مما لاشك فيه أن المظهر العام لشكل الجسم يكون فى قمة الأولويات لدينا بل إنه يؤثر فى الحالة المزاجية، والنفسية، ولكن للوصول إلى الشكل المثالى نحتاج إلى عدة أدوات منها الحذر والعلم والتأكد من سلامة كل خطوة، وبخاصة عندما نلجأ إلى استخدام الأدوية لتحقيق ذلك، فماذا عن الخطوات التى ينبغى عليك مراعاتها قبل اللجوء إلى هذا لتحقيق حلم الرشاقة؟ يقول الدكتور إيهاب حسن الشهاوى أخصائى الصحة الغذائية: انتشرت فى الفترة الأخيرة شركات ومواقع خاصة علي السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية، والتي تروج بشكل قوي جدا لمنتجات خاصة بإنقاص الوزن لسد الشهية أو حرق الدهون، وهنا يجب التوضيح أن كل هذه الأدوية والمنتجات فى منتهي الخطورة علي الصحة العامة بلا استثناء خاصة إذا تم استخدامها بشكل عشوائي بدون مراجعة الطبيب، لكن نستطيع أن نقول إن المرخصة تعد الأقل خطورة أو لا تظهر أعراضها السلبية إلا بعد استخدامها مدة طويلة، وليست طبعا كحال باقى الأدوية الأخرى التي تروج علي التليفزيون والسوشيال ميديا والأخرى المهربة التي تباع فى بعض الصيدليات ويحتوى بعضها على (السيبوترامين المسرطن) والمؤدي لضعف عضلة القلب، أما البعض الأخر فيحتوي علي الكروميوم المخلق 6+ وهو فى غاية الخطورة علي الكبد والبنكرياس بخلاف الكروميوم الطبيعي المتواجد بالعناصر الغذائية 3+ وهو مفيد جدا صحيا. ويضيف: هنا نجد أن هناك عواقب وخيمة سوف يتعرض لها الفرد نتيجة إصراره على سلك هذا الاختيار والطريق، منها أضرار مادية و معنوية مثل الضرر المادي الناتج عن استمرار شراء هذه الأدوية والضرر المعنوي والصحى، وأيضا زيادة الوزن بعد توقف أدوية التخسيس والرشاقة بشكل أكثر، مما كان عليه قبل البدء فى تناول تلك العقاقير. وأما عن المضاعفات الصحية فيحدث فى أغلب الحالات هبوط عام فى الدورة الدموية و الجسم وزيادة معدل ضربات القلب وشعور بالرعشة قد يصل للإغماء والتوتر والعصبية وشحوب الوجه وتساقط الشعر وهالات سوداء حول العين وأنيميا من الدرجة الأولى وتسبب أيضا التهابات المعدة والقولون واضطراب غدد وهرمونات الجسم المختلفة و أخيرا الأرق واضطراب النوم. ويوضح أن الهدف من إنقاص الوزن هو الحفاظ علي الصحة وليس تدمير الصحة، وأفضل وسيلة لإنقاص الوزن هي إتباع نظام غذائي صحي تحت إشراف ومتابعة أخصائي تغذية أو دكتور علاج طبيعي. وتوضح لنا الدكتورة ابتهال عاطف أخصائية الصحة الغذائية إن السمنة تعتبر فى الوقت الحالي مرض العصر، وذلك لتأثيرها المباشر فى كثير من الأمراض ونتيجة لذلك اقتحمت الأسواق أنواع كثيرة من الأدوية التي تزعم أنها تخلصنا من السمنة وأضرارها. وهناك معايير كثيرة لتقييم الوزن نذكر منها مؤشر كتلة الجسم ويمكن حسابه بقسمة الوزن بالكيلوجرام على الطول بالمتر المربع ويمكن تقييم النتائج كالتالي: إذا كان الناتج من 18.5 إلى 24.9 ذلك يعني أن الوزن مثالي إذا كان الناتج من 25 إلى 29.9 ذلك يعني أن الوزن زائد - إذا كان الناتج من 30 إلى 34.9 ذلك يعني سمنة درجة أولى - إذا كان الناتج من 35 إلى 39,9 ذلك يعني سمنة درجة ثانية - إذا كان الناتج فوق 40 ذلك يعني سمنة مفرطة جداً. وهناك الكثير من المؤشرات يجب أن تؤخذ فى الاعتبار عند تقييم مستوى السمنة والوزن المثالي مثل الصحة العامة للشخص والكتلة العضلية ومستوى النشاط. ونظرا لتأثير السمنة على كثير من مناحي الحياة وبحثنا الدائم عن الرشاقة وحلم النزول السريع فى الوزن ظهرت لنا الكثير من الأدوية التي احتلت الأسواق بزعم تخليصنا من السمنة والوصول إلى الوزن المثالي، ويجب أن نشير إلي أن أي شخص لا يستطيع تناول دواء بدون إشراف طبي ومتابعة دورية وإيمانا منا بنشر الوعي سوف نتحدث عن أنواع الأدوية المساعدة فى إنقاص الوزن وأيضا مخاطر بعض الأدوية وأضرارها. ويجب أن ننبه إلي أن عملية إنقاص الوزن من المفترض أن تكون أسلوب حياة صحي وليس فقط نزول على الميزان، وذلك ضمانا لاستمرار النتائج والحفاظ على الوزن وعدم العودة مرة أخرى للسمنة وتنقسم أدوية علاج السمنة إلى أدوية تساعد على الإحساس بالشبع، وبالتالي تقليل نسبة الطعام فى الوجبة مثل الأدوية التي تحتوي على نسبة من الألياف التي تقوم بمليء المعدة، ولذلك نشعر بالشبع سريعا ونكتفى بالكمية المخصصة لنا من السعرات بدون زيادة، وهذه الأدوية لها نسبة أمان عالية . وهناك بعض الأدوية غير الآمنة نهائيا وليس لها ترخيص من وزارة الصحة، ولا من أية هيئة دوائية ومجهولة المصدر والمكونات ولها أضرار خطيرة على صحة الإنسان وقد تتسبب فى مضاعفات خطيرة منها زيادة ضربات القلب والاكتئاب والصداع المستمر. ولذلك ننصح دائما عند أخذ أي دواء يجب أن يكون تحت إشراف طبي وأن يكون الدواء مرخصا وله بيانات ومكونات كاملة، ويجب أن نتذكر دائما أن إنقاص الوزن ليس بالدواء بل بتغيير أسلوب الحياة والاستمرار على نمط حياة صحي حتى نصل إلى حلم الرشاقة فلا تجازفوا بصحتكم وأموالكم ولا تنجذبوا للإعلانات الدعائية التي تبهركم من أجل الشراء والمكسب السريع، فبعض كيلوجرامات ننقصها لنكسب صحتنا فلا تدمروا صحتكم بدواء مجهول المصدر.