25-11-2023 | 10:43
أحمد فاخر
هشاشة العظام مرض ناتج عن الإهمال، وإهمال الوقاية منه يمنح فرصة سانحة للهشاشة أن تنتشر وتلتهم عظام الجسم بالكامل مع مرور الزمن، وخاصة عند كبار السن، فما هو مرض هشاشة العظام وأسبابه، وكيف يمكن تجنب الإصابة به؟
يقول الدكتور عبد الفتاح سعود أستاذ جراحة العظام والعمود الفقري: إن عظام الإنسان يعاد تشكيلها بحيث يكون تكوين العظام بمعدل أكبر من تآكل العظام القديمة حتى يحتفظ الجسم بالعظام في أفضل صورة طوال الوقت، ولكن عند سن الأربعين يقل معدل تكوين عظام جديدة، وبالتالي تكون العظام أكثر عرضة للتآكل بشكل أكبر، وتلك المرحلة مرتبطة عند السيدات بفترة انقطاع الطمث لأن الهرمونات الأنثوية التي تنتج عن الدورة الشهرية تعمل على إعادة تكوين العظام بمعدل أكبر من تآكله، لذلك فالأمر مرتبط عند المرأة باستقرار الهرمونات فإذا تعرضت لمشكلة قبل سن الأربعين مثل مشاكل المبايض أو إزالة الرحم أو غير ذلك تكون أكثر عرضة لتآكل نسيج العظام بشكل أكبر وتزيد الفجوات به، وبالتالي الإصابة بهشاشة العظام، ولذلك تكون معرضة بشكل أكبر لكسور العظام.
ومن أهم مشكلات الإصابة بهشاشة العظام أن الإنسان لا يشعر بها وهذا هو الأكثر خطورة، وللوقاية يجب أن يقوم الإنسان بعمل تحليل سنوي لكثافة العظام خاصة بعد سن الأربعين عند كلٍ من الرجال والنساء، وهو تحليل بسيط لا يعرض الإنسان إلى أية خطورة ومتوفر في جميع المراكز الطبية بجمهورية مصر العربية، حيث تقاس كثافة العظام داخل الجسم عن طريق الكشف على كلٍ من الرسغ والحوض والعمود الفقري لأنهم أكثر مناطق بالجسم عرضة للإصابة بهشاشة العظام، ويعطي نتائج إما أن تكون نسبة العظام طبيعية أو هناك هشاشة منذرة أو هشاشة عظام حقيقية.
وأضاف الدكتور محمد الديب استشاري جراحة العظام أن هشاشة العظام مرض يُصاب به 210 مليون شخص حول العالم، وأنّ كل 20 ثانية تمر تؤدي إلى كسر في الجهاز الحركي للإنسان وبالرغم من أن هشاشة العظام الأكثر شيوعاً بين الإناث مقارنة بالذكور، فإنها ليست مرضاً خاصاً بالمرأة، حيث ساد الاعتقاد لوقت طويل أن تخلخل العظام (وهن العظام) هو مرض النساء وأن الرجال نادراً ما يصابون به إلا أنه اتضح في الخمسة عشر عاما الماضية أن تخلخل العظام يصيب الرجال على نحو شائع.
