16-11-2024 | 10:41
أحمد فاخر
المضاعفات الخطيرة والألم الحاد في البطن الذي يحدث نتيجة الانسداد المعوي، يدفعُنا إلى الانتباه لهذا المرض وتفاصيله وطرق الوقاية والعلاج منه خصوصًا وأن غالبيتنا لا ينتبه إلى الانسداد المعوى إلا بعد فوات الأوان!.
يقول الدكتور مؤمن عبد الجليل أخصائي الأمراض الباطنة إن الانسداد المعوي هو حدوث سدّة في جزء من الأمعاء نتيجة وجود مشكلة داخل الأمعاء نفسها مثل أن يقوم طفل ببلع كتلة صلبة لم يتم هضمها وبالتالي علقت في مسار الأمعاء وبالتالي لا يستطيع باقي الطعام الآتي خلفها العبور ، أو الإصابة بورم في جدار الأمعاء ما يزيد من سمكها فيؤدي إلى حدوث انسداد بالأمعاء، أو من خارج الأمعاء تماماً حيث يحدث أحياناً بعد إجراء الجراحات بالمعدة أن تتكون خيوط دقيقة نتيجة التئام الجرح وعند زيادة الخيوط يؤدي إلى التصاق الأمعاء في بعضها البعض.
وبالتالي فأهم الأسباب والأكثر شيوعاً لانسداد الأمعاء الدقيقة:
• الجراحة السابقة
فبعد أي جراحة يمكن ألا تتحرك الأمعاء بشكل طبيعي، أو أن تتكون أنسجة ندبية في البطن وتضغط على الأمعاء.
• الفتق
هو حدوث فتحة في العضلات أو الأنسجة التي تغطي العضلة، ويمكن أن ينزلق جزء من الأمعاء عبر تلك الفتحة ويعلق في الفتق.
• الإصابة بورم
يمكن أن تنمو الأورام السرطانية وغير السرطانية داخل الأمعاء أو خارجها وتسدها.
• حدوث التواء في الأمعاء
• الإصابة بنقص شديد في البوتاسيوم
حيث تحتاج الأمعاء كمية من البوتاسيوم لتتحرك وتقوم بهضم الطعام بشكل طبيعي.
ونتيجة لذلك تعتبر أهم أعراض الإصابة بالانسداد المعوي:
الإصابة بالإمساك
وذلك نتيجة عدم عبور الطعام من الأمعاء الدقيقة للأمعاء الغليظة لإخراجها.
القيء
نتيجة تراكم الطعام في الأمعاء حتى يصل إلى المعدة مرة أخرى.
الانتفاخ
نتيجة تكاثر البكتيريا على الطعام المحبوس داخل الأمعاء مما يساعد على تكون غازات داخل المعدة.
ألم شديد بالمعدة
نتيجة كل ما سبق مما يجعل المريض يعاني من مغص معوي شديد ومستمر.
ومن الطبيعي أنه بمجرد أن يصل المريض إلى تلك المرحلة أن يتوجه سريعاً لأقرب مستشفى أو طبيب مختص للبحث عن علاج لتلك الآلام، وهنا يقوم الطبيب بالتشخيص عن طريق الفحص الإكلينيكي أولاً، وهنا يجد الطبيب بعض الأعراض مثل: انتفاخ ملحوظ بالبطن ومع الكشف يجد أن البطن صلبة نتيجة زيادة الغازات بها، كما أن حركة الأمعاء تكون سريعة نتيجة المحاولة المستمرة في طرد الطعام خارج الجسم بلا فائدة.
وأشار الدكتور محمد نجيب عبد الله استشاري الأمراض الباطنة إلى أنّ أهم أساليب التشخيص هي القيام بعمل أشعة عادية على البطن في وضع الوقوف ووضع النوم والتي يظهر من خلالها بواقي الطعام داخل الأمعاء مع الغازات المحيطة بها، كما يجب إجراء تحليل صورة دم كاملة للتأكد من عدم تطور الحالة وعدم تكون التهابات داخل المعدة، وكل هذا يتم للحصول على تشخيص دقيق للحالة وبالتالي تحديد أسلوب العلاج المناسب لها.
ويجب الإشارة إلى أن الإصابة بالانسداد المعوي من الممكن أن يؤدي للوفاة، نتيجة عدم وصول تغذية الدم المطلوبة من الجسم إلى باقي الأجزاء التي بها سدد مما يؤدي إلى تلف تلك الخلايا نتيجة قلة الغذاء بسبب عدم قدرة الدم إلى الوصول إليها، كما يمكن أن يحدث انفجار بالأمعاء نتيجة كثرة الضغط داخلها من بواقي الطعام والغازات دون القدرة على طردها خارج الجسم، وفي حالة الانفجار يخرج السائل من الأمعاء إلى باقي البطن مما يسبب التهابات داخل جميع أجزاء البطن.
ويختلف العلاج على حسب تشخيص الحالة ومدى صعوبة المشكلة بعد تحديد سبب ومكان السدد داخل الأمعاء، ويكون العلاج إما عن طريق الأدوية التي تعمل على طرد الجسم المسبب لهذا السدد أو اللجوء إلى الجراحة السريعة لحل المشكلة بشكل جذري في أقرب وقت ممكن قبل حدوث مضاعفات قد تؤثر على حياة المريض.
ومن جهة أخرى أضاف الدكتور محمد شلبي أخصائي الجراحة العامة أنه من الطبيعي عند الأطفال حديثي الولادة أن يحدث معهم قيئ بسيط خاصة بعد الرضاعة وهذا لا يدعو للقلق، ولكن نشعر بالقلق حين نرى ما يخرج من الفم يكتسب اللون الأصفر مع انتفاخ ملحوظ في البطن ويصرخ الطفل بشكل مستمر مع انتفاضة في الجسم ليعبر عن وجود ألم بالمعدة، وهنا ننصح بسرعة التوجه لأقرب طبيب أو مستشفى مختص لأن الطفل يدخل سريعاً بعدها في مرحلة الإصابة بالجفاف ثم يحدث تغير في كيمياء الدم مما قد يؤثر بالسلب على حياة الطفل، وهنا يتم التشخيص عن طريق القيام بإجراء أشعة عادية وأشعة سونار وأحياناً يحتاج الطبيب إلى إجراء أشعة بالصبغة لتحديد مكان ونوع الانسداد بشكل دقيق، وبالتالي تحديد مدى إمكانية الاكتفاء بعلاج دوائي فقط أو القيام بإجراء عملية جراحية عاجلة سواء بالشكل التقليدي أو المنظار الجراحي.
وتتعدد أسباب الانسداد المعوي عند الأطفال مثل:
• تضخم في عضلة البواب في المعدة.
• عيب خلقي بالأمعاء.
• عدم تحرك عضلات القولون بشكل طبيعي.
كما أن من أهم الأعراض الواضحة للإصابة عند الأطفال بشكل عام:
• قيء بلون أصفر أو أخضر.
• انتفاخ البطن.
• ألم شديد بالمعدة.
• لا يستطيع استكمال الرضعة بشكل طبيعي.
• صريخ متواصل مع ضم اليدين والقدمين على المعدة.
• القيء المتواصل.
• انكماش الجلد نتيجة قلة السوائل بالجسم.
ولذلك ننصح الأمهات بمتابعة أطفالهن بشكل جيد في حالة حدوث مشكلة بالمعدة أو أي أعراض تدل على ذلك مع سرعة التوجه للطبيب المختص لاحتواء الموقف بقدر الإمكان.