4-1-2025 | 11:34
أمانى عزت
مرض هربس العين أو ما يعرف بالتهاب «القرنية الهربسي» يحدث نتيجة عدوى فيروس الهربس البسيط من النوع الأول، وهو فيروس شديد العدوى، وينتشر عن طريق ملامسة الجلد لشخص مصاب بالفيروس، وأكدت الدراسات أن عدد كبير من الأشخاص يتعرضون إلى الهربس من النوع الأول في أثناء الطفولة، و يظل الفيروس كامنا ويعيش في الخلايا العصبية في الجلد أو العين و ينشط الفيروس بطرق مختلفة.
يعرف الدكتور أسامة جمال استشاري أمراض العيون أن هربس العين هو عدوى فيروسية تصيب العين، وتسبب التهابات مؤلمة ،كما يتسبب هذا المرض في التهاب القرنية وعلى الرغم من أنه ليس بالمرض الخطير ،ولكن يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يعالج بشكل صحيح ويستغرق هذا المرض نحو أسبوعين إلى 3 أسابيع ، ويبدأ التهاب الملتحمة الفيروسي في الأغلب في عين واحدة ثم يصيب العين الأخرى خلال أيام قليلة.
وعن أسباب الإصابة بهربس العين يوضح جمال أن السبب الرئيسي لهربس العين هو فيروس الهربس البسيط (HSV) الذي يمكن أن ينتقل عبر الاتصال المباشر مع الشخص المصاب، وهناك نوعان من الفيروسات المسببة للهربس (HSV-1) وهي الأكثر شيوعا في إصابات العين و(HSV-2) وهي تتسبب في إصابات الأعضاء التناسلية، لكن يمكن أن تصيب العين أيضا وقد تكون العدوى الأولية هي السبب في الإصابة فقد يكون الفيروس كامنا في الجسم يظهر نتيجة لعدة عوامل مثل الإجهاد أو ضعف المناعة.
أعراض هربس العين تتمثل فى ألم في العين، حساسية شديدة للضوء، احمرار في العين، الشعور بوجود جسم غريب في العين ،بالإضافة إلى تشوش الرؤية وإفرازات من العين ويتم التشخيص التهاب القرنية بالهربس البسيط عن طريق فحص قرنية الشخص، وأحيانا أخذ مسحة عينيه للتأكد من الإصابة بالفيروس.
أما عن أكثر الفئات العمرية عرضة للإصابة به يقول جمال: إن هربس العين يصيب الأشخاص من جميع الأعمار، ولكن الأشخاص الذين لديهم ضعف في جهاز المناعة أو الذين تعرضوا للإصابة الأولية بفيروس الهربس في سن مبكرة يكونون أكثر عرضة ، كما أن الأفراد في سن البلوغ وما بعده يكونون عرضة للإصابة المتكررة للفيروس.
ويوضح جمال أن هربس العين لا يعتبر مرضا موسميا، و لكنه قد يظهر بشكل أكثر تكرارا في الشتاء نتيجة لانخفاض درجات الحرارة أو انتشار العدوى بسبب قلة التهوية في الأماكن المغلقة، و قد تؤدي عوامل مثل الإجهاد والبرودة إلى تنشيط الفيروس ويعد هربس العين مرض معد ويمكن أن ينتقل عن طريق الاتصال المباشر مع الشخص المصاب أو من خلال ملامسة الأشياء الملوثة بالفيروس ، و لذلك يجب تجنب ملامسة العين المصابة واتباع إجراءات النظافة.
وتابع جمال على الرغم أن هربس العين ليس له علاج إلا أن العلاج يمكن أن يمنع تلف العين ويجنب فقدان البصر والمساعدة في السيطرة على تفشي المرض في المستقبل، ويكون العلاج عن طريق الأدوية المضادة للفيروسات التي تساعد في تقليل انتشار الفيروس في العين والمراهم أو القطرات المضادة للفيروسات لتخفيف الأعراض وعلاج العدوى وأخذ العلاج بالمضادات الحيوية في حالة الإصابة بالبكتيريا الثانوية التي قد تحدث نتيجة للفيروس أما في حالات الإصابة الشديدة أو التسبب في تقرحات أو مشاكل في القرنية قد يتطلب الأمر إجراء جراحي أو زراعة قرنية.
ويحذر جمال من مضاعفات المرض، ولذلك يجب أن يتم تشخيص هربس العين وعلاجه بسرعة لتجنب المضاعفات الخطيرة، حيث إنه في كثير من الأحيان يمكن أن يتسبب فيروس HSV-1 في التهاب القزحية والأنسجة المرتبطة بها داخل الجزء الأمامي من العين و التهاب القزحية أو التهاب الشبكية في الجزء الخلفي من العين، وقد تؤدى مضاعفاته ويتسبب التهاب القرنية بفيروس الهربس في تندب القرنية وفقدان الرؤية.
ويقدم جمال بعض النصائح حول كيفية الوقاية منها تجنب الاتصال المباشر مع العين المصابة ،غسل اليدين جيدًا بعد ملامسة العين أو أي أشياء ملوثة، تجنب استخدام أدوات النظافة الشخصية الخاصة بالشخص المصاب، تجنب التوتر والإجهاد لأنهما يمكن أن يساهمان في تفعيل الفيروس ،استخدام الأدوية الوقائية في حال كان الشخص يعاني من هربس العين المتكرر، كما يمكن استخدام الدموع الاصطناعية إذا كنت تعاني من جفاف العين، ويجب حماية العين من أشعة الشمس الشديدة باستخدام النظارات الشمسية والذهاب إلى طبيب العيون في حالة احمرار والتهاب العين، حتى لا تتفاقم الحالة وأخيرا الحرص على اتباع تعليمات استخدام العدسات اللاصقة وتنظيف الأيدي قبل وضعها وتغيير المحلول بانتظام وغيرها من العادات الصحية.