وفي الواقع فإن 2 مليون من الرجال الأمريكيين مصابون بهشاشة العظام فيما يهدد هذا المرض 12 مليوناً آخرين، ولأن هشاشة العظام تبدأ في وقت متأخر لدى الرجال عن النساء، فإن أكثرية الرجال من ذوي العظام الرقيقة هم في سن يزيد علي 65 عاماً، وبالإجمال فإن واحداً من كل خمسة من الرجال في سن الخمسين سوف يعاني من حدوث الكسور بسبب هشاشة العظام خلال سنوات عمره اللاحقة، وكسر عظام الحوض هو على الخصوص الأكثر شيوعاً، والأكثر خطراً لدى الرجال مقارنة بالنساء، حيث تزيد معدلات الوفاة خلال سنة بنسبة 37.5 % أما لدى الرجال فإن مستويات التستوستيرون تنخفض بالتدريج، منخفضة 1 % كل سنة بعد سن الأربعين، ونتيجة لذلك فإن فقدان العظام يظل بطيئاً نسبياً إلا أنه يكون مستمراً، وهذا ما أثبتته الدراسات العلمية والطبية أخيراً، وبعد سن 65 عاماً فإن الرجال والنساء يفقدون العظام بنفس المعدل تقريباً ، وخلال الزمن سيفقد الرجال في المتوسط نحو 20 % من العظم القشري (الطبقة الخارجية الكثيفة للعظم) و30 % (الطبقة الداخلية الإسفنجية للعظم)، وبتقدم السن قد تنخفض معدلات التستوستيرون إلى ما دون المعدلات الطبيعية محدثة أعراض نقص التستوستيرون، والتي قد تشبه حالة نقص هرمون الأنوثة عند النساء الذي تصاحبه أعراض سن اليأس من الحيض Menopause مما دفع بعض الهيئات إلى تسمية نقص التستوستيرون وأعراضه بسن اليأس عند الرجال (Andropause) ويرافق هذا الانخفاض في نسبة التستوستيرون أعراض سريرية منها نقص كمية العضلات وكتلة العظام وقلة الميل إلى الجنس الآخر وتراجع النشاط الجنسي، إن التستوستيرون هرمون الذكورة هو هرمون مهم جداً للرجال ينتج من الخصية ويكون مسئولاً عن تطور ونمو الأعضاء التناسلية مثل العضو الذكري والبروستاتا والخصيتين (عند التكوين الجنيني للذكر في رحم الأم) أما في فترة البلوغ وسن النضج فهو مسئول عن إنتاج الحيوانات المنوية وتطور العلامات والخصائص الذكورية.
وفي بحث نشر تحت عنوان “هشاشة العظام تهدد الرجال أيضاً” أثبت أن مستويات التستوستيرون المنخفضة منتشرة لدى الرجال بعد سن الـ 45 وقد وجد أن معدلات التستوستيرون المنخفضة في المعدل الطبيعي تصل في المتوسط إلى نسبة 38.7 % من الرجال فوق سن الـ 45 الذين يزورون عيادات الرعاية الأولية، كما أكد هذا البحث ما أكدت عليه عدة دراسات أخرى من وجود علاقة قوية بين مستويات التستوستيرون المنخفضة وأمراض السكري والبدانة وارتفاع ضغط الدم واضطراب دهون الدم ووهن العظام (هشاشة العظام).
وفي دراسة لتأثير الهرمونات الأخرى على فسيولوجية وباثولوجية العظام أشارت إلى أن نقص هرمون الإستروجين عند الرجال له دور كبير في التأثير على كتلة العظام مع تقدم السن مثيلتها عند السيدات، وهو بالرغم من ضآلة الكمية المنتجة عند الذكور في خلايا الخصيتين، والتي تقدر بنحو 10 % فإن الكمية الباقية من هرمون الإستروجين يتم تحويلها إلى إسترودول، وأما هرمون الأندرجون فله دور صغير لإحداث هشاشة العظام.
وفي النهاية يشير الدكتور أمير عاصم عبدالمنعم ماجستير جراحة العظام بأنه للوقاية من الإصابة بهشاشة العظام، يجب الاهتمام بالآتي:
- الحركة وممارسة الرياضة بشكل يومي للتقليل من الإصابة بهشاشة العظام.
- الاهتمام بتناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم لزيادة قوة العظام.
- التعرض لأشعة الشمس يومياً بقدر الإمكان لزيادة نسبة فيتامين (د) بالجسم.
- تناول الأسماك البحرية الغنية بفيتامين (د) و(أوميجا 3).