20-12-2025 | 09:34
أحمد عبد العزيز
مع دخول فصل الشتاء، يزداد انتشار العديد من أمراض الجهاز التنفسي والالتهابات الفيروسية والبكتيرية، ومن بينها التهاب الملتحمة أو ما يعرف شعبيا بـ«الرمد»، ورغم شيوعه بين الأطفال والكبار على حد سواء، إلا أن خطورته تكمن في سرعة انتقاله وسهولة انتشاره في المكاتب والأماكن المغلقة، خاصة في الأيام الباردة.
يقول الدكتور مدحت عبد السلام استشارى العيون: إن الملتحمة هي الغشاء الرقيق الذي يغطي بياض العين ويفرز الدموع التي تحافظ على رطوبتها، وعندما تتعرض هذه الطبقة للعدوى أو المهيجات، تصاب بالالتهاب، فتظهر أعراض في شكل احمرار شديد في العين ودموع غزيرة أو إفرازات لزجة وحكة أو شعور بوجود جسم غريب وتورم الجفن وحساسية تجاه الضوء.
ويوضح استشاري العيون أن موسم الشتاء يمثل بيئة مناسبة لانتشار الفيروسات والبكتيريا لعدة أسباب منها قلة التهوية داخل المنازل والمدارس أحياناً، وإغلاق نوافذ البيوت لفترات طويلة في الشتاء ما يسهل انتقال العدوى بين الأشخاص علاوة على انتشار نزلات البرد والأنفلونزا، حيث تسبب الفيروسات التنفسية في كثير من الأحيان التهاب الملتحمة كعرض مصاحب، ويضاف جفاف الهواء إلى هذه الأعراض، حيث يؤدي الجو البارد الجاف إلى تقليل السائل الدمعي، ما يجعل العين أكثر عرضة للالتهاب والتهيج، كما أن الاحتكاك اليدوي المتكرر بالعين في الشتاء يرفع خطر نقل الميكروبات إليها.
وتتمثل طرق الوقاية في موسم الشتاء في نظافة اليدين، حيث يؤكد الأطباء أن غسل اليدين باستمرار هو خط الدفاع الأول، إذ إن معظم حالات العدوى تنتقل باللمس مع تجنب لمس العين قدر الإمكان واستخدام مناديل ورقية أحادية الاستعمال خاصة عند مسح العين أو الدموع، لمنع انتقال العدوى وعدم مشاركة الفوط أو أدوات المكياج والأدوات الشخصية مثل «الماسكارا» أو العدسات اللاصقة قد تنقل العدوى بسهولة وترطيب العين باستخدام قطرات مرطبة (دموع صناعية) خصوصا في الأجواء الجافة وتهوية الأماكن المغلقة وفتح النوافذ يوميا لمدة 10 دقائق على الأقل لتجديد الهواء.
من ناحيته، يقول الدكتور سيد الرفاعى استشارى العيون: إن الملتحمة هي الطبقة أو الأنسجة الرقيقة والشفافة التي تقع فوق الجزء الأبيض من العين وتبطن الجزء الداخلي من الجفن، تتكون الملتحمة من طبقة رقيقة من الخلايا، أو الغشاء الشفاف، الذي يغطي السطح الداخلي للجفون وبياض العين، حيث تساعد الملتحمة على وقاية العين من العوامل الخارجية والأجسام الغريبة.
يضيف أن مرض التهاب الملتحمة، أو ما يعرف أيضاً باسم العين الوردية يحدث عندما تصاب ملتحمة العين بالتهاب، مما يؤدي إلى احمرار العين أو أن تصبح العين وردية، ومنتفخة، ومتهيجة، كذلك قد تفرز العين المخاط، وفي بعض الأحيان يمكن أن يكون التهاب الملتحمة شديد العدوى، حيث يؤدي الالتهاب إلى ظهور الأوعية الدموية الصغيرة، أو الشعيرات الدموية في الملتحمة، مما يسبب عدم الراحة، ويمكن أن يستمر من 1 إلى 4 أسابيع أو أكثر.
وتختلف أسباب التهاب الملتحمة في العين وفقاً لنوع الالتهاب، فبعضها يكون نتيجة الحساسية، والبعض ينتج عن التعرض للعدوى ويعرف بالتهاب الملتحمة المعدي، والبعض الآخر ينتج عن التعرض للمواد الكيميائية ويعرف بالتهاب الملتحمة الكيميائي.
ويوضح الدكتور سيد الرفاعي أن أسباب التهاب الملتحمة في العين وفقاً للنوع تشمل التهاب الملتحمة التحسسي الذي يعرف أيضاً باسم التهاب الملتحمة الارجي بشكل شائع الأشخاص الذين يعانون بالفعل من الحساسية الموسمية، حيث تحدث الإصابة نتيجة التعرض للمواد التي تسبب رد فعل تحسسي في العين، في حين أن التهاب الملتحمة الحليمي العملاق هو نوع من التهاب الملتحمة التحسسي الناجم عن وجود جسم غريب في العين بشكل مزمن، وتعد هذه الحالة أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين يرتدون عدسات لاصقة صلبة، أو يرتدون عدسات لاصقة ناعمة لا يتم استبدالها بشكل متكرر، أو لديهم عين صناعية.
أما التهاب الملتحمة البكتيري، طبقا إلى استشاري العيون، فهو عدوى غالبا ما تسببها بكتيريا المكورات العنقودية أو العقدية من الجلد أو الجهاز التنفسي، يحدث عادةً نتيجة التعرض للحشرات، أو الاتصال الجسدي مع أشخاص آخرين، أو لمس العين بأيدي غير نظيفة، أو استخدام مكياج العيون ومستحضرات الوجه الملوثة، مما يسبب الإصابة بالعدوى، ويمكن لالتهاب ملتحمة العين البكتيري أن يحدث نتيجة مشاركة أو ارتداء العدسات اللاصقة مع أشخاص آخرين، أو التي يتم تنظيفها بشكل غير صحيح يمكن أن يسبب أيضا التهاب الملتحمة الجرثومي، أما التهاب الملتحمة الفيروسي فيحدث التهاب الملتحمة الفيروسي في أغلب الأحيان بسبب الفيروسات المعدية المرتبطة بنزلات البرد، ويمكن أن يتطور من خلال التعرض للسعال أو العطس لشخص مصاب بعدوى الجهاز التنفسي العلوي.
كذلك يمكن أن يحدث التهاب ملتحمة العين الفيروسي عندما ينتشر الفيروس على طول الأغشية المخاطية في الجسم، التي تربط الرئتين والحلق والأنف والقنوات الدمعية والملتحمة، حيث إن الدموع تصب في الممر الأنفي، والنفخ بقوة من الأنف يمكن أن يتسبب في انتقال الفيروس من الجهاز التنفسي إلى العين، ويمكن أن يحدث التهاب الملتحمة الكيميائي بسبب المهيجات مثل تلوث الهواء أو الكلور في حمامات السباحة والتعرض للمواد الكيميائية الضارة.
ينصح سيد الرفاعي في ختام كلامه بطرق الوقاية التي تتمثل في النظافة الجيدة وتجنب لمس العين بأيد غير مغسولة كلما أمكن ذلك وتكرار غسل اليدين وبشكل كامل بالماء والصابون واستخدام فقط المناديل والمناشف النظيفة لمسح الوجه والعين وعدم مشاركة مستحضرات التجميل، خاصة محدد العيون مع الآخرين وغسل أغطية الوسائد بشكل متكرر وتبديل العدسات اللاصقة أو المحلول المطهر إلى نوع آخر إذا كان أخصائي الرعاية الصحية يعتقد أنها تساهم في الإصابة بالعين الوردية، ويقترح تنظيف العدسات اللاصقة أو استبدالها بشكل متكرر، أو التوقف عن ارتداء العدسات اللاصقة إلى أجل غير مسمى أو على الأقل حتى تشفى العين.
في نفس السياق، يقول الدكتور إيهاب مكين استشارى المناعة: إن علاج التهاب الملتحمة يعتمد على نوع الإصابة، حيث إن علاج التهاب الملتحمة البكتيري يتم بمضادات حيوية مناسبة لنوع البكتيريا المسببة للمرض، وعادةً ما يكون العلاج باستخدام قطرات، أو مرهم حيث يكون المرهم مريحا أكثر للأطفال، ولكنه قد يسبب ضبابية في الرؤية لمدة 20 دقيقة مؤكدا أن العدوى تختفي بعد عدة أيام من البدء بتناول المضادات الحيوية، مع الاهتمام بتعليمات الطبيب المختص.
يضيف مكين أنه لا يوجد علاج محدد لالتهاب العدوى الفيروسية، إذ عادةً ما يختفي الالتهاب في غضون أسبوعين كحد أقصى، في حال كان هناك اشتباه بالإصابة بعدوى فيروس الهربس يتم علاجه بمضاد فيروسي خاص به، ويوضح استشاري المناعة أن علاج التهاب الملتحمة الناتج عن التحسس ينصح فيه بداية بتجنب العوامل المسببة للتحسس، وفي حال الإصابة بالالتهاب فيمكن استعمال القطرات.