9-9-2023 | 09:57
أحمد فاخر
احتل مرض ألزهايمر المرتبة الثالثة في قائمة الأسباب العشرة الأولى للوفاة في جميع أنحاء العالم كما أشارت منظمة الصحة العالمية بأن هناك أكثر من 4 ملايين شخص في إفريقيا فماذا عن هذا المرض وطرق الوقاية منه ؟
في البداية أوضح الدكتور ساهر هاشم أستاذ الأمراض العصبية بأنه بحلول عام 2050سوف يرتفع عدد المرضى ليصل إلى 131 مليونا، وعادة ما تزيد وتتضاعف تلك النسبة مع كبر السن كل 5 سنوات للذين يتم تعريف المرض لديهم بخرف الزهايمر المبكر الذي يبدأ بعد سن الخمسين، وتتضاعف نسبة حدوثه كل 5 سنوات إضافية من عمر الإنسان، حيث تجد أن أعلى نسبة من المرض تكون فوق الـ 90 عاماً، ومن هنا يتضح لنا أن مرض الزهايمر لا يصيب الشباب في سن البلوغ والعشرينات حتى بداية الأربعينات، وهناك 7 أسباب لضعف الذاكرة عند الشباب تتلخص في التالي:
• الأرق وقلة النوم
وذلك يؤدي إلى تقلبات مزاجية نتيجة للقلق والاكتئاب مما يؤثر على الذاكرة سلبياً، كما أن ذلك يسبب الإصابة بارتفاع الضغط والسكر في الدم، كما أن قلة النوم يسبب تصلب الشرايين، وبالتالي نقص وصول الدم بشكل كاف للمخ، ولقد أجريت بعض التجارب على الفئران الذين حرموا من النوم فوجدوا زيادة في التكتلات الإميلويدية داخل المخ مما يسبب الإصابة بالزهايمر.
• تأثير بعض الأدوية الطبية والمخدرات
مثل المهدئات والأدوية المستخدمة كمضادات للاكتئاب وبعض الأدوية المعالجة للكوليسترول.
• أمراض الغدة الدرقية
من يشكون من النقص في إفراز الغدة الدرقية يعانون من نقص التركيز وضعف الذاكرة، وفي الأطفال تؤدي إلى التخلف العقلي.
• نقص الفيتامينات: مثل فيتامينات (ب1) و(ب6) وخاصة (ب12) المسؤول عن الأعصاب الطرفية والمخ.
• الاكتئاب: ففي أوقات كثيرة يؤدي الاكتئاب إلى ما يسمى بالخرف النفسي الكاذب.
• الأمراض العضوية للمخ: مثل الأورام والالتهابات المخية والعلاج الكيماوي للأورام ومرض نقص المناعة وإصابات الملاعب في الرأس والجمجمة.
• الصرع: الإصابة بمرض الصرع له تأثير كبير ومباشر على الذاكرة.
وبذلك يتبين لنا أن هناك الكثير من الأسباب التي تصيب الشباب وتؤدي للشعور بضعف الذاكرة ولا يشخص هذا بالزهايمر.
الفرق بين مرض الزهايمر وأسباب الشعور بالنسيان عند الشباب :
ويضيف الدكتور أحمد عبد العزيز أبوحجر أستاذ الأمراض العصبية بأنه ليس كل من تضعف ذاكرته أو يفقدها يكون ذلك بسبب الإصابة بمرض “الزهايمر”، فهناك أسباب كثيرة نفسية وعضوية تؤثر على الذاكرة عند كبار السن والشباب أيضاً....
أولاً: الأسباب النفسية:- الأحداث والمشاكل والضغوط المختلفة التي تواجه الإنسان في حياته اليومية وخاصة الشباب والتي بدورها تؤدي أحياناً إلى الإصابة بحالة من الاكتئاب والقلق والإجهاد مما يتسبب في صعوبة تحصيل المعلومات والأحداث، وبالتالي فعملية استرجاع المعلومة تكون منقوصة ويبدأ الشاب في الشكوى من أنه لا يتذكر الأحداث والمعلومات بصورة جيدة، ولكن علاج الاكتئاب والتوتر كاف لمساعدة الشخص على تحسين قدرته على تحصيل المعلومات واسترجاعها.
ثانياً: الأسباب العضوية:- مثل خلل الهرمونات كهرمون الغدة الدرقية أو نقص الفيتامينات خاصة مجموعة فيتامين (ب) وإصابات الرأس المتكررة كما يحدث في الرياضات العنيفة يؤدى تأثيره على المدى البعيد في خلل وظائف الخلايا العصبية مما يتسبب في فقدان القدرة على استرجاع الأحداث ويؤدى إلى فقدان الذاكرة، ومن الأسباب الشائعة لحدوث فقدان الذاكرة قصور الدورة الدموية للمخ، وتصلب الشرايين، ويحدث غالباً نتيجة التقصير في متابعة وعلاج أمراض القلب والضغط والسكر مما يساعد على فقدان تدريجي لخلايا المخ عن طريق حدوث جلطات صغيرة متكررة يبدأ بعدها المريض في فقدان تدريجي للذاكرة .
ويأتي المرض الشهير وهو داء “الزهايمر” على قمة مخاوف الناس خاصة مع التقدم في السن، ويبقى أن نعرف بعض المعلومات عن هذا المرض :-
• ليس كل ما يسمى بفقدان الذاكرة عند كبار السن هو داء الزهايمر فمع كل ما تم ذكره من مسببات سابقة إلا أن هناك ضعف بالذاكرة مرتبط بالسن في بعض الأحيان، وهذا يعتبر مرضا حميدا لأنه لا يتطور إلى داء الزهايمر.
• أما داء الزهايمر فهو ينتج عن ضمور في خلايا المخ نتيجة تراكم مواد عضوية ضارة لا تستطيع الخلايا التخلص منها فتبدأ في الموت التدريجي .
• كما أن هناك بعض الجينات التي تتسبب في حدوث داء الزهايمر مما يعني أن عامل الوراثة وارد في ذلك المرض.
وللوقاية من أمراض الذاكرة ينصح الدكتور أحمد محمد عبد العليم أستاذ الأمراض العصبية القراء والمسنين منهم بشكل خاص بالحفاظ على النشاط الذهني والعقلي في القراءة والعمليات الحسابية وممارسة ألعاب الذكاء، فيذكر أن أحد المرضى كان يمارس هواية الشطرنج ومع ذلك استمر بممارستها حتى بعد أن وصل إلى مرحلة متقدمة من المرض، ويوجد في الوقت الحالي بعض العقاقير التي تساعد على تحسين وظائف الذاكرة عند مريض الزهايمر وتقلل معدل تطور المرض بحيث يمكن للقائمين برعاية المريض التفاعل معه بسهولة ولكن لم يتم التوصل حتى الآن لعلاج نهائي لهذا المرض، واتباع بعض الإرشادات العامة للحفاظ على الذاكرة وذلك بالابتعاد بقدر الإمكان عن التوتر والقلق والإجهاد والالتزام بالغذاء الصحي والفيتامينات وعلاج الاكتئاب فور حدوثه، كما يجب على أصحاب الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر والقلب الاهتمام بصحتهم وأخذ العلاج والمتابعة بصفة منتظمة لتفادي المضاعفات على المخ والجهاز العصبي مما يؤدي إلى اضطراب الذاكرة وفي حالة وجودها عند شخص مسن بالأسرة يفضل مراجعة الطبيب المختص في أسرع وقت للقيام بقياسات القدرات الذهنية والتشخيص المبكر بداء الزهايمر، حيث يمكن الاستفادة بالعقاقير في المراحل الأولية من المرض والمساعدة في السيطرة على تطور المرض.