تشكو الكثير من النساء من وجود آلام في كف اليد تتلخص في الشعور بكهرباء وتنميل في أصابع اليد، حيث يستيقظن مساءً بسبب تلك الآلام. ولأن هذا الموضوع يهم الكثير من السيدات، في هذا التحقيق نتعرف عن قرب على أسباب تلك الآلام وكيف نتفاداها. الدكتور محمد حمادة أستاذ علاج الألم يقول إن العصب الأوسط للرسغ هو عبارة عن عصب يمر من الذراع إلى أسفل الكف حتى يصل إلى الأصابع، كما أن هناك رباطا موجود أسفل الكف مباشرة يطلق عليه (النفق الرسغي) بحيث يحكم الأوتار حتى لا تتحرك من مكانها عند القيام بتحريك أصابع الكف. أما العصب الأوسط فهو يعمل على تغذية كلٍ من الإبهام والسبابة والوسطى بالإضافة لمنتصف البنصر من الداخل بينه وبين الوسطى، ومرض متلازمة العصب الرسغي عبارة عن حدوث تضخم في الرباط المحيط بالأوتار والعصب المغذي لأصابع اليد، وبالرغم من أن هذا التضخم لا يؤثر بشكل مباشر على الأوتار إلا أنه يؤثر بالسلب نتيجة الضغط على العصب الرسغي مما يسبب الشعور بكهرباء وتنميل وحرقان ونغز في الثلاث أصابع المذكورة ونصف البنصر. ويمكن أن يصيب هذا المرض من يستخدمون أصابعهم بشكل كبير يومياً مثل: من يكتبون على الكمبيوتر وعازفي البيانو وغيرهم، كما يمكن أن يحدث انتفاخ في كف اليد مما يجعل المريض يهز كف يده بشكل سريع لتخفيف الشعور بالوخز والحرقان وغالباً ما يحدث ذلك خلال ساعات الليل، ومع زيادة تضخم الرباط المحيط بالأوتار تزيد الآلام بشكل لا يمكن تحمله نتيجة لتضرر العصب نفسه، لذلك ننصح دائماً المريض بالتوجه للطبيب المختص أثناء المرحلة البسيطة والمتوسطة، حيث إنه يصعب العلاج وزوال الألم بشكل نهائي في المراحل المتأخرة من المرض، مما يضطر المريض لاستخدام بعض الأدوية المضادة للاكتئاب والتشنجات لتخفيف الألم بقدر الإمكان نتيجة تضرر وتلف العصب. ويتم العلاج عن طريق عدة مراحل حسب قوة الإصابة: أولاً: العلاج الدوائي - إعطاء المريض مضادات للتورم بحيث نخفف التورم الموجود برباط الرسغ مما يقلل الضغط على العصب وبالتالي يقل الألم. - إعطاء المريض كرة مطاطة، حيث يضغط عليها بأصابع يده من حين لآخر كنوع من تمرين العلاج الطبيعي. - إعطاء المريض بعض الفيتامينات لتقوية الأعصاب مثل: فيتامين (ب) كعامل مساعد في تقوية الأعصاب. ثانياً: العلاج الجراحي نلجأ له في حالة عدم قدرة المريض على تناول علاج دوائي أو عدم استجابة الجسم له وعدم وجود تحسن، ويكون كالتالي: - تسليك للعصب بالحقن عن طريق الدخول أسفل العصب بإبرة لتحريره بخليط من محاليل مذيبات التليفات والالتصاقات ومضادات الالتهاب والأكسجين النشط بالإضافة للمحلول الملحي ومخدر بسيط؛ ليعملوا على تخفيف ضغط الرباط على العصب وكل ذلك يتم تحت جهاز الموجات فوق الصوتية وبالتالي تخفيف الألم وحماية العصب من التلف. - في حالة تضرر العصب بالفعل نلجأ إلى استخدام التردد الحراري بالإضافة لما سبق ذكره. ومن جهته أضاف الدكتور حسام محمود النجار استشاري الروماتيزم والمناعة بأن أغلب المصابين بمتلازمة العصب الرسغي أو اختناق العصب الأوسط لليد يكونون من النساء حيث تكون أغلب الشكاوى المرتبطة بهذا المرض الشعور بالتنميل في أصابع اليد خاصة أثناء فترات النوم مساءً أو الشعور بألم وتنميل في ثلاثة أصابع فقط دون الإصبعيين الآخرين باليد، ومن أهم الأعراض المصاحبة لهذا المرض: - الشعور بكهرباء في كف اليد عند الطرق عليه. - ضعف الأعصاب بقبضة اليد مما يصعب على المريض ضم يده للإمساك بشيء. ونقوم بعمل رسم للعصب إذا قمنا بالذهاب للطبيب المختص واستخدمنا كل العلاج التحفظي دون نتيجة بسبب الضغط الشديد على العصب مما يستدعي التدخل الجراحي، وهناك بعض التصرفات التي تضغط على العصب مثل: الغسيل المفرط للأطباق وفرك الصحون بشكل يومي، كما أن الإصابة بالنقرس والروماتويد لهما عامل مؤثر للإصابة، حيث يؤدي لالتهاب الرسغ، كما أن هناك أمراضا أخرى يمكن أن تسبب الضغط على العصب الرسغي مثل: مرض السكر والغدة الدرقية، هذا بالإضافة لاحتمالية وجود مشاكل بالعظام نفسها مما أدى إلى الضغط على العصب. ويمكن تقليل الشعور بالألم عن طريق مجموعة من الطرق العلاجية كالتالي: 1- إرتداء جبيرة مخصصة للرسغ تباع في الصيدليات ويتم ارتداؤها طوال النهار وخلعها عند النوم. - تناول أدوية عن طريق الطبيب منها مسكنات ومنها التي تساعد على تقليل الضغط على العصب. 3- وضع اليد في مياه دافئة حيث يساعد بشكل كبير في تقليل الشعور بالتنميل. 4- منع تناول ملح الطعام والدهون. 5- منع الأنشطة التي تساعد على الضغط الشديد على العصب مثل: غسيل الصحون بقوة أو حمل أكياس وحقائب ثقيلة. 6- تناول مكملات غذائية تساعد في تقليل الأعراض. 7- اختيار الوضع الصحيح للنوم لتجنب التحميل على العصب بناءً على استشارة الطبيب. 8- ممارسة بعض التمرينات البسيطة لكف اليد والرسغ لتسهيل أداء العصب. 9- وضع الثلج على الرسغ لتخفيف الألم. - العلاج عن طريق الحقن الموضعي. وفي حالة فشل كل ما سبق في احتواء الألم والسيطرة عليه نضطر إلى اللجوء إلى القيام برسم العصب وعملية تسليك العصب، وبالتالي في حالة وجود أحد أو بعض الأعراض السابقة نرجو التوجه أولاً إلى طبيب أمراض روماتيزمية في البداية للتأكد من أنه لا يوجد مرض أو سبب آخر هو الذي يؤدي لتلك الأعراض تجنباً لأخذ علاج خاطئ يمكن أن يسبب ضرراً أو حتى يكون دون جدوى. وفي النهاية يشير الدكتور أحمد الشامي أخصائي العلاج الطبيعي إلى أن الإصابة بمتلازمة العصب الرسغي تحتاج إلى قيام المريض ببعض تمارين العلاج الطبيعي البسيطة، وذلك عن طريق القيام بتحريك العصب نفسه عن طريق التالي: أولاً: فرد الذراع الذي به اليد المصابة بجانب الجسم بشكل يكون عمودي عليه بحيث يكون كف اليد يتجه للأعلى، ثم القيام بشد الدماغ باستخدام الذراع الآخر ناحيته، مع جعل كف اليد المفرود في الذراع المصاب يتجه للأسفل والأعلى ببطء. ثانياً: فرد الذراع للأعلى أمام الجسم حيث يكون عموديا عليه كأنني أشير على شيء ما، ثم القيام بضم كف اليد كأنني أمسك بشيء داخله مع تحريك كف اليد فقط إلى الأعلى والأسفل وهو مضموم ثم فرد أصابع اليد حيث تكون إلى الأعلى، ثم شد أصابع اليد إلى الخلف ناحية الجسم باستخدام اليد الأخرى. ويجب أن يتم عمل تلك التمارين لمدة 30 ثانية ثم نرتاح لمدة دقيقة ونكررها مرة أخرى، على أن يتم القيام بتلك التدريبات من 3 إلى 4 مرات يومياً، وبذلك يساعد في تخفيف الآلام بشكل كبير دون النزول من المنزل.