد مجتمعه أما عن كيفية تخطي الضغوط النفسية يتحدث الدكتور عبد الناصر عمر أستاذ الطب النفسي بأنه الطبيعي أن يصاب الإنسان بضغوط نفسية ولكن يجب أن يتحلى بما يطلق عليه "المطاوعة" وهي تعني القدرة على تحمل الضغوط النفسية والخروج منها سالما، حيث يمكن أن يتعرض الإنسان لبعض المضايقات أو المصاعب ولكن يجب أن يتحلى بالمرونة الكافية للسيطرة على تلك المشاكل، ولا تنكر أن من أكثر العوامل التي تؤثر بالسلب على الحالة النفسية للإنسان هو فقدان عزيز له، وليس شرطا أن يكون هذا الفقدان بسبب الوفاة بل الأسوأ هو الشعور بالفراق، وبالرغم من هذا الشعور القاسي إلا أنه يعتبر ظاهرة صحية حيث إن الإنسان يجب أن يجدد علاقاته للآخر، قليس طبيعياً أن يظل الشخص بنفس علاقاته دون زيادة أو نقصان طوال حياته، بل بالعكس. هناك من يبتعد ليظهر غيره ويكون له تأثير جديد مختلف لأن تلك سنة الحياة، ولكن للأسف ليس كل الناس عندهم القدرة على تغيير معارفهم وعلاقاتهم، لذلك يجب نشر الوعي بالتحلي بـ"المطاوعة وكيفية إعادة تنظيم العلاقات، فالإنسان الذي يتحلى بالذكاء الاجتماعي والمرونة هو الذي لديه قدرة أكبر على تحمل فقدان القريبين منه وبالتالي يكون أسعد في حياته . الصفاء النفسي الذي يشعر به، ولذلك فكلما يزيد عمر الإنسان يكون أكثر استقرارا من الناحية النفسية وأنضج ويتمتع بتجارب حياتية أكبر وبالتالي يتحلى بنسبة أكبر من الذكاء الاجتماعي بسبب الخبرة المكتسبة فيكون لديه مرونة أكبر في تبديل العلاقات وتحمل الصدمات النفسية المختلفة