5-7-2025 | 11:22
إيهاب سلامة
يدخلُ الصيف فترتفع درجات الحرارة، وتصبح صحة كبار السن في خطر متزايد، فهذه الفئة العمرية تتسم بضعف عام في وظائف الجسم، مما يجعلهم أكثر عرضة للتأثر بالتغيرات المناخية والبيئية. وبالرغم من أن الصيف يحمل كثيرًا من الأنشطة والفرص، إلا أنه يحمل أيضا تحديات صحية جسيمة لكبار السن تتطلب انتباها خاصا من الأسرة والجهات الطبية.
في هذا التحقيق المطوّل، نسلط الضوء على أبرز المخاطر الصحية التي قد تهدد كبار السن في فصل الصيف، ونتناول الجوانب المتعلقة بالجهاز الهضمي والقلب، من خلال رؤى وتوصيات كل من الدكتور أشرف الحلوجي، استشاري أمراض الجهاز الهضمي، والدكتور أسامة جلال، استشاري أمراض القلب.
يتميز جسم الإنسان في مرحلة الشيخوخة بانخفاض قدرته على التكيف مع التغيرات الحرارية، حيث يقلّ الإحساس بالعطش، وتضعف قدرة الجسم على تنظيم درجة الحرارة الداخلية، لذا تزداد احتمالية الإصابة بـالجفاف الشديد وضربات الشمس وهبوط الضغط المفاجئ والدوخة وفقدان التوازن واضطرابات الجهاز الهضمي ومشكلات في القلب والشرايين والتأثيرات الجانبية للأدوية بسبب الحرارة.
الجهاز الهضمي
يؤكد د. أشرف الحلوجي استشارى الجهاز الهضمى والكبد أن حرارة الصيف تؤثر سلبا على أداء الجهاز الهضمي، خاصة لدى كبار السن الذين يعانون من مشكلات مزمنة كعسر الهضم، والتهابات القولون، والإمساك.
ومن أهم التحديات التي تواجه الجهاز الهضمي في الصيف:
1. نقص تناول السوائل:
كبار السن غالبا لا يشعرون بالعطش بشكل طبيعي، مما قد يؤدي إلى جفاف الأغشية المخاطية في الجهاز الهضمي.
2. الإمساك المزمن:
قلة شرب المياه، وقلة الحركة، وتناول أطعمة قليلة الألياف تؤدي لتفاقم الإمساك، ما قد يسبب مضاعفات خطيرة كالبواسير أو الشرخ الشرجي.
3. التسمم الغذائي:
نتيجة تناول أطعمة ملوثة أو مخزنة بطريقة خاطئة في الطقس الحار، وهو ما قد يؤدي إلى إسهال شديد أو قيء.
4. ضعف الشهية:
يشعر المسنون بفقدان الرغبة في تناول الطعام في الحر، مما يؤدي لسوء التغذية ونقص الفيتامينات والمعادن.
كما ينصح الدكتور الحلوجي بشرب الماء بانتظام (حتى في غياب العطش)، بحد أدنى 8-10 أكواب يوميا والإكثار من تناول الخضراوات الطازجة مثل: الخس والخيار، والفواكه مثل: البطيخ والكنتالوب، والابتعاد عن الأطعمة المقلية والحارة والمحفوظة، وتناول الوجبات بكميات صغيرة ومتعددة على مدار اليوم، والمحافظة على نظافة الطعام والتخزين الجيد، خاصة اللبن والعصائر واللحوم، واستخدام ملينات طبيعية مثل زيت الزيتون، وتناول الحبوب الكاملة، ومراجعة الطبيب فور ظهور أي أعراض مثل: المغص أو الغثيان أو الإسهال.
أمراض القلب
يتأثر القلب بشدة بارتفاع درجات الحرارة، ويشير د. أسامة جلال استشارى أمراض القلب إلى أن الجهاز الدوري يعاني من ضغط شديد في الجو الحار، حيث يقوم القلب بضخ كمية أكبر من الدم لتبريد الجسم عن طريق توسيع الأوعية الدموية.
المخاطر القلبية في الصيف:
1. انخفاض ضغط الدم:
توسع الأوعية نتيجة الحرارة قد يؤدي إلى انخفاض الضغط، ما يسبب دوخة، وصداع، والشعور بالإرهاق.
2. زيادة الجهد على عضلة القلب:
في محاولته لتعويض فقدان السوائل والأملاح، يبذل القلب جهدًا إضافًا، ما يمثل خطرًا على مرضى ضعف عضلة القلب.
3. اختلال في نبض القلب:
التعرق الزائد قد يؤدي إلى فقدان البوتاسيوم والماغنيسيوم، مما قد يسبب اضطرابات في نظم القلب.
4. الجلطات القلبية:
الجفاف ونقص السوائل يزيد من لزوجة الدم، مما يرفع خطر الجلطات.
أما عن النصائح لتلافى كل هذا فيقول الدكتور أسامة جلال:
عدم الخروج من المنزل في أوقات الذروة (من 12 ظهرًا إلى 4 عصرًا).
البقاء في أماكن جيدة التهوية أو مكيّفة، وتجنب الأماكن المزدحمة.
الالتزام بتناول الأدوية في مواعيدها، خصوصًا أدوية الضغط والسيولة.
شرب محاليل تحتوي على أملاح طبيعية تحت إشراف الطبيب، لتعويض ما يفقده الجسم.
مراقبة معدل ضربات القلب والضغط بشكل دوري.
تقليل الجهد البدني، والحرص على الراحة قدر الإمكان.
أما عن التغذية الصحية في الصيف لكبار السن، فينصح بالتركيز على الوجبات الخفيفة مثل الزبادي، والفواكه، والشوربة الباردة،وتقليل تناول البروتين الحيواني واستبداله بالبقوليات والأسماك.
تجنب المشروبات الغازية والمنبهات التي تزيد من فقدان الماء.
تناول مشروبات طبيعية مرطبة مثل: الكركديه، الليمون، النعناع.
كما يحتاج كبار السن إلى رعاية مستمرة من أفراد الأسرة، ليس فقط من الناحية الصحية، بل النفسية والاجتماعية أيضًا، فيجب التحدث معهم، إشراكهم في أنشطة خفيفة، وتوفير بيئة آمنة في المنزل فكلها أمور تحسن من جودة حياتهم ، وينبغي التوجه للطبيب فور ظهور الأعراض التالية:
الشعور المستمر بالدوخة أو الإغماء.
ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم أو انخفاضه.
تورم في الساقين أو زيادة سريعة في الوزن.
إسهال أو قيء مستمر.
ارتفاع في درجة الحرارة.
اضطراب في نبض القلب.
فقدان الشهية تماما لأيام متتالية.
فيأتي الصيف بما يحمله من دفء وشمس، لكنه قد يمثل خطرا صامتا على صحة كبار السن، ومع الاهتمام والرعاية الطبية المستمرة، والتغذية السليمة، والحرص على الراحة، يمكننا مساعدة آبائنا وأجدادنا على عبور هذا الفصل بسلام وراحة.