28-9-2022 | 17:09
حوار: نهى عاطف
مع بداية فصل الخريف، تكثر الإصابات بحساسية الأنف، ومشاكل الجيوب الأنفية نتيجة الأتربة، والغبار. في هذا الحوار يشرح لنا الدكتور فادي سمير لوقا استشارى جراحة الأنف والأذن والحنجرة بمعهد السمع والكلام وعضو الأكاديمية الأمريكية لجراحى الأنف والأذن، أسباب الإصابة، وطرق الوقاية، وخطوات العلاج المختلفة. إلى نص الحوار.
- هل من الممكن أن يصاب الشخص بحساسية الأنف من دون تاريخ وراثي؟
نعم من الممكن أن يصاب الشخص بحساسية الأنف وليس هناك أى شخص فى التاريخ العائلي له مصاب به ، فهذا ظهر بوضوح مع جائحة كورونا فهناك العديد من الأشخاص لم يشتكوا من قبل بحساسية الأنف فمع الجائحة أصبحوا يعانوا من انسداد الأنف باستمرار مع آلام بالصدر ومشاكل عامة بالجسم ، فإن الكورونا من الفيروسات التى أدت إلى زيادة فى المؤثر الخارجى عن طريق خلل ما فى الجينات وإلى الآن لم يعرف السبب..
- كيف يمكن التفريق بين حساسية الأنف والجيوب الأنفية؟
الحساسية هي رد فعل الجسم لأى مؤثر خارجى على سبيل المثال اشم رائحة شديدة نفاذة تكون مصحوبة بالكحة أو العطس أو انسداد الأنف أو سيلان بالأنفب ويجب أن نعلم جيدا بأن مصابى حساسية الأنف يصابون أيضا بمشاكل فى الصدر والعكس صحيح مرضى حساسية الصدر فى الأغلب يكون لديهم أيضا حساسية الأنف ، وأكثر من 80% من مرضى حساسية الصدر لديهم حساسية الأنف أيضا وحوالى 50%من مرضى حساسية الأنف لديهم حساسية الصدر ، وذلك بدرجات متفاوتة فهناك درجات تحتم على المريض استخدام بخاخة الصدر، وهناك درجات يتم علاجها من خلال الأقراص .
- كيف يمكن للمريض تشخيص نفسه بنفسه؟
أولا: هناك حساسية موسمية، وهناك حساسية طوال العام وهذا هو التقسيم القديم، ولكن الآن فى المجلات العلمية العالمية يتم التشخيص بدرجات متفاوتة بالحساسية البسيطة والمتوسطة والشديدة ، ولكن إذا رجعنا إلى التقسيم القديم فإن هناك مرضى يعانون من حساسية المواسم والفصول فهى تزداد جدا فى فصل الربيع ودخول فصل الشتاء فهى تزداد فى نصف شهر 3 إلى طوال شهر 4 أو من شهر 10 إلى شهر 11 وذلك فى مصر ، ولكن هناك مرضى يعانون من الحساسية طوال العام ليس لها علاقة بالمواسم .. وفي الحقيقة معظم الناس حاليا لديهم حساسية طوال العام لأننا أصبحنا فى مواسم غير واضحة عكس الماضى، لذلك لا نستطيع أن نقول بإن هناك حساسية موسمية فى الوقت الحالى .
- هل من الممكن أن يصاب الشخص بحساسية مرة واحدة ولا تعود مرة أخرى؟
إذا كانت حساسية وتم تشخيصها بحساسية أنف لابد وأن تعود مرة أخرى ، ولكن إذا كانت حساسية نتيجة دور برد فهنا تذهب ولا تعود مرة أخرى ، ولكن مريض الحساسية هو مريض حساسية طول العمر مثل مريض السكر والضغط فهو مريض طول العمر، ولكن الفرق بينه وبين الأمراض الأخرى أن السكر والضغط لهما علاج طول العمر، ولكن مريض الحساسية فى الأغلب يلجأ للعلاج إذا شعر بالتعب وليس طوال الوقت.
- كيف يمكن تجنب المشاكل التى تكون نتيجة الحساسية ؟
أولا: الوقاية خير من العلاج. أنت تعلم أنك مريض حساسية فلا تجلس بجوار شخص مدخن أو تجنب الجلوس وسط أشخاص يضعون العطور النفاذة وأيضا عدم تربية الحيوانات الأليفة بالمنزل، مع الاهتمام بكى الملايات وأكياس الملايات لأنها مهمة جدا بسبب حشرات الفراش التى تتسبب فى زيادة نسبة الحساسية الأنفية ويجب أن نعلم أن حشرات الفراش موجودة فى كل المنازل وليس فى منازل معينة ، ويجب أن يكون المنزل غير ممتلئ بالسجاد وإذا لزم الأمر يجب أن يوضع عليها أكياس بلاستيكية لمنع الوبرة التى تخرج منها ، وأيضا البطانية يجب وضع كسوة عليها لعدم زيادة فرصة الإصابة بالحساسية .
ثانيا: لا يوجد أى طفل قبل إتمامه عمر 5 سنوات يتم تشخيصه بمرض الحساسية الأنفية حتى إذا كان يعانى من أعراضها لأن لتشخيصها يجب أن يكون الجهاز المناعى لديه اكتمل حتى يظهر فيه إذا كان مصابا بالحساسية أم لا ، لأنه بعد عمل سونار اأى جى ى IGEب يظهر به إذا كانت مرتفعة أم لا فهذا لا يظهر فى السن الصغيرة ، فيصعب تشخيص الطفل قبل إتمامه سن 5 سنوات .
- إذن .. ما هو علاج الحساسية الأنفية؟
الحساسية تسبب تضخما فى غضاريف الأنف ما يؤدي إلى انسداد بالأنف ويكون العلاج فى الأغلب بأقراص للحساسية مع بخاخ للأنف ، وتحتوي تلك البخاخات على الكورتيزون وهو آمن تماما فى معظم الحالات، وهناك بعض المرضى بدون الرجوع للطبيب يقومون بوضع انقط الأنفب فيجب أن نعرف أولا الفرق بين البخاخات والنقط ، فالبخاخات تحتوى على مواد بها مادة الكورتيزون بنسب معينة آمنة جدا للاستخدام اليومى طوال العمر، ولكن انقط الأنفب إذا تم استخدامها بمدة أطول من أسبوع أو أسبوعين تسبب زيادة نسبة الحساسية مع زيادة نسبة تضخم الغضاريف فيؤدى إلى انسداد الأنف بصورة أكبر ، ومن الممكن أن يتسبب في ضمور الغشاء المخاطى للأنف مع ارتفاع فى ضغط الدم ومشاكل أخرى كثيرة، لذلك لا ينصح باستخدامها .
- ماذا لو لم يستجب المريض لهذا العلاج؟
فى هذه الحالة يكون هناك نوع من العلاج عبارة عن امصل الحساسيةب يكون لدى طبيب الحساسية المختص من خلال إجراء الطبيب اختبار للمريض لمعرفة سبب الحساسية ، ويتم عمل مصل لها .
ولكن للأسف فى العالم بأكمله لا تزيد نسبة نجاح هذا المشروع علي نسبة من 20% إلى 25% لذلك لانبدأ به لأنه فى الأغلب يأخذ الكثير من الوقت ومن الممكن عدم نجاحه .
ولكن هناك حلول أخرى فى الحالات الشديدة ،حيث يتم أخذ الكورتيزون من خلال الفم، ولكنها تكون صعبة جدا لمرضى السكر ومرضى الضغط ، لذلك يكون استخدامها قليلا للغاية ، ولكن أحيانا نلجأ لها إذا كان المريض يشعر بالإعياء الشديد ، وهناك علاج جديد ظهر وهو عبارة عن حقن يتم أخذها كل شهر لمدة 6 أشهر فالنتائج إلى الآن ليست واضحة فى العالم بأكمله ، ولكن مشكلة هذه الحقنة هى ثمنها الباهظ فسعر الحقنة الواحدة من 6 آلاف إلى 7 آلاف جنيه مصري ، ويتم أخذها كل شهر ولمدة 6 أشهر فهى مكلفة ونتائجها غير واضحة .
- وماذا عن العلاج الجراحى؟
أحيانا نلجأ إلى العلاج الجراحى كآخر خطوة، وتكون الجراحة عبارة عن إزالة الجزء المتضخم من الغضاريف بالأنف حتى يستطيع المريض التنفس ، وتتم الإزالة سواء بالليزر أو بأجهزة أخرى مختلفة ، ولكن من الممكن أن يرجع مرة أخرى، ولكن باستخدام الكى وليس الجراحة ، وحتى إذا عادت مرة أخرى يكون المريض قد ارتاح من الألم فترة من الزمن واستطاع أن يتنفس بصورة جيدة ، ويتم إجراؤها فى أغلب الحالات فى العيادات الخاصة باستخدام البنج الموضعي.
- وماذا عن إهمال الشخص علاج الحساسية وعدم أخذ العلاج؟
إذا لم يأخذ المصاب العلاج يتسبب ذلك فى تكوين لحميات داخل الأنف ، وتلك اللحميات مشكلة أصعب من الحساسية لأن تلك اللحميات تؤدى إلى انسداد الأنف بالكامل، حيث تخرج إفرازات من الأنف تسير للصدر وتتسبب في انسداده وهنا يكون التدخل الجراحى ضروريا.