2-11-2024 | 10:12
أحمد فاخر
مع دخول فصل الشتاء تتمادى درجة حرارة الطقس في الانخفاض، وتزامناً مع بداية العام الدراسي يزداد تعامل الشباب والأطفال والاحتكاك بينهم في المدارس والجامعات، ولكن تأتي الرياح أحياناً بما لا تشتهي السفن فيصاب أبناؤنا ببعض الأمراض والالتهابات التي تؤثر بالسلب على صحة الأذن وغيرها من أعضاء الجسم .
يقول الدكتور أحمد المراغي أستاذ الأنف والأذن والحنجرة إن أغلب تلك الإصابات تكون عبارة عن التهابات في قناة الأذن الخارجية وتكون التهابات فطرية وهو ما يعرف بـ «عيش الغراب» أو التهابات بكتيرية وتختلف حسب نوع الالتهابات المسببة للإصابة لأنه من المعروف أن المياه بطبيعتها تعتبر وسطا صالحا لتواجد البكتيريا والفطريات المختلفة، وبالتالي مع الاستحمام في فصل الشتاء لا تجف المياه من الأذن بسرعة مما قد يعرض الإنسان للإصابة بتلك الالتهابات، ولكن هذا لا يمنع من الإصابة ببعض الالتهابات الأقل شيوعاً بسبب دخولها الجسم عن طريق البلعوم الأنفي أو حتى عن طريق القناة الخارجية للأذن الوسطى، ولابد في جميع الأحوال من استشارة طبيب مختص في حالة الإصابة بأي نوع من الالتهابات.
ومن أهم أعراض إصابة قناة الأذن الخارجية بالتهابات هو الشعور بألم شديد خاصة عند الأطفال لدرجة أن الطفل لا يجرؤ على لمس أذنه، وسبب ذلك الألم أن الأعصاب الطرفية في قناة الأذن الخارجية موجودة في مكان ضيق جداً بين الجلد والعظم، ولهذا عندما يحدث تورم بالأنسجة يؤدي ذلك لضغط شديد على الأعصاب مما يؤدي لألم عنيف، كما أن تورم الأنسجة قد يسبب إغلاقا لقناة الأذن فيؤدي لضعف بالسمع، وأحياناً تزيد الإصابة ليحدث احتقان بالقناة الخارجية، وأحياناً أخرى تظهر إفرازات صديدية بأنواعها المختلفة.
أما بالنسبة للإصابة بالتهابات الأذن الوسطى يشير الدكتور جمال الصيرفي استشاري أمراض السمع والاتزان بأن تلك الأنواع من الالتهابات تعتبر أقل شيوعاً، وتمر الإصابة بها بعدة مراحل أولها احتقان على قناة أستاكيوس، ثم حدوث التهاب بتجويف الأذن الوسطى، وتزيد الإصابة لتحدث احتقان على طبلة الأذن مما يؤدي لتمدد بالأوعية الدموية وتورم بالأنسجة على طبلة الأذن فيسبب ضغط على الأعصاب الطرفية الذي بدوره يجعل الألم غير محتمل، ولكن في جميع الأحوال سواء في حالات الإصابة بالتهابات الأذن الخارجية أو التهابات الأذن الوسطى يجب استشارة طبيب مختص لاتخاذ اللازم، ففي حالات التهاب الأذن الخارجية يكتب الطبيب مضادات حيوية وقطرات معينة للأّذن حسب نوع الالتهاب إذا كان بكتيريا أو فطريا مع استخدام المسكنات، أما بالنسبة لعلاج التهاب الأذن الوسطى فيختلف حسب مرحلة الإصابة، وللوقاية من تلك الالتهابات يفضل استخدام سدادات الأذن المختلفة مع ملاحظة أن تكون مناسبة لمقاس القناة الخارجية حيث أنها سواء كانت أصغر أو أكبر في الحجم سوف يصعب تثبيتها بإحكام مما يسبب تسريب المياه داخل الأذن.
ومن جهة أخرى يضيف الدكتور محمد عبدالعليم أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بأنه تحدث الشكوى أحياناً من حكة الأذن، وهي عبارة عن إحساس متواصل بالرغبة في الهرش عند منطقة الأذن، ويحدث ذلك إما بسبب الإصابة بالتهابات حادة في الأذن أو حساسية في الجلد المبطن للأذن الخارجية.
ومن أهم الأعراض الشائعة للالتهاب الحاد بالأذن هي تأثر جودة السمع وظهور بعض الإفرازات تخرج من الأذن ولكنه يعتبر مرضا بسيطا سهل العلاج لا يدعو للقلق على الإطلاق، ومن أشهر طرق العلاج تكون عن طريق إعطاء المريض بعض أنواع مضادات الفطريات بعد إزالة تلك الفطريات، ولكن يمكن أن يصاب المريض به مرة أخرى إما بسبب عدم تناول المضاد المناسب لحالته أو بسبب أن أغلب المرضى لا ينتظمون على العلاج كما يصفه الطبيب بل يتوقف المريض عن تناول العلاج بمجرد الشعور بزوال الأعراض.
أما عن أسباب الإصابة بحساسية الجلد المبطن للأذن الخارجية تكون عند بعض المرضى نتيجة دخول المياه إلى الغلاف المبطن للأذن، وفي تلك الحالة يجب على المريض أن يتجنب اقتراب المياه من أذنه بقدر الإمكان بالإضافة لاستخدام مضادات موضعية في الأذن، وفي بعض الحالات يحتاج لمضادات على هيئة أقراص لتساعد على السيطرة على المرض ورجوع الحالة إلى طبيعتها في أسرع وقت.
ومن أشهر السلوكيات السيئة لدى المرضى هي استخدام أعواد الأذن المنتشرة في الأسواق والصيدليات، حيث إنه يحدث في بعض الحالات بأن تخرج القطنة المغلفة للعود أثناء استخدامه وتظل داخل الأذن مما يصعب على المريض إخراجها وقد يؤدي إلى حدوث إصابات داخل قناة الأذن أو أن تسبب التهابات داخلية أو أن تزيد من كمية إفرازات الشمع داخل الأذن ومشاكل أخرى نحن في غنى عنها، لذلك ننصح دائماً قراءنا الأعزاء بعدم استخدام تلك الأعواد سواء بعد الاستحمام أو في أي وقت آخر لأن أضرارها تفوق مزاياها والوقاية خير من العلاج